موقع Allah Mahabba – رأسُ السَّنَة – عيد ختانة الرَّبّ يَسوع
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 2: 11 – 22
يا إِخْوَتِي، تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد،
تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذَلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِله؛
أَمَّا الآنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين.
فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة،
وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ ٱلٱثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا،
ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا.
فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين،
لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب.
إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله،
بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة.
فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ،
وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح.
إنجيل القدّيس لوقا 21:2
لَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ ٱلصَّبِيّ، سُمِّيَ «يَسُوع»، كمَا سَمَّاهُ المَلاكُ قَبلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ في البَطْن.
التأمّل
”سُمِّيَ يَسوع“
لِأَسماءِ شَخصِيَّاتِ الكِتابِ المـُقَدَّس ميزَةٌ خاصَّة، فَهيَ تَتَضَمَّنُ رِسالَة وَدَعوَة صاحِبِها، هيَ أَكثَرُ مِن عُنوانٍ، لِكَونِها تَرجِعُ إِلى الله الَّذي يَدعو. تُصبِحُ هَذِهِ الأَسماء المـُختَصَر لِمَشروعِ حَياةِ المـَدعو، مِمَّا يَجعَلُنا نَتَساءَلُ عَن مَوضوعٍ بِغايَةِ الأَهَمِّيَّةِ هوَ: هَل هَذِهِ الأَسماء تُشيرُ إِلى قَدَرِيَّةٍ تُكَبِّلُ حُرِّيَّةَ المـَدعو، وَتَجعَلُ مِنَ الرَّبِّ مُسَيِّرًا للتَّاريخِ بِطَريقَةٍ سُلطَوِيَّةٍ لَيسَ لِلإِنسانِ أَيُّ كَلِمَةٍ فيها؟ أَم هيَ إِشارَةٌ واضِحَةٌ، تُقرَأُ عَلى ضَوءِ تَجاوُبِ المـَدعو مَعَ نِداءِ اللهِ، مِمَّا أَضفى تَكامُلًا وَتَلاقِيًا بَينَ مَشيئَةِ اللهِ وَإِرادَةِ الإِنسان؟ في الحَقيقَةِ لَيسَ كُلُّ مَوضوعٍ بِاستِطاعَتِنا أَن نُجيبَ عَلَيهِ جَوابًا مُحكَمًا مِن مُنطَلَقِ العَقلِ وَالمـَنطِق، لِنِعمَةِ اللهِ طُرُقُها الَّتي تُخاطِبُ حُرِيَّةَ الإِنسانِ وَبِفِعلِ العِنايَةِ الإِلَهِيَّة تُكَمِّلُ ما في الواقِعِ وَالوُجودِ مِن نَقصٍ، لِتَبليغِ المـَعنى. تَذكُرُ الأَناجيلُ لَنا اسمَ يَسوع على لِسانِ المـَلاكِ جِبرائيل في بُشراهُ لِمَريَمَ ويوسُف، وَتُبَيِّنُ هُويَّةَ الطِّفلَ المـَولودِ كَإِلَهٍ حَقّ، لِأَنَّ الخَلاصَ الَّذي أَتى بِهِ هَدَفُهُ بُلوغَ الإِنسان الحَياةَ الأَبَدِيَّة.
