ناداها من عالمٍ إلى عالمٍ: من عالمِ الأحياء حيث أتى، إلى عالم الأموات حيث رَحَلَت وهي ببراءة مراهقتها لم تدرِ بعد لماذا الموت.
ومن دَعَاه ؟ والدها يائيروس، رئيس مجمع. توسّل اليه نعمةً، راكعاً عند قدميه، وهو مُدرِكٌ أنَّ ما عاد لديه إلاّ الايمان الحيّ سبيلاً لحياة إبنته.
واتى إليه من يقول: “لا تُتعِب المعلّم بعد… إبنتك ماتت!”
- “آمن فقط!” أجاب المعلّم، واتى الى بيته…
هو المدرك أنَّه وحده “يمسح الدموع عن كلِّ الوجوه”، دخل الى مثوى الاموات، وأبطل الموت بصرخَتِه الآرامية: “طاليطا… قومي!” وتفسيرها: “يا صبيّة، إنهضي!” وللوقت قامت.
هو أبطل سُلطانَ الموت.
وهناك على الطريق وهو آتٍ الى منزلها، لَمَسَتهُ النازمة الملقاة. هي البشريّة التي أتى اليها ليخلِّصها من نزفها مذ كانت. وكان شفاؤها بلَمسَةِ إيمانٍ.
هو أقام سُلطانَ المصالحة مع الذات.
كفرناحوم-لبنان… بعد ألفي سنة.
هوذا أبٌ أقدس يلتمس مُرتمياً عند أقدامه نعمةَ الحياة لوطنٍ أعطى البشريّة مرامي معرفة ذاتها: “ايُّها الربُّ الأله خذ لبنان بيده وقل له: “إنهض، قم!” كما فعلت مع إبنة يائيروس!”
أنت يا من كنت لأجلِنا ذبيحةَ فداء، تعال إنظر وطناً، على صورتِكَ كمثالِكَ، يفتدي البشريَّة النازفة. خارجاً، يولولون معلنين وفاته، بعضهم قام بتهيئة مراسم الدفن وصلوات المرافقة، وآخرون يهزأون بحجّة أنَّه مات حقا، فَمَن أنتَ لتُقيمه.
يا سيِّد الحياة اصرخ بلغتك الآراميَّة: “ليب-نون، قوم!”، وتفسيره: “يا قلب الله، إنهض!” وإجعل في الوقت عينه، البشريَّة النازفة على قارعة طريق الحياة تُدرِك أنّها بلمسة ردائِكَ تُشفى… وأنَّ من فرادة خلاصِ وطننا، فرادةُ خلاصها.
يا من أنتَ ابتغاؤنا ها هنا وما بعد.هلُّمَ إليّ في شهادة دمي وموتي لأصيرَ تجلِّياً فِصحيَّاً لك، أنتَ الرافع الكلَّ إليكَ بصرختك الرافعة عن ترابيَّتنا قيودَ الحدودِ.
ولكَ، “أيُّها الأب الأقدس: شكراً!”
الإمضاء: اللبنانيُّون.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة المقالة “ليب-نون، قوم!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!