موقع Allah Mahabba – خلف القمر – قصّة للأطفال
مُسرعةً، دَخَلَت الى المنزل:
- ما معنى “الحكمة”، يا جدّتي؟
- صغيرتي رنيم، ها قد عُدتِ من المدرسة، فلماذا هذا السؤال؟
- المعلّمة قالت لنا أنَّ الجدّة هي “كنز الحكمة”، فأحبِّوها. وأنا أحبِّكِ، وأعرف معنى الكنز، لكنّني لم أفهم معنى “الحكمة”.
- أَلَم تسألي معلّمتُكِ؟
- بلا، وأجابَتني أنَّها هِبَةٌ من الله الى كلِّ جدّة… ولكن ماذا تعني؟
- ربّما المعرفة الكثيرة…
- أنتِ تعرفين كثيراً؟ إّذاً أخبِريني الى أين ذهَبَت أمّي؟
سكتَتِ الجدّة.
وحزِنَت رنيم. لكّنها إنتظَرَت حتى المساء. حينها، عادت لِجَدَّتِها، قائلةً:
- لن أغني لك حتى تغفين، كما تطلبين منِّي. لأنَّني أريدُ ان تجيبينَنِي الى أين ذَهَبَت أمِّي، فأنتِ تعرفين كلَّ شيء…
وتَطلَّعت رنيم بجدَّتها، فرأت بعينيها دمعتين.
- لماذا تبكين؟
- يا إبنتي، أمُّكِ ذَهَبَت الى خَلفِ القمر.
- وماذا هناك ؟
- هناك منازلٌ سعيدةٌ تنتظرُنا، نلتقي فيها بِمَن نُحِبّ.
- لماذا تكذبين عليّ يا جدَتي؟ القمر ترابٌ وحجارة، ولا أحَدَ خَلفَهُ…
- غَنِّ لي يا رنيم! صوتُكِ يأخذني الى الذين أحبِّهم، فأغفو وألتقي بهم…
- لن أغنِّي قبلَ جوابَكِ…
- تعالي، أنظري: أمُّك هناك، خلف القمر!
- ولماذا ذَهَبَت هناك؟ ألا تحبُّني؟
- ذَهَبَت لأنَّها تحبُّكِ، وتحِّبُ جميعَ الأطفال الذين كانت تعتني بهم، كممرِّضة في المستشفى حيث كانت تعمل… وظلَّت تخدمَكِ وتخدُمَهُم، حتى إزداد عليها المرض فغادّرَتنا… وهناك خلفَ القمرِ تُصلِّي لكِ ولَهُم، لكي تبتسموا دوماً في هذه الحياة….
- فَهِمتُ معنى “الحكمة”: أن نُحِبَّ… ونَخدُمَ بِحُبٍّ… الجميع. فِعلاً أنتِ كَنزي يا جدَّتي!
ومرَّت سنوات، وكَبُرت رنيم، ورَحَلَت جدَّتُها، لكنَّها ظلَّت تغنَي لها لكي تلتقي بِمَن تُحبّ…
وكان مساءٌ.
مُسرِعَةً دَخَلَت الى المنزل، ونَظَرَت خلف القمر:
- أمّي، جدّتي… لقد أصبَحتُ ممرِّضة، سأحِبُّ وأخدُم… حتى لا تتعَبَ المحبَّة!
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وصلاة “خلف القمر”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.