يَا بُنَيَّ، في إِسمي تَجِدُ مَلاذَكَ وَراحَتَكَ، لِأَنَّ مِنهُ تَأخُذُ التَّعزِيَةَ الَّتي تَقولُ لَكَ، أَنَّكَ لَستَ لِوَحدِكَ، وَلَستَ مَتروكًا لِقَدَرِيَّةِ المـَوتِ وَالهَلاكِ أَو للشَّرّ، إِنَّما مَشروعي عَلَيكَ هوَ خَلاصيّ وَيَعني الحَياةَ بِمِلئِها، يَعني أَن تَكونَ حَيًّا مَعي إِلى الأَبَد. لَقَد جِئتُ لِأُخَلِّصَكَ مِن كُلِّ أَشكالِ وَأَنواعِ المـَوت الَّتي تَعرِفُها طَبيعَتُكَ البَشَرِيَّة، لِتَكونَ إِنسانًا مُمَجَّدًا بي. في اليَومِ الثَّامِنِ أُطلِقَ عَلَيَّ الإِسمُ الَّذي أَعلَنَهُ المـَلاكُ لِمَريَمَ أُمِّي وَلِلقِدّيسِ يوسُف، فَفي يَومِ الخِتانَةِ هذا الَّذي بِهِ انتَمَيتُ عَلَنًا كَإِبنٍ مَولودٍ لِشَعبِ الله، صارَ انتِمائي مَطبوعًا بِمَشروعِ الآبِ الخَلاصيّ، وَهو يَعني كُلَّ مُؤمِنٍ يَشتَرِكُ فيهِ، لِذَلِكَ ما عادَ إِسمي يَعني هُوِيَّتي وَدَعوَتي وَشَخصيّ وَحَسبُ، إِنَّما صارَ لَكَ دَعوَةً مُوَجَّهَةً لِتَعمَلَ أَنتَ بي عَمَلًا خَلاصِيًّا يُفيدُ الكَنيسَةَ كُلَّها. تَأَمَّل كَيفَ وَقَعَ اسمي في أُذُنَي مَريَمَ وَيوسُف، وَكَم مِنَ التَّعزِيَةِ وَالفَرَحِ السَّماويّ نَهَلوا، فَؤُتِيوا قُوَّةً وَاستِعدادًا لِمُواجَهَةِ كُلّ الصُّعوباتِ وَالتَّحَدِّيات، لِأَنَّهُما عَلِما أَنَّ اللهَ مَعُهُما – عِمَّانوئيل، وَأَنا المـُخَلِّص الَّذي سَأَحفَظَهُم مِن كُلِّ خَلاصٍ وَخَطَرٍ مُحدَقٍ بِهِم، وَالأَمرُ كَذَلِكَ مَعَكَ اليَوم، فَنادِني باسمي “يَسوع”.
في كُتُبِ العَهدِ القَدَيم عُرِفَ يَشوعُ بِن نون الَّذي أُعطِيَ لَهُ أَن يَدخُلَ بِشَعبِ اللهِ إِلى أَرضِ الميعاد، فَاتَّسَمَت شَخصِيَّتَهُ بِالقائِدِ وَالمـُحارِب وَالمـُخَلِّص مِنَ الأَعداء. كانَ بِمَثابَةِ اليَدِ اليُمنى لِلنَّبِيّ موسى المـُشتَرِع وَكَليمَ الله. في العَهدِ الجَديد نَرى أَنَّ يَسوعَ هوَ الَّذي سَيَفتَتِح أَرضَ الميعادِ الجَديدَة، أَي كَنيسَتَهُ وَمَلَكوتَهُ وَالحَياةَ الأَبَدِيَّةَ المـَوعودَة، وَذَلِكَ في اليَومِ الثَامِن الَّذي يُشيرُ إِلى قِيامَتِهِ المـَجيدَة. هوَ الرَّبُّ وَالمـُخَلِّص المـُشتَرِعُ الجَديد، الَّذي يَجلِسُ عَن يَمينِ الآب، لِأَنَّهُ أُولِيَ كُلَّ سُلطانٍ وَكانَت خِتانَتَهُ أَنَّهُ طُعِنَ بِحَربَةٍ في جَنبِهِ، فَأَعطيَ لَنا مِنهُ مِلءَ النِّعمَةِ وَالحَقّ. تَجِدُ باسمِ يَسوعَ: “اللهُ خَلِّص”، قُوَّتَكَ الثَّابِتَة، فالهَج بِهِ دائِمًا، لِأَن تُعطى لَكَ نِعمَةَ الصَّلاةِ الحَارَّة وَالحِكمَة الإِلَهِيَّة.
رَبّي يَسوع، كَم هوَ طَيِّبٌ ذِكرُ اسمِكَ في القَلبِ وَعلى الشِّفاه، وَكَم يَليقُ بِكَ التَّرنيمُ وَالهُتافُ وَالتَّسبيحُ وَالغِناء، لِأَنَّهُ مِن ذِكرِ اسمِكَ أَنهَلُ الرَّجاءَ بِخَلاصِكَ الأَكيد، وَالمـَحَبَّةَ مِن حُبِّكَ القَويّ وَالشَّديد وَالكَبير، وَالإِيمانَ بِكُلِّ ما صَنَعتَهُ وَتصنَعَهُ وَسَتَظَلُّ تَصنَعهُ لي رَحمَةً وَحَياةً وَحُبّ. أُحِبُّكَ رَبّي لِأَنَّكَ كَشَفتَ لي اسمَكَ يسوع، آمين..
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل رأسُ السَّنَة – عيد ختانة الرَّبّ يَسوع ”سُمِّيَ يَسوع“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!