موقع Allah Mahabba – كان النور الحقّ الآتي إلى العالم
يأتينا من وراء حدود بشريّتنا المتهالكة بمظلوميّة الظلمات، التي تُردِيها فتَغدو لاشيء.
يأتينا من اللامنظور نوراً. وليس أيّ نور، بل ذاك الذي هو الحقّ، كل الحقِّ الذي يفتتح معنا ولنا… لغة الألوهة في نبضنا. ونحنُ، بعطائه هذا، لا يمكننا بعد أن نفصُل بين ما هو جسديّ فيه وما هو روحيّ. كيف يكون هذا وقد باتَ، بِرِضاه، على صورتنا كَمِثالنا… ما عدا ظلماتنا؟
وأكثر! الى معاصي ظلماتنا، أتى فيضاً من نورٍ ليُقيمَنا معه أحراراً من كل فاجعةِ ظلمة، في حقٍ هو مدى كلِّ شيء، وقد بات محتواه مضيئاً في كلِّ ثنية من ثناياه.
أجل! وِفق منطقِهِ، أتى ليقول لنا، وهو الكلمةُ التي لا كلامَ يعلوها: “ها أنذا أُعطي ذاتي لَكَ، وأبقى ذاتي… ألا بادِر: أَعطِ ذاتَكَ لي، وإبقَ ذاتَكَ!” وغداً، عندما سنتكىء على صدره كالتلميذ الحبيب، سيعلّمنا العبور أليه بالنورِ في كلِّ حين، لا سيّما إذا ما غامَرَ ليلٌ ما في التسللّ إلى اعماقِنِا ليَنزَعنا منه كما مع ذاك التلميذ الخائن.
هذه مكاشفةٌ لا يبلُغها العقل، ولا يحدُّها القلب. وحدَها ذرَّاتُها التي بالكاد تتلَّمَس ذروةَ إشعاعِها اللامتناهي، تجعلُكَ تصيرُهُ هو النور الذي لا يُدنى منه، فتصبحَ أنتَ على مثالِهِ نوراً للعالم: لامنتهى الضياءِ، أبهى نضارِاتِ الخَلقِ.
فيا من صِرتً طفلاً، نازلاً إلى رَحَمِ أرضي، إرفَعني مولوداً إلى رَحَمِ سمائِك، لأتذرّى حبّاتِ نورٍ، لأجلِ ذاكَ الذهولِ البتولِ الذي بِهِ خَلَقتَني!
ويا من جَعَلتَ من النورِ شِعرَكَ الذي به تراني، إجعَلني في مرامي العالمِ جمالَكَ المُختَلِجِ في ملكوتِكَ الذي أَعدَتَّهُ لي من قَبلِ إنشاءِ العَالمِ.
ويا من أنتَ هويِّتي، ها أنذا، بنُورِكَ الحقَّ، على صورَتِك كَمِثَالِكَ فَجرٌ يُبطِلُ مَذبوحيَّة أهلِكَ المظلومينَ من أطفالِ بيتَ لحمَ الى آخرِ مصلوبٍ، أيُّها الذبيحُ قبْلَ إنشاءِ العالمِ.
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وصلاة “كان النور الحقّ الآتي إلى العالم”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.