موقع Allah Mahabba
“أمِن النّاصرة يمكن أن يخرج شيء صالح؟”
(يوحنّا ١: ٤٦)
كنتُ فخورًا بكوني إبن الملك، ودائمًا يكوّن الابن أحلى وأمثل صورة عن أهله، أوَليسوا المثال الأعلى والقدوة؟!… حتّى فاجأَتني كلمتكَ وحيّرتني، أيُعقل أن يكون أبي على خطأ؟ أيعقل أن يكون افتخاري بغير محلّه؟! ولماذا كان ردّ نثنائيل لأخيه فيلبّس حين قال له: “لقد وجدنا المسيح من الناصرة”، سريع وقويّ وصادم: “أمن الناصرة يمكن أن يخرج شيء صالح؟”.
فتّشتُ على البداية ووجدتُ تصديقًا وتوثيقًا لصدمتي بدل أن أجد جوابًا يريّحني ويزيل شكوكي، فيوم البشارة أرسلتَ الملاك جبرائيل لعذراء من النّاصرة، من الجليل! أيُعقل أنّي كنتُ مخدوعًا طيلة هذه السنين؟!… وتقول لي لا تحتار؟؟؟
نعم يا بُنيّ لا تحتار، لديكَ الحقّ أن تخاف من ماضي الجليل، فمِن بعد عودة شعب إسرائيل من السبي إلى بابل، إنقسم الشعب العبراني إلى ثلاث فئات مقسومين حسب ثلاث مناطق بأرض اسرائيل:
الأولى سكّان اليهودية، سبط يهوذا، عاصمتها أورشليم، وكانوا يعتبرون أنفسهم اليهودييّن الأصلييّن، السالكين بحسب الإيمان القويم، يعبدون الله، فكانوا يتميّزون بالإفتخار بالذات.
الثانية منطقة السّامرة، أي السّامرييّن، وعاصمتها أريحا، كان اليهود يعتبرونهم هراطقة وضالّين، لأنّهم عبدوا الله على هواهم، ما عادوا يعبدونه في أورشليم وأوقفوا تقدمة الذبائح في الهيكل ليقدّموها على جبل كورزين، فكان بين السّامريين واليهود عداوة.
والثالثة منطقة الجليل، كان اليهود يسمّونهم جليل الأمم، الأمم أي الوثنييّن، إعتبرهم اليهود الكفّار لأنّهم ابتعدوا كتيرًا عن عبادة الله، وخلطوا عبادة الله بعبادة الأوثان.
جغرافيًّا منطقة الجليل منطقة خصبة فيها سهول، بحيرة طبريّا، شاطئ حيفا وعكّا، وهي منطقة تجارية، مال وسفر، سياحة، غِنى ورخاء ودعارة، منطقة موبوءة كانت أبعد منطقة عن الله، وكانت النّاصرة في قلب الجليل وكر الخطيئة والعربدة، نعم لديك الحق بأن تحتار، أمَعقول أن يرسل الله ما هو صالح في قلب هذه الوساخة؟ أما استطاع أن يأتي بمكان صيته نظيف غير مشوّه؟!… بلى، ولكن اختار الله أن يبدأ رسالته في أوسخ مكان في العالم مع مَن هم أبعد النّاس عنه، أوَليس هو ذاته مَن فضّل المغارة على القصور وحوّل الظلمة بمجيئه إلى نور؟ هكذا يريدكَ أن تدرك أنّه من أوسخ بقعة فيك، من أكبر ضعف وجرح بداخلك يريد أن يبدأ المشوار معك… لذا لا تدع كلمتي تحيّرك بل… افهم وثق!!!
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “من أكبر ضعف وجرح بداخلك، يريد الله أن يبدأ المشوار معك”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تقدّم له كلّ بقعة من داخلك، كلّ جرح وكلّ ضعف، لكي من خلالهم يقدّسك.