تابعونا على صفحاتنا

مسيرة خروج
مقالات

لنخرج إلى شريعة المحبّة

مسيرة خروج – المرأة الكنعانيّة – موقع Allah Mahabba

تعليق على الإنجيل

إنجيل القدّيس متّى 28-21:15

إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،
وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».
فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».
أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».
فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».
فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.

التعليق

امرأة كنعانيّة ترعرت على عبادة آلهة صور الثلاثة “بعل شميم”  إله السماء  و”عشتروت” أمّ الآلهة والبشر والنبات، واهبة الحياة للطبيعة، و”ملقرت” الفتيّ الشاب سيّد المدينة وملكها، وعلى تقدمة الذبائح  لآلهة صيدا “بعل صيدون”  الإله المسنّ وأشمون إله الشفاء في فينيقيا كلّها.

امرأة كنعانيّة وثنيّة، بعد أن ارتمت أمام آلهة الأجداد واختبرت أنّها آلهة عمياء عن آلام البشر، صمّاء عن صراخهم، وبكماء عن تعزيتهم، فإذا بها تتمرّد وتثور  و”تخرج” كما خرج إسرائيل من عبوديّة مصر  وأرض فرعون إلى أرض الوعد والحرّيّة. “خرجت” وسارت وراء يسوع حاملة صراخ ابنتها في إثره، وهو صامتٌ، صمت المربّي الصالح. 

الاثني عشر  بدورهم كان عليهم أن يخرجوا. أخذ التلاميذ “يتوسّلون ” يسوع كي يستجيب طلبها ويشفي ابنتها، لا حبًّا بها أو رحمةً بابنتها، بل لأنانيّتهم وبُغية راحتهم وسكينتهم.

بعد صمت يسوع التربويّ، الذي تخلّله صراخ المرأة الكنعانيّة، وتوسّل التلاميذ الاثني عشر ، طَرَح عليهم إشكاليّة منح عطايا الله إلى الوثنيّين غير المؤمنين بإله إبراهيم ويعقوب وإسحاق. عندها صَمَتَ التلاميذ الّذين تنشّأوا على تعاليم الفرّيسيّين والصدوقيّين، ولم يجدوا ما يُحاججوا به. أمَّا المرأة الكنعانيّة فمن أمومتها المتألّمة استنبطت  إيمانها “العظيم” وسجدت مؤمنة بأنّ الله سيستجيبها لا لاستحقاقها بل لأنّه الرحمة اللامتناهيّة.

لقاء يسوع بالمرأة الكنعانيّة أخرج التلاميذ من شرائع التقاليد، إلى شريعة المحبّة.  وأخرج إلى العلن المسيرة الإيمانيّة للمرأة الكنعانيّة الّتي تجلّت في اللقاء بيسوع المسيح. وأخرج إلى العلن قوّة الشفاعة، إذ الابنة شُفيت بصلاة والدتها. وأخيرًا، هذا اللقاء أخرج يسوع  للبحث عن الخراف الضالّة دون تفرقة بين يهوديّ ووثنيّ، وعبدٍ وحرٍّ ، لأنّ الجميع مدعوّون ليكونوا واحدًا فيه (غل 3/28).

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “لنخرج إلى شريعة المحبّة ”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن تعمل على نشر السلام والمحبّة المسيحيّة في وطنك.

مسيرة خروج