موقع Allah Mahabba
“مَن لطمَكَ على خَدِّكَ الأيمَن، فَحَوِّل لَهُ الآخَر” (متّى 5: 39)
تُحدِّثني عن كرامتي، وأنَّكَ على صورتِكَ ومثالِكَ صنعتَني، ومن فَيضِ حُبِّكَ المجانيّ كوَّنتَني، وأنّي فَريدٌ مَحبوبٌ ولا شي يُضاهيني… ثم أتفاجأ بكلمتِكَ “مَن ضربَكَ على خَدِّكَ الأيمَن، فَحَوِّل لَهُ الآخَر”… وتريدُني ألّا أقع فريسَةً في دوّامة الحيرة؟! كيف يمكنني المحافظة على كرامتي وأن أفرض احترامي فَرضًا وليس اختيارًا؟! كيف أقدِرُ أن أكونَ على مثالِكَ مَلِكًا لأنّي ابنكَ، إبن الملك، وتطلب منّي ليس فقط أن أسمح بأن أُضرَب، بل أيضًا أن أُديرَ برِضاي خَدّي الآخَر للطمي ثانيَةً،… أليس هذا ما تقصده؟ بالفعل “كلمتكَ محيّرتني”؟! ضِعْتُ بين العنفوان وقبول تلقي العنف وأنا ساكِتٌ وراضِخٌ لأنّك أنتَ طلبتَ. إحترتُ بين الحفاظِ على صورتِكَ فِيَّ وعلى المحافظة على كلمتِكَ وتتميمِها… وتقول لي لا تحتار؟؟؟
نعم يا بُنيّ لا تحتار، بل اختَر طريقي لأنّه الخيار الأفضل. إختَر عن وعي وفَهِم: نعم أنا مَن قال لكَ “مَن لطمك على خدِّكَ الأيمَن، فَحَوِّل لَهُ الآخَر”، ولكن قصدي بَعيدٌ كُلَّ البُعد عن تشويه الكرامات وتعميم العنف والسّكوت بِوَجهِ الخدّاع…
قصدي جوهره المحافظة على كرامتكَ، لأنّه يا بُنيَّ إذا أرادَ أحدٌ أن يلطمَكَ، فالكَفُّ بالمنطق سيكون على خَدِّكَ الأيسَر وليس الأيمَن، وستكون اللّطمة على خدِّكَ الأيمّن أي أنّ مَن ضربك قام بفعلِهِ من وراء ظهرِكَ، والكفّ من وراء الظهر قد يكون عن طريق النّميمة، الحقد، الحسد، الافتراء،…
نعم “حَوِّل لَهُ الآخّر” يعني واجِه مَن يقوم بطعنِكَ بالظهر، وقِفْ بِوَجهِهِ وقفَةَ كَرامة وعِزّ، وذكِّرهُ أنّّكما إخوة لأبٍ واحد، لِأبٍ يُحبّكما وكرامتكما لديه فوق كلّ اعتبار، كرامة أسياد، وبَرهِن لَهُ أنَّكَ أقوى من اللّطمة، ولا شي يوقف مشوارك ومسيرتك، وأنّ ذاتكَ لا أحد يسلبك إيّاها…
حبّّذا يا ابني أن تكون قد فَهِمتَ ولا تترك كلمتي تُحيّركَ… بل افهَم وثِق!!!
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “مَن لطمَكَ على خَدِّكَ الأيمَن، فَحَوِّل لَهُ الآخَر”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثبت في محبّة الآخر، حتّى لو لطمَكَ وجرحَكَ، حُبًّا بالمسيح.