تابعونا على صفحاتنا

أُمّ تريزا
مقالات

أُمّ تريزا، عندي ما أُخبرُكِ به

موقع Allah Mahabba – نحتفل اليوم بعيد قدّيسة أتَت إلى عالمنا الذي يُنازع بإفتقاده الضمير، الانسانيّة والمحبّة. قدّيسة الفقراء والمتعَبين والمجروحين… إنّها القدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا التي كُتب عنها الكثير من الكلمات التي تحاكي سيرة حياتها، وتتغنّى بالفضائل التي تمتّعت بها.
ولكن تعالوا نعود إلى أرض واقعنا ونتساءل:

أين هي مستشفى الأمّ تريزا؟
أخبرينا، قولي لنا، أين هي طريق تلك المستشفى؟ فهناك عددٌ هائلٌ من المرضى المتألّمين الذين ليست معهم الأموال لدفعها حتى قبل الدخول من باب الإغاثة في مستشفيات اليوم، الذين لم يتمكّنوا من الفوز بسريرٍ يطبّب جراحهم وألمهم ومرضهم.
أين هي تلك المستشفى، التي فيها تستقبل المرضى حتّى وإن لم يكُن هنالك مكاناً لهم، حتى وإن كانوا لا يملكون الثروات، حتى ولو لم تتوفّر المستلزمات الطبيّة، لأنّ من يديرونها لا يطمعون لمصالحٍ خاصّة، بل يتّكلون على التدبير الإلهيّ لخدمة مرضاهم… وعندها، يتحقّق الشفاء.
أُمّ تريزا، ذكّرينا بكلماتكِ: “هناك مرضى لا يُشفَوا بالمال، بل بالحبّ”.

يا أُمّ تريزا؛ أدويتنا مفقودة، لا بل منهوبة، لا بل مخفيّة…
تكلّمنا كثيراً، ناشدنا عدّة مرّات… تعالي، تعالي معنا عند محتكري الدواء والمتورطين معهم، تعالي معنا نذكّرهم بصوت الضمير حيث صوت الله.
تعالي نخبرهم عن كميّة الناس، الأطفال والمسنّين في الطرقات والبيوت والمراكز الطبيّة الذين هم بأمّس الحاجة للأدوية التي يُتاجرون بها مقابل أرواحهم!

ونسأل أيضاً، أين هي مدرسة الأمّ تريزا؟
قد نقول ليتها موجودة اليوم في أيّامنا هذه… ففي حين تغلي الأسعار لتعليم الأطفال وتزويدهم بالثقافة التي يحتاجونها، نرى نسبة من الأهالي قد تخلّوا عن فكرة إدخال أولادهم إلى المدرسة، ونسبة أخرى تسأل: كيف يمكننا تحمّل كلّ هذا؟!
ولا أذان تصغي، ولا عيون ترى الواقع، لا من روحيّين ولا من رسميّين، وكأنّهم يجبروننا على تقبّل الواقع كما هو بإغلاق أفواهنا وعدم النطق أمام هول الكوارث المتتالية!

ماذا أخبرك بعد،
عن فقدان الأمل في النفوس، وحالات الضياع التي نعيشها… أنظري معنا إلى ملامح الوجوه التعيسة،
عن الثلاجات الفارغة من الأطعمة في بيوت الناس؟
عن الأمهات اللّواتي لا يتناولنَ الأطعمة لترك الطعام لأطفالهنَّ؛
عن الآباء الذين أهلكتهم الأحوال وثقُلَت عليهم معاناة الأيّام…
ماذا أخبرك؟ عن شعبٍ لا يعرف الرحمة تجاه الآخر… تجار المحروقات، تجار المواد الغذائية، تجار المستلزمات الأساسيّة، أماتوا ضمائرهم، وها إنّهم ينامون بكلّ راحة في اللّيالي على وساداتهم!
أَأُخبرك عن كميّة الذين ينامون في الشوارع ويأكلون من النفايات؟ تلك المظاهر ذاتها التي كانت تمزّق قلبكِ!
وبعد… لا وصف لظلمة القلوب، نعم هذا هو واقعنا!

كلُّ ما نريده اليوم أن تصلّي لنا أمام يسوع المسيح المصلوب، الذي أحببتي وكنتِ تغرقين ساعات وساعات في السجود أمامه. ومع كلّ حبّة من مسبحتك التي تحملينها، أذكري كلّ مَن يطلب شفاعتكِ.

ختاماً، أمّ تريزا نرغبُ بتغيير واقعنا، ولكن دعينا نتذكّر كلماتكِ: “لا يمكنني أن أغيّر العالم يا ربّ، مهما حاولتُ. إنّه أنتَ فقط من يملِكُ القدرةَ على كلِّ الأشياء التي تحت السماء”.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “أُمّ تريزا، عندي ما أُخبرُكِ به”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تشهد للمسيح وتخدمه من خلال الفقراء والمرضى على مثال القدّيسة الأمّ تريزا.