تابعونا على صفحاتنا

حسناً وماذا فعلتم؟
مقالات

حسناً وماذا فعلتم؟

موقع Allah Mahabba – إنّه اليوم العالمي للفقراء، شعارات رنّانة تكتسح مواقع التواصل الإجتماعي لا فقط اليوم بل مع كل بلبلة نشهدها بسبب صورة أو فيديو ينتشر عبر الصفحات الإلكترونية. قد تكون الخطوة جيدة وأحياناً ضرورية، إلّا أنّ الحلول ضئيلة باهتة وضبابية.
قبل البدء، لا بد من إلقاء نظرة على هذا اليوم العالمي الذي أطلقه قداسة البابا فرنسيس قبل خمس سنوات، وعلى مثال القدّيس فرنسيس الأسيزي توجه هذه السنة ليغمر الفقراء، وليكون بالقرب من منكسري القلوب يمسح دموعهم بعد قساوة الحياة التي انهالت عليهم.

أمّا عن واقعنا اليوم، تعالوا نلقي نظرة:
عندما نرى القصص والحكايات التي يسردها البعض في الجلسات الإجتماعية أو عبر المنصات الإلكترونيّة، عن حالة عائلات عدّة دق الفقر أبوابهم، أو عن اطفال يذهبون الى مدارسهم دون وجبة طعام أو برغيفِ خبز لا يحتوي على الأطعمة المغذيّة لتلك الفئات العمرية… حسناً وماذا فعلتم؟

نصوص كثيفة تحتوي على الكلمات التي تختلج القلوب ونراها بكثرة على الحسابات الإلكترونية مع لوم الدنيا على ما فعلته! كم هي جميلة تلك النصوص التي يفتخر بها أصحابها، فقد نالت عدد هائل من الإعجاب وتم تداولها بكثافة مع وبالطبع مع وجود إسم الكاتب عليها،
والتعليقات؟ حدّث ولا حرج عنها، فقد أشادت بصاحب تلك الكلمات الموجعة، أمّا الفقراء فلا زالت حياتهم موجعة وتعيسة أكثر؛ لذا… حسناً وماذا فعلتم؟

ولا يمكننا إلّا التوقف عند المشاهد المأساوية في الساعات الماضية الأخيرة التي تابعناها لمركزٍ أراد الإهتمام بالضعفاء وبالمرضى، إلّا أنّ حالتهم زادت خراباً مع نقص أقل المستلزمات عنهم، فربما هم فقراء ولكن ويل هذا العالم من فقراء الضمير الذين ما وجدوا الحلول إلّا بزيادة وجع هؤلاء الأشخاص… فماذا فعلتم؟

جميلة هي الشعارات ولكن كم هي أجمل الأفعال على أرض الواقع، كم نحتاج لتلك المبادرات فمعها يصبح اليوم العالمي للفقراء ذكرى نحييها ونتذكرها لا أكثر!

كم سمعنا عن أشخاصٍ توفّوا أمام أبواب المستشفيات لعدم قدرتهم على دفع المبالغ الهائلة التي يطلبونها تلك المؤسسات؟ كم سمعنا عن أطفال تركوا العلم والمدارس لأنّ أهلهم ما عادوا قادرين على دفع أقساطهم؟ كم نسمع اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى عن العائلات التي ما عاد لديها أبسط الأمور في حياتها؟ وبعد، حالات كثيرة تخرج على العلن يومياً… وماذا فعلتم؟

إنّه اليوم العالمي للفقراء، صحيح… المبادرات والنشاطات رائعة ومطلوبة، إلّا أنّ الأهم أن نقوم بفحص الضمير!
والدعوة لمن هم في رأس الدولة مروراً بالمسؤولين ووصولاً الى المواطنين وتعاملهم تجاه بعضهم البعض.
فبحسب الدراسات الأخيرة تبيّن أنّ معدل الفقر في لبنان وصل الى 75% فماذا فعلتم؟

وبهذه المناسبة نود تذكيركم أنّنا على أبواب الشتاء، وعدد كبير من العائلات غير قادر على تأمين المحروقات للتدفئة مع المستجدات اليومية التي نتابعها بالنشرات الإخبارية حول تكلفة هذه المواد الباهظة والتي أصبحت لربما من حق أصحاب النفوذ فقط.
إنّنا على أبواب الأعياد المجيدة، وهل تتخيلون المشهد كيف سيكون هذا العام؟
إنّها أسئلة أطرحها عليكم وعلى كل المعنيين في الحد من الفقر والحد من تفاقم نسبة الفقراء، فمن حق كل إنسان العيش بكرامة مهما كان سنّه.

مؤتمرات، ورش عمل، إتفاقيات، دراسات، منشورات وتغريدات… جميعها والأرقام لا زالت ترتفع يومياً، والمقررات تبقى على الأوراق ومع بعض الصور لتبقى ذكرى في أرشيف المؤتمرات المهمة، ونعم، سنبقى نشهد على النصوص الفاخرة على الصفحات الإلكترونية… ولكن تذكروا السؤال الأهم؛ “حسناً وماذا فعلتم؟”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “حسناً وماذا فعلتم؟“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، تحبّ الفقراء وتخدمهم، فتخدم المسيح من خلالهم!