تابعونا على صفحاتنا

مقالات

تسعة أشهر وثمانية أيّام

أحد مولد يوحنّا المعمدان

موقع Allah Mahabba – أحد مولد يوحنّا المعمدان بحسب الطقس الماروني

ثمانية أيّام، انتظر فيها يوحنّا موعد ختانته، وتسعة أشهر وثمانية أيّام كانت مدّة انتظار زكريا ليُنشد فرحته بابنه البكر الذي امتلأ من الروح القدس وهو في حشا أمّه، وأنبأ الملاك جبرائيل أنّه سيهدي الكثيرين من بني إسرائيل إلى الربّ إلههم (لو1: 15-16).

تزامن نطق زكريا مع موعد ختانة يوحنّا، لا مع ميلاده، وفي ذلك دلالة تُسهم في انجلاء الغاية التربويّة من الصمت الّذي خصّ به الله كاهنه زكريّا والّذي دام تسعة أشهر وثمانية أيّام.

فما هي الختانة؟

علامة الختانة (تك 17: 10) الّتي ميّزت إبراهيم ونسله، والّتي وسَمَت أجسادهم، كانت علامة على الوعد الّذي قطعه الله لإبراهيم “أنا الله القدير أسلك أمامي وكن كاملًا، فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثّر نسلك جدًّا” (تك 17: 1). تُذَكِّر هذه العلامة الّتي حُفرت في جسد إبراهيم ونسله بالأمانة للعهد الّذي قطعه الله معهم (تك 17: 9)، علمًا أنّ هذه العلامة ستبلغ مِلْأها فقط في جسد الابن الوحيد، يسوع المسيح (غل 3: 16).

لماذا في اليوم الثامن؟

في اليوم الثامن من الولادة، تَسِمُ علامة الختانة ذكور نسل إبراهيم، لكن لماذا فُرض انقضاء سبعة أيَّام قبل أن يصبحوا من أبناء العهد؟ بحسب المدراش، يمنح هذا الانتظار الطفل إمكانيّة استقبال يوم سبت واحد على الأقلّ، قبل أن يدخل في العهد مع الله، حاله كحالة الحيوانات الّتي تقدّم إلى الهيكل. أمّا الرابي موسى ابن ميمون، يعزو ذلك إلى كون الطفل أكثر قدرة على تحمّل جرح الختانة. أمَّا التلمود، فينسب الغاية من الأيّام السبع إلى البعد العائلي، إذ بمرور سبعة أيّام، تغدو الأمّ طاهرة وباستطاعتها المشاركة في فرحة دخول مولودها في العهد الّذي قطعه الله مع إبراهيم. أمّا رابي مناحيم مندل شنيرسون يُذكّر أنّ اليوم الثامن هو اليوم الجديد بحسب الأنبياء، وبذلك تصبح الختانة الّتي تَسِمُ الجسد، علامة على أبديّة العهد بين الله الخالق ونسل إبراهيم المختار. خَلَقَ الله العالم المحسوس بسبعة أيّام، وأمّا اليوم الثامن فهو يومٌ جديد، يومُ العهد الّذي يتخطّى العالم المخلوق والمحسوس، وبالتالي يرمز إلى سرّ عظيم، إلى وعدٍ أعمق وأوسع من أن يُحَدّ بقوّة الإدراك البشريّ.

ويوحنّا؟

القول أنّه كان على يوحنّا انتظار سبعة أيّام قبل أن يُصبح من أبناء الوعد. ستبقى في ذاكرة يوحنّا، علامةً تذكّره بأيَّام الخلق السبعة، وبتجاوز الإنسان للوصيّة (تك 2: 16-17). أمّا اليوم الثامن، يوم ختانته، فسيبقى علامةً على أنّ “االله تذكّر رحمته، كما وعد ابراهيم ونسله” (لو 1: 55).

          في يوم الختانة، اليوم الثامن على ولادة يوحنّا، حُلَّتْ عقدة لسان زكريّا بكتابته “يوحنّا اسمه”. كما أنّ “أبرام” في يوم الختانة، سمّاه الله “إبراهيم” دلالة على رسالته بأن يصير أبًا لنسل كبير، جرت العادة بأن يُمنح الاسم في يوم الختانة دلالة على رسالة المولود الجديد في تاريخ الخلاص. من هنا، اختيار الله لاسم الطفل من خارج سلالة أبيّا الكهنوتيّة، دلالةٌ على الجديد الّذي سيُعَدّ له. فبشخصه كابنٍ لكاهنٍ من خدّام الهيكل، يُظهر وحدة تاريخ الخلاص، وأمّا باسمه يوحنا أي الله حنان، فهو سيُعدّ شعب إسرائيل إلى اليوم الثامن، يوم القيامة.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة المقالة الرّوحيّة “تسعة أشهر وثمانية أيّام – أحد مولد يوحنّا المعمدان”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!