موقع Allah Mahabba – إِستشهاد إسطفانوس أوّل الشّهداء
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 11: 1 – 9
يا إخوَتِي، لَيْتَكُم تَحْتَمِلُونِي قَليلاً لأَنْطِقَ بِالجَهَالَة! نَعَم، ٱحْتَمِلُونِي!
فإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُم غَيْرَةَ ٱلله، لأَنِّي خَطَبْتُكُم لِرَجُلٍ وَاحِدٍ هوَ المَسيح، لأُقَدِّمَكُم إِلَيهِ عَذْرَاءَ طَاهِرَة.
لكِنِّي أَخَافُ لَعَلَّكُم، كَما أَغْوَتِ ٱلحَيَّةُ بِمَكْرِهَا حَوَّاء، كَذلِكَ تُفْسَدُ أَفْكَارُكُم وتَتَحَوَّلُ عَنْ بَسَاطَتِهَا وإِخْلاصِهَا لِلمَسِيح!
فلَو جَاءَكُم أَحَدٌ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ غَيْرِ الَّذي بَشَّرنَاكُم بِهِ، أَوْ نِلْتُم رُوحًا آخَر غَيْرَ الَّذي نِلْتُمُوه، أَو إِنْجِيلاً آخَرَ غَيْرَ الَّذي قَبِلْتُمُوه، لَكُنْتُم تَحْتَمِلُونَهُ رَاضِين!
وأَظُنُّ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ في شَيءٍ عَنْ أَكَابِرِ الرُّسُل.
فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع.
أَتُرَاني ٱرْتَكَبْتُ خَطِيئَة، لأَنِّي وَاضَعْتُ نَفْسي لِتَرْتَفِعُوا أَنْتُم، عِنْدَمَا بَشَّرتُكُم بإِنْجِيلِ ٱللهِ مَجَّانًا؟
لَقَدْ سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى، آخِذًا مِنْهَا النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم.
ولَمَّا كُنْتُ عِنْدَكُم، وأَنا مُعْوِز، لَم أُثَقِّلْ عَلى أَحَدٍ مَنْكُم، لأَنَّ عَوَزِي قَد سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذينَ جَاؤُوا مِنْ مَقْدُونِيَة. وقَد حَرِصْتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ عَلَيْكُم، وسَأَحْرَصُ أَيْضًا.
إنجيل القدّيس متّى 23: 29 – 39 . 24: 1 – 2
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَار،
وتَقُولُون: لَو كُنَّا في أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُم في دَمِ الأَنْبِيَاء.
فَأَنْتُم تَشْهَدُونَ على أَنْفُسِكُم أَنَّكُم أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاء.
فَٱمْلأُوا أَنْتُم أَيْضًا كَيلَ آبَائِكُم!
أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟
لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيكُم أَنْبِيَاءَ وحُكَمَاءَ وكَتَبَة، فَتَقْتُلُونَ بَعْضَهُم وتَصْلِبُون، وتَجْلِدُونَ بَعْضَهُم في مَجَامِعِكُم، وتُطَارِدُونَهُم مِنْ مَدينَةٍ إِلى مَدِيْنَة،
حَتَّى يَقَعَ عَلَيْكُم كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ على الأَرْض، مِنْ دَمِ هَابِيلَ البَارِّ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَكِيَّا، الَّذي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ المَقْدِسِ والمَذْبَح.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَيَقَعُ كُلُّ ذلِكَ عَلى هذَا الجِيل!
أُورَشَليم، أُورَشَليم، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِيْنَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، ولَمْ تُريدُوا!
هُوَذَا بَيتُكُم يُتْرَكُ لَكُم خَرابًا!
فَإِنِّي لأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْني مِنَ الآنَ إِلى أَنْ تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتي بِٱسْمِ الرَّبّ!».
وخَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».
التأمّل
”أُورَشَليم، أورشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبِياءِ، وراجِمَةَ المـُرسَلين إِلَيها!“
كُلُّ العِظاتِ تَسقُط، وَمَعها أَيضًا تَسقُطُ كُلُّ الأَعمال، وَكُلُّ شَيءٍ بِإِمكانِهِ في التَّاريخِ أَن يَضيعَ وَيَسبيهِ النّسيان، أَمَّا المـَحَبَّةُ لا تَسقُطُ أَبَدًا، وَأَسمى مَواقِفِها وَأَقواها عِندَما تُواجِهُ المـَوتَ لِتَظفَرَ بِإِكليلِ الإِستِشهاد. إِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ قَوِيٌّ كالمـَوت، سِهامُهُ سِهامُ نار، هَكَذا وُصِّفَ في كِتابِ نَشيدِ الأَناشيد القائِمِ في لُبِّ الكِتابِ المـُقَدَّس. هذا ما نُشاهِدُهُ وَنَلمُسَهُ في خِبرَةِ القِدّيسينَ وَبِخاصَّةٍ عِندما نَتَأَمَّلُ بِما قاساهُ الشُّهداءُ إِيمانًا بِمَن عَرَفوا مَحَبَّتَهُ وَبِفَضلِها ثَبَتوا إِلى الرَّمَقِ الأَخير، مُفَضِّلينَ المـَوتَ أَلفَ مَرَّةٍ عَلى مَوقِفِ نُكرانٍ وَخِيانَةٍ واحِدَة. إِنَّ سِرَّ التَّجَسُّد لا يَنفَصِلُ أَبَدًا عِن سِرِّ الفِداء، فَبِكِلاهِما نُشاهِدُ أَسمى تَجَلِّيّاتِ مَحَبَّةِ اللهِ لَنا، وَلِكِلاهِما إِحاطَةٌ مِنَ الشُّهَداء، في الأَوَّل أَطفال بَيتَ لَحم، وَفي الثَّاني استِشهاد الشَّمَّاس اسطِفانُوس. لِذَلِكَ تَدعونا أُمُّنا الكَنيسَة لِنَتَأَمَّلَ عَلى وَقعِ ميلادِ الرَّبّ، كَيفَ بِتَجَسُّدِهِ يُحَرِّرُنا مِن كُلِّ قُيودِ الخَوف بِقُوَّةِ الرَّجاءِ الَّذي يَدفَعُنا لِنُواجِهَ المـَوتَ بِالحُبّ حَتَّى الإِستِشهاد.
يَا بُنَيَّ، وَأَنتَ تَسأَلُ مُحتارًا لِماذا هُناكَ شَرٌّ وَظُلمٌ وَلا عَدالَة في هذا العالَم؟ لِماذا على البَريءِ أَن يَموتَ لِيعيشَ الظَّالِم؟ لِماذا هُناكَ تَسَلُّطٌ وَاستِعبادٌ بَينَ النَّاس، أَينَ المـُساواة وَالتَّآخي، وَحَتَّى مَتى الأَنبِياءُ يُرفَضون، وَالمـُرسَلونَ يُرجَمون؟! قَد تَتَعَدَّدُ الأَسبابَ انطِلاقًا مِن تَعَدُّدِ الدَّوافِع، وَلَكِن تُحصَرُ بِسَبَبٍ وَدافِعٍ واحِدٍ هوَ فُتورُ المـَحَبَّة في قَلبِ الإِنسان. في المـَحَبَّةِ تَستَطيعُ كُلَّ شَيءٍ، لِأَنَّكَ بِها تَغفِرُ لا فَقَط لِمَن يَشهَدُ زورًا عَلَيكَ، وَلا لِمَن يُؤذيكَ وَيَضطَهِدُكَ، بَل حَتَّى لِمَن يَقتُلُكَ إِن مَعنَوِيًّا أَو حَتَّى أَيضًا جَسَدِيًّا. لِأَنّي أَنا المـَحَبَّةُ في ذاتي، أَصبَحَ وجودُ الحَياةِ في حَدِّ ذاتِهِ فِعلَ مَحَبَّة، وَلِذَلِكَ القِيامَةُ الَّتي تَؤولُ بِكَ إِلى حَياةٍ جَديدَةٍ وَأَبَدِيَّة، هيَ خَيرُ بُرهانٍ وَدَليلٍ ساطِع عَلى مَحَبَّتي الَّتي لا يَقو عَلَيها أَيُّ شَيء. تُريدُ أَن تَكونَ قَوِيًّا أَقولُ لَكَ كَلِمَة واحِدَة أَحبِب وَاثبُت في المـَحَبَّة. في تَجَسُّدي رَمَيتُ في إِنسانِيَّتِكَ بَزرَ المـَحَبَّة، وَالعلامَةُ الفارِقَة الَّتي أَنتَ مَدعو لِأَن تُعطيها لِلعالَم تَكمُنُ في عَيشِكَ لِلمَحَبَّةِ غُفرانًا، كَما فَعَلتُ أَنا على الصَّليب، وَكَما تَتَلمَذَ لي اسطفانوسَ الشَّهيدَ الأَوَّل، إِذ غَفَرَ باسمي لِراجِميه.
تَسمَعُ يَسوعَ في الإِنجيلِ يَندُبُ أُورَشَليمَ وَيَبكي عَلَيها، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ ما أَحَبَّها، مُريدًا لَها الخَيرَ وَالسَّلام، لَكِنَّ أَبناءَها كَما آبائِهِم، تَرَكوا العَهدَ، وَأَصَمُّوا آذانَهُم عَن كُلِّ صَوتٍ نَبَويٍّ حَيّ، يُذَكِّرُهُم بِالحَقّ وَبِالمـَحَبَّة. أَلَيسَ هذا ما زالَ يَحدُثُ اليَومَ في بُيوتِنا وَمُدُنِنا وَقُرانا وَأَوطانِنا؟ إِنَّ قَساوَةَ قَلبِ الإِنسانِ تَدفَعهُ إِن مُكرَهًا أَم بِفِعلِ الإِرادَةِ إِلى أَن يَمقُتَ الحُبَّ وَالخَير، لِيَختارَ الحِقدَ وَالشَّرّ. في التَّجَسُّدِ أَرادَ اللهُ أَن يَقولَ للإِنسانِ أَنَّ فَرَحَهُ لا يَكمُنُ في السُّلطَةِ وَالغِنى وَأَنَّ مَجدَهُ لَيسَ بِما يَملِك، لا بَل بِقَدرِ ما يَكونُ في الحَقّ وَفي المـحَبَّةِ وَفي الخَير، لِذَلِكَ مَتى آمَنَ الإِنسانُ بِيَسوع مِن كُلِّ قَلبِهِ، لا يَعُد يَخشى حَتَّى المـَوت. فَليَكُن مَقصَدُكَ أَن تَعرِفَ الرَّبَّ وَتُحِبَّهُ مِن صَميمِ قَلبِكَ.
رَبِّي يَسوع، كَثيرونَ نَسَوا عِظَةَ شَهيدِكَ اسطِفانوس، وَأَوَّلُهُم أَنا، وَلَكِن لَيسَ باستِطاعَتي أَن أَنسى قُوَّةَ مَحَبَّتِهِ لَكَ باستِشهادِهِ مِن أَجلِكَ. هُوَّذا دَمُهُ يَصرُخُ مُدَوِّيًا في أَصقاعِ الأَرضِ كُلِّها مُعلِنًا أَنَّكَ أَنتَ الَّذي بِتَجَسُّدِكَ أَخَذتَ طَبيعَتَنا، وَبِمَوتِكَ اعتَنَقتَ ضِعفَنا وَوَهننا حَتَّى النِّهايَة، أَمَّا بِقِيامَتِكَ أَعطَيتَنا مُفتاحَ الحَياةِ الأَبَدِيَّة، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل إِستشهاد إسطفانوس أوّل الشّهداء ”أُورَشَليم، أورشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبِياءِ، وراجِمَةَ المـُرسَلين إِلَيها!“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!