عندما قال النبي إيليّا: “لا تخافي!”
بسبب آحاب ملك إسرائيل الذي صنع الشرّ في عَينَيِّ الرَّبِّ أَكثَرَ مِن كُلِّ مَن تَقَدَّمَه في الـمُلك قال النبي إيليّا أنّه لا يكون مطر أو ندى على الأرض إلّا بأمرٍ منه. فتوجّه إيليّا بأمرٍ من الربّ إلى نهر كريت شرقيّ الأردن ليذهب بعدها أيضاً بأمرٍ من الربّ إلى صرفت صيدون في جنوب لبنان.
في صرفت صيدون وجد امرأةً أرملةً تجمع حطباً. فلم يعد لديها سوى القليل من الدقيق في جرّةٍ والقليل من الزيت في قارورةٍ أرادت أن تعدّه طعاماً لها ولابنها فيأكلانه ويموتان. فقال النبي إيليّا: «لا تَخافي! أُدخُلي فأَعِدِّي كما قُلتِ، ولكِن أَعِدّي لي مِن ذلك أولاً قُرصًا صَغيرًا وأتيني بِه، ثُمَّ أَعِدِّي لَكِ ولابنِكِ بَعدَئِذٍ. فإِنَّه هَكذا قالَ الرَّبُّ إلهِ إسرائيل: إِنَّ جرةَ الدَّقيقِ لا تَفرُغ وقارورةَ الزَّيتِ لا تَنقُص، إلى يَومِ يُرسِلُ الرَّبُّ مَطرَاً على وَجهِ الأَرضَ» (سفر الملوك الأوّل 17: 13-14).
كم نشاهد اليوم أناس يجمعون ما بقي لهم من طعام في بيوتهم خوفاً من الجوع، خوفاً من الموت. لم يعد حُبّ الحياة المحرّك الأساسي ليوميّاتنا بل الخوف! لكن في عيد النبي إيليّا لنصغي لكلمة: لا تخف! لا تخف، أعدّ مائدتك بفرحٍ ليس بحزن. لا تخف، أعدّ ذاتك للحياة بدل أن تعدّ ذاتك للموت. لا تخف، فإلهنا يعانق أبناءه بحنان عنايته الإلهيّة. لا تخف، لست تُعدّ آخر وجباتك بل الأولى في سلسلةٍ طويلةٍ بعد. لا تخف، فلو كنت تعيش تحت حكم ملوكٍ صنعوا أعظم الشرور لكنّك تعيش أيضاً وسط شعبٍ مؤمنٍ لا يدع الجائع يموت جوعاً، لا يدع اليتيم يُرمى وحيداً، لا يدع العطشان يموