تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

خميس مولد يوحنّا

الإنجيل اليومي

موقع Allah Mahabba  – خميس مولد يوحنّا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9: 19 – 29

يا إِخوَتِي، لَعَلَّكَ تَقُولُ لي: لِمَاذَا يَلُومُنَا اللهُ بَعْد؟ ومَنْ يُقَاوِمُ مَشيئَتَهُ؟

فأَقُولُ لكَ: مَنْ أَنْتَ، أَيُّهَا الإِنْسَان، حتَّى تَعْتَرِضَ عَلى الله؟ هَلْ تَقُولُ الجَبْلَةُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟

أَلَيْسَ لِلخَزَّافِ سُلطَانٌ عَلى الطِّين، فَيَصْنَعَ مِنْ جَبْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلكَرَامَة، وآخَرَ لِلهَوَان؟

هكَذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَٱحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الهَلاك؛

وشَاءَ اللهُ أَيْضًا أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ، فَأَفَاضَهُ عَلى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فأَعَدَّهَا لِلمَجْد،

أَيْ عَلَيْنَا نَحْنُ الَّذينَ دَعَانَا، لا مِنَ اليَهُودِ فَحَسْب، بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضًا!

كَمَا يَقُولُ أَيْضًا في هُوشَع: «مَنْ لَيْسَ شَعْبِي سَأَدْعُوهُ شَعْبِي، ومَنْ لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً سَأَدْعُوهَا مَحْبُوبَة.

وَسَيَكُونُ في المَوضِعِ الَّذي قيلَ لَهُم فِيه: لَسْتُم شَعْبِي! هُنَاكَ يُدْعَونَ أَبْنَاءَ اللهِ الحيّ».

ويَهْتِفُ آشَعيَا في شَأْنِ إِسْرَائِيل: «ولَو كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ البَحر، فَٱلبَقِيَّةُ مِنْهُم سَتَخْلُص!

لأَنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ في الأَرْضِ إِتْمَامًا كَامِلاً وَسَريعًا».

وكَمَا سَبَقَ آشَعْيَا فقَال: «لَو لَمْ يُبْقِ لَنَا الرَّبُّ القَدِيرُ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُوم، وأَشْبَهْنَا عَمُورَة!».

إنجيل القدّيس متّى 21: 23 – 27

جَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.

مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟

وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا».

فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.

التأمّل

”وَأَنا لا أَقولُ لَكُم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هَذِهِ الأَعمال“

          واقِعُ الإِختِبارِ يُبَيِّنُ لَنا أَنَّ لِلكَلِمَةِ قُوَّةٌ فَتَّاكَة، إِمَّا تَبني وإمَّا تُحَطِّم. الإِمكانِيَّاتُ المـُتَوَفَّرَةُ فيها كَثيرَة، لِذَلِكَ تَستَدعي مِنَ الإِنسانِ أَن يَدرُسَ كَلامَهُ، وَبِخاصَّةٍ في مَوضوعِ الجِدالاتِ وَالحِواراتِ الحَسَّاسَة. هذا الأَمرُ يَتَطَلَّبُ كَثيرًا مِنَ الدِّقَّةِ وَكَثيرًا مِنَ التَّحَفُّظ. هُناكَ كَلامٌ يُقال عَن طَريقِ البَوحِ بِه، وَكَلامٌ يُقالُ عَن طَريقِ كِتمانِه، لِهذا السَّبَبِ للنِّيَّةِ مَكانَةٌ خاصَّة، وَعَلَينا أَن نُؤتيَ بِالكَلامِ الَّذي يَبني الآخَرَ وَيُساعِدَهُ عَلى عَيشِ المـَحَبَّة. إِذا عُدنا وَتَوَقَّفنا عِندَ عَلاقَةِ يَسوع مَع الكَتَبَةِ وَالفَرِّيسيّينَ وَالصَّدوقِيِّين نَكتَشِفُ الحِكمَةَ وَالرَّزَانَةَ في شَخصِيَّةِ يَسوع وَحُسنَ تَصَرُّفِهِ وَدِراسَةَ كَلِماتِهِ وَإِتقانَها. في الحَقيقَةِ إِنَّهُ المـُعَلِّم. في الوَقتِ الَّذي كانَ يُسأَلُ يَسوع عَن السُّلطانِ الَّذي مِن خِلالِهِ كانَ يُتَمِّمُ أَعمالَهُ الخَلاصِيَّة، لَم يَكُن يُشيرُ إِلى نَفسِهِ عَلى الإِطلاق، بَل بِفِطنَةٍ بالِغَةٍ كانَ يُشيرُ إِلى الآب. مِن هُنا يُعَلِّمُنا يَسوع عَدَمَ التَّسَرُّعِ بِالكَلامِ، بَل التَّرَويّ آخِذينَ بِعَينِ الإِعتِبارِ مَن نُحاوِرُهُم، وَقاصِدينَ مَحَبَّتَهُم.

          يَا بُنَيَّ، أَنتَ الَّذي تَجِدُ نَفسَكَ في مُعتَرَكِ حَياتِكَ اليَومِيَّة وَبِخاصَّةٍ الإِجتِماعِيَّةِ مِنها، أَنَّكَ أَمامَ مُحاكَمَةٍ فيها يُطرَحُ عَلَيكَ كَمٌّ مِنَ الأَسئِلَةِ وَالإِستِجوابات، أَنتَ هُنا لِكَي تَشهَدَ لِلحَقّ. فَلَيسَ المـَطلوبُ مِنكَ مَنطِقَ الإِقنَاع، وَلا بَلاغَةَ الكَلام، بَل الرَّزانَةَ وَالفِطنَةَ وَالتَّرَوّي. المـَطلوبُ مِنكَ قَبلَ أَيِّ شَيءٍ آخَر، الإِصغاءَ لِنَفسِكَ، قَبلَ أَن تُصغي لِلآخَرين. لَقَد أَتقَنتُ فَنَّ السُّؤالِ الَّذي يَمضي بِالإِنسانِ إِلى أَعماقِ كَيانِهِ، يَمضي بِهِ بِالعَودَةِ إِلى ذاتِه. مِن أَعماقِ نَفسِكَ تَأخُذُ الجَوابَ الَّذي يَبنيكَ. لَقَد احتارَ اليَهودُ بِقُوَّةِ سُلطاني، فَلَم أُعطِهِم جَوابًا يُقنِعُ مَنطِقَ العُقولِ، بَل جُلَّ ما أَرَدتُ في حِواراتي أَن أَقودَهُم بِأَنفُسِهِم لِتَسبيحِ وَتَمجيدِ الآبِ، فَأَبَوا بِإِرادَتِهِم وَحُرِّيَّتِهِم. حَسَنٌ أَن تَرى الأُمورَ وَتَتَبَصَّرَ فيها، وَلَكِن يُستَحسَنُ مِنكَ أَيضًا أَن تَسبِرَها وَأَن تَدَعَها تَختَبِرُكَ. أُنظُر الَّذينَ رَأوا أَعمالي تَوَقَّفوا عِندَ أَحكامِهِم الخاصَّة وَفَهمِهِم الخاصّ لِلمـَسيح، فَلَم يَدَعوا نُفوسَهُم تَندَهِشُ وَتَتَفاعَلُ مَعَ قُوَّةِ أَعمالي الخَلاصِيَّة. مِن هُنا تُدرِكُ أَنَّ الإِجابَةَ بِفِطنِةٍ، وَرُبَّما الصَّمتَ أَمامَ السُّؤال، هُوَ جَوابٌ عَلى عَدَمِ الإِستِعدادِ للإِيمان.

          يَرى النَّاسُ في السُّلطانِ جَبَروتٌ يَجعَلُ صاحِبَ هَذِهِ السُّلطَةِ مُتَسَلِّطًا عَلى الآخَرين، عَبرَ طُرُقٍ عِدَّة، مِنها إِلمامَهُ بِأَعمالِهِ الجَبَّارَة، قُدرَتَهُ عَلى التَّكَلُّمِ بِفَنِّ الإِقناع، حُضورَهُ المـُمَيَّزَ وَالجَذَّابَ وَالمـُدهِش، وَالخَطَرُ في هَذِهِ كُلِّها حَذفُ وُجودِ الآخَر. مَن يَنظُرُ إِلى سُلطانِ الرَّبِّ يَسوع، يَكتَشِفُ فيهِ سِمَةً خاصَّة وَهيَ التَّواضُع. سُلطانُ المـَسيحِ عُرِفَ بِقُوَّةِ المـَحَبَّةِ الكامِنَةِ فيهِ الَّتي تَرفَعُ الإِنسان، وَتُشَدِّدُ إِيمانَهُ، فَيَكونَ ذاتَهُ بِلا خَوف، لِأَنَّهُ عَرَفَ مَحَبَّةَ اللهِ لَهُ بِوَجهِ يَسوع النَّاصِريّ. إِذا تَبَحَّرنا في كُلِّ الآياتِ وَالمـُعجِزاتِ الَّتي حَقَّقَها يَسوعُ في حَياتِهِ يَقِفُ أَمامَ لَغزٍ، هُوَ أَنَّهُ كانَ يُحَرِّرُ الإِنسانَ حَتَّى مِنَ التَّعَلُّقِ بِهِ، فَلَم يَتَسَلَّط عَلى أَحَد. لِيَكُن قَصدُكَ مَحبَّةَ سُلطانِ المـَسيح بِقَلبٍ حُرّ.

          رَبِّي يَسَوع، ما أَعظَمَ أَعمالَكَ الَّتي صَنَعتَها بِحُبٍّ وَرَحمَةٍ وَحَنان. ما أَعذَبَ حُضورَكَ الخَفيفِ وَاللَّطيفِ الَّذي يَسمَحُ لي أَن أَكونَ ذاتي بِكُلِّ ما فِيَّ مِن شِقاءٍ وَخَطيئَة. أَنتَ يَا إِلَهي الَّذي بدَّيتَ سُلطانَ التَّواضُعِ عَلى سُلطانِ الإِستِعبادِ وَالقُوَّة، أَعطي عَينَيَّ أَن تَرى بِإِيمانٍ ما وَراءَ أَعمالِكَ، كَي أَعبُدَكَ بِمـَخافَةِ قَلب، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل خميس مولد يوحنّا ”وَأَنا لا أَقولُ لَكُم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هَذِهِ الأَعمال“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!