موقع Allah Mahabba – “من يصادق سيّئي المعشر، يصبح مثلهم؛ ومن يجعل من القدّيسين أصدقاءه، يصبح قدّيساً”.
إلى صديقي القدّيس بيو،
من يصادق بيو ويعاشره، يلتقي المسيح على الصليب، وفي الافخارستيّا، فيأخذ أخلاق المسيح، ومشاعر المسيح، وآلام المسيح، وحبّ المسيح.
كيف لي أن أضِلَّ وبيو صديقي، بيو من عاشَرتُ، ومن تعلَّمتُ منهُ الأخلاق السليمة، والحزم مع الذات، وعدم المساومة على الخطأ والخطيئة.
عجيبٌ أنتَ يا بيو، في كلّ لقاءٍ معكَ في الصلاة، كان لي أن أكون في حقيقتي أمامكَ، وكأنّكَ حاضرٌ، تنظُر، صامتًا صمت الحقيقة.
عجيبٌ أنتَ في عيشِكَ لحظات من السّماء على المذبح المقدّس، وفي رجفَةِ يدَيكَ وهي تغمران الجسد المقدّس، وفي همِّكََ في خلاص النفوس من شِباك الخطايا التي تنهش الأرواح ولا تنفكّ تحاول اصطيادنا بألف وألف طريقة.
أعترفُ أمامكََ يا بيو وأمام الجميع أنّني أخفقتُ، أسأتُ، وأخطأتُ تجاه جراحات المسيح التي طُبِعَت في جسدي يوم معموديّتي. جراحاتٌ نحملها كلّنا، نراها في الصلاة، نختبرها عندما يثقل الصليب، ونتنكّر لها نكران بطرس ليلة الآلام كلّ مرّة تجذبنا شهوات الجسد وإغراءات العالم وفتور المحبّة في قلوبنا.
إلا أنّني أقفُ اليوم، مع جراحاتي، أحاول وملئي الثقة، مردّدًا مع صديقي بيو ما كتبه يوم 3 كانون الأوّل 1912 لمرشده الروحي الأب أغوسطينو: “أودّ للحظة أن أفتح لكم صدري لأُريكم الجرح الذي وضعه يسوع الوديع والحبيب في قلبي. لامتناهية هي عدد المراحم منه التي رحمني إيّاها ويحملها قلبي بذاته. لقد أحبّني كثيرًا”.
لقد أحبَّني ورحِمَني…
علّمني يا بيو أن أصبر وأثبتَ مثلك،
أن أثبتَ في حبّي للمسيح فوق كلّ ما يقدّمه لي العالم،
أن أثبتَ في حبّي للكنيسة واحترامها رغم ما قد تسبّبه لي من آلام،
أن أثبتَ في الصلاة وخاصّة وقت الجفاف والفتور وحين يبدو لي أنّه بعيدٌ جدًّا وصامتٌ صمتًا يخنق القلب،
أن أثبتَ في حبّي لمريم وورديّتها عندما تشغلني جدًّا أمور أخرى وأنغمس في هموم الأرض،
أن أثبتَ في خدمة إخوتي، فلا أتكاسل، بل أجد الوقت دائمًا كما فعلتَ أنتَ،
أن أثبتَ في المحبّة وبذل الذات في كلّ مرّة يحاول الشرّ أن يحطّم المحبّة في قلبي،
أن أثبتَ في الأخلاق والفضائل المسيحيّة أمام كلّ تيارات وأفكار عالمنا اليوم.
لقد صارعتَ يا بيو في معارك دامية ضدّ الشرّ، في كلّ مرّة حاول أن يقولَ لكَ: “توقّف! توقّف عن حبّ المسيح، عن حبّ الكنيسة والرهبنة، عن دعوتكَ، عن الصلاة، عن الخدمة، عن المحبّة”… صارعتَ وما تَعِبتَ من الصراع، وهكذا حقَّقتَ ما قاله لنا الرّب يسوع: “من يصبر إلى النهاية يخلُص” (متّى 24: 13).
شكرًا بيو، شكرًا لكلّ “بيو صغير” وضعتَه في طريقي، كلّمتني عبره، رافقتَني من خلاله، وسمعتُكَ تنادي ضياعي في كلّ مرّة أخذني دون أن أدري…
العالم كلّه يصلّي لكَ، وأنا أتأمّلُكَ بجانب المذبح المقدّس، والقلب يخفق، تعلّمني، تصلّي معي وتدعوني للتأمّل بجمال إلهي الحاضر الذي يفوق كلّ جمالات العالم.
وأقتبس من الأب رانييرو كانتالاميسّا، الواعظ في الكرسي الرسولي في الفاتيكان، ما قاله: “إذا العالم كلّه يركض وراء بادري بيو، الذي هو يومًا ركض وراء فرنسيس الأسيزي، فلكي نعلم أنّها ليست التكنولوجيا مع كلّ إمكانيّاتها، ولا حتّى العلم مع كلّ وعوده، من سيخلّصنا؛ إنّما هي فقط القداسة. ألا وهي الحبّ“.
شكرًا صديقي…
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “إلى صديقي القدّيس بيو”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة الثبات في حبّ المسيح وصداقته على مثال القدّيس بيو.