“أحبّوا أعداءكم”
يا له من طَلَبٍ! قد تلتقي مع يسوع في طلبات كثيرة، الّا هذا. هو مستحيلٌ لأنّه في مبادلة الشرّ بالشرّ والظلم بالظلم، إستسهالٌ يُغري بمسرَّات النفوذ… وإن كان لا يبلغ التعزية.
لكن هل الربُّ دعانا الى إستسهالٍ به كفايتنا؟ هو دعانا لأن نكون أيقونته في العالم الذي نحن فيه، او بالأحرى ان نكون من العالم… وأكثر لنتمكَّن، بأسمه، من ان نكون شفاء العالم الذي اعتاد العداوة ونما بالأعداء. وكل عداوة من الشيطان، الذي إسمه يعني الباعث على التفرقة، أي الدافع للصراع.
فمن إستكان للعداوة طريقاً للغلبة عليك، قرَّرَ عدم رؤية الخير، وتالياً ان يكون إبن الظلمات التي تُعميه حتى عن معرفة أنّك إبنٌ لله… وهو أيضاً. حسبُك ان تكون له الشافي، فتريه أنّ النور يغلب الظلمات، وهو فيك آتياً من الله. به تعيد اليه حقيقة انّه إبنُ انسانٍ هو وإبنٌ لله، لا إبنَ الشيطان.
وإن تحدّاك بالعداوة، حدّق به مليّاً، واجعله يرى في وجهك وجه المسيح لا وجه التراب المضرج بالدماء، معتقدا انّ فيه ارتواءه.
بذلك تغدو الشاهد لمسيحيّة المسيح فيك: فتكون مخلِّصاً للآخر الذي عاداك، وتحمله معك الى الحياة، من جديد، حيث يحيا ألوهيّته وألوهيّتك المشتركة على هذه الأرض.
بذلك تغدو القويّ، فعلاً وقولاً، وقد امتلأت بشريّتك من ملء الله، وترابيّتك من سلطان قيامته التي بلغها هو عنك مصلوباً وقد أهرق دماءه لفداء البشريّة بأسرها.
بذلك تغدو دعوةً كبرى، فيضَ حقيقةِ من تسميَّت على إسمه وصرتَ به ينبوعاً يفجّر في الآخرين ينابيع أساسيّة لتكوينك. أنَسيت انّ كلّ أحد هو آخر للآخر؟
“أحبّوا أعداءكم!” طَلَبَ منّا. فيا له من طَلَبٍ… قادرٍ على إعتاقِنا!
لذا، أفضل من اللغو حول استحالته، أن نقتحم به غير المتوقّع لنخلق، فينا وبنا، عالماً جديداً يكون قرباناً لا محرقة.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “أحبّوا أعداءكم!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت. أُطلُب نعمة رؤية الله وعمله بعد كلّ محنة تعيشها، وثِق أنّه موجودٌ إلى جانبكَ، يقودكَ طالما أنتَ تحبّه وتبحث عن تطبيق مشيئته هو في حياتكَ.