تابعونا على صفحاتنا

مقالات

خلقَ الله… بكلمته

خلقَ الله... بكلمته

Allah Mahabba – خلقَ الله… بكلمته

هو الله الخالق! خلق السماوات والأرض والأكوان وما عليها، بكلمته. وبكلمته، أمَرَهَا فإنتظَمَت… لأجلي، وسلَّطَني عليها.

ما همَّني إن أخَذَ خَلقُهُ أيّاماً ستّة وإرتاحَ في سابعها، او ألفيَّاتٍ من الدهور.

انا ما يهزُّني أنَّه لم يخلق كلَّ ما خَلَقَه إلّا لي أنا الإنسان، ذروةُ خليقَتِهِ… لدرجةِ أنّه أرادّ لأبنه الوحيد، الذي به كَوَّن كلَّ شيء، أن يتأنَّسَ، مُتَّخِذاً له جَسَداً ونفسَاً وروحاً.

أأكونُ إذاً أنا فقط على صورته كمثاله، وفي ذلك كمالي؟ بل كم لي أن أكبُرَ فيه، وقد أرادَ لإبنه أن يكون على صورتي كمثالي، في كلِّ أمر ما عدا الخطيئة؟

إنَّه سرّ الآب الخالق، الذي لا يحدُّه عقلٌ ولا يقيِّده قلبٌ. بل هذا جوهرُه الذي لا يبلُغ قمّةَ مجدِه فيَّ إلّا حين أعترِفُ له أنَّني فيه. فكيف لِعقلي أن يستوعبَ أنَّني أنا في الله؟ هذا ليس هاجسي. أَدَعُهُ لِمَن إعتَنَقَ لُغةَ البشر، فخَلَقَ لنفسِهِ آلهةً تُشبِهُه: تتصارعُ، تحقِدُ، تصغُر، تُغالي في إعلاء جدران التباعد والتعالي… آلهةً ما هَمَّ لها إلّا القضاء على كلِّ عَظَمَة الخَلق.

ما مِن أمر تبَدَّل في الإنسانِ وجُحودِه لحقيقة ذاته في الله.

منذ الخلقِ، هي الظُلُمات تُمِيتُهُ ويَغرِقُ بها، فيما الأنوار تُحيِيه وعنهُ يُبعِدُها. وإذ فَصَلَ الخالقُ لهُ، قَبل أن يخلِقَه، الظلماتِ عن الأنوار حتى يُدرِكَ الشرَّ من الخير، بَلَغَ به حدُّ تأليه نفسِهِ إعادةَ دمجِهِما عَمداً.

ألا  تعالوا نَجعلُ من قلبِنا مقَرَّ أستنارةِ مَدِارِكِنا، فنُبَادِلُ الله خالقِنا عِشقاً بعِشق، حتى نصيرَ إلَهِيِّينَ، نُفكِّرُ كما يُفكِّرُ الله، وقد تأنَّس إبنُه-الكلمة إذ أرادَ أن يذوقَ تلكَ المعرفةَ البشريَّةَ التي هو مُقيمُها فينا ولنا.

أنَجسُرُ على ذلك، فنولَدَ ولو لمّرةٍ نحنُ فيه، وقد حَمَّلنا عَقلَنا الأنوارَ التي مَنَحَنَا هو إيَّاها، فَنَغدوَ على مثالِهِ: كلمةً من كلمة ونوراً من نور؟

تابعوا قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “خلقَ الله… بكلمته“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، تحبّ الفقراء وتخدمهم، فتخدم المسيح من خلالهم!

ناجي قزيلي - Naji Kozaily

د. ناجي قزيلي

استاذ جامعي
خبير في شؤون الكرسي الرسولي