تابعونا على صفحاتنا

غيّرلي نظرة عينيّ
صلوات مقالات

غيّرلي نظرة عينيّ، فلا تخجل أمامكَ…

موقع Allah Mahabba – غيّرلي نظرة عينيّ، فلا تخجل أمامكَ…
“سِراجُ جَسَدِكَ هو عَينُكَ. فإذا كانت عَينُكَ سَليمة، كان جسدُكَ كُلُّه نَيِّراً. وأمّا إذا كانت مريضة، فجسَدُكَ كُلُّه يكونُ مُظلِماً” (لوقا 11: 34)

كم يسهل علينا أن نمتّع أعيننا بأمور هذا العالم، وكم يصعب علينا رؤيتها من عيون اللّه! ولكن، كم تصبح متعةً للروح حين تنفتح أعيننا على أمور السّماء ومنطق الله، فيصبح صعبٌ على منطق العالم التغلغل في عالمنا الخاص.

في عالمٍ يحرّض الأخلاق على الانجراف، ويسهّل للشهوات طرق الانفتاح، يقول للعين استلذّي، وللعقل لا تتردّد في تلبية الاهواء، وللّسان أطلق العنان، كم نحن بحاجةٍ لمعرفة نظرة اللّه في أمور هذه الحياة… هذه النظرة التي تقلب المقاييس، التي تشدّد الأخلاق، وتعطي للعقل الاتّزان، تقوّي إرادة الجسد، فلا تجعله عبداً بعد الآن بل سيّد قداسته، قتقول للعين غوصي في جمال خالقكِ، وللعقل انفتح على فكر السّماء، وللّسان اجعله مطابقاً لهيكل الله السّاكن فيك.

قد تدفعنا تقلّبات الأيّام، وضياع مجتمعنا، وعدم نضوج محيطنا من أقارب وأصدقاء، إلى بناء نظرة سيّئة وقناعات خاطئة تدفعنا للمضيّ في اعوجاج المفارق الضيّقة، حيث ظلام الخطيئة يسود الجسد والرّوح، فيُضحي الانسان حزيناً، ضائعاً، لا يعرف الرّاحة والرّحمة والسّلام. فكم نحن بحاجة لنظرة اللّه في نظرنا، فتستقيم الطريق ويسطع نور الحقيقة في عالم حياتنا.

في عالمٍ قد اعتدنا على رؤية الأمور فيه التي تقود إلى الخطيئة أموراً بديهيّة، كم أطلب إليكَ يا ربّ أن تغيّر نظرة عينيّ…
غيّرها فلا تعود ترى في سهر اللّيل نهارها، وفي السّكر انبساطها، في العريّ ملذّتها، وفي الشهوات غايتها، في المال هدفها، وفي الغِنى افتخارها، في الخطيئة طريقها، وفي إلغاء الله صلاتها…
غيّرها فترى في جمال خَلقِكَ نهارها، وفي ذَوق طعمَةِ حنانِكَ ورحمتِكَ انبساطها، في حشمة الجسد ملذّتها، وفي التوبة غايتها، في إرضائك هدفها، وفي نعمتِكَ افتخارها، في السّماء طريقها، وفي حبِّكَ وحدكَ وامتلاكِكَ الكليّ عليها صلاتها…

دَع نظرتكَ يا ربّ تطبع إشراق فتحة عينيّ، فلا تنسَ ولو للحظة أنّك تراها في كلّ حين…

فلا تدَع عينيّ تخجل من النظر إليكَ يوم اللّقاء… كفاها خجلاً كلّ مرّة تَحيدُ بنظرها صوب العالم، فتراكَ تلاقي نظرتكَ بنظراتها…
علّمني يا ربّ أن تصلّي عينيَّ بعينيكَ، فتغيّر وحدكَ نظرتها للعالم، فلا يعود العالم عالماً فيها بل رؤية دائمة لسمائِكَ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “غيّرلي نظرة عينيّ، فلا تخجل أمامكَ…” والصلاة معنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تسمح له بأن يغيّر نظرة عينَيكَ، فترى العالم من خلال عَينيه.

Avatar photo

الأب جورج بريدي

مرسل لبناني ماروني
دراسات عليا في اللاهوت الروحي في الجامعة الحبرية الغريغورية - روما، إيطاليا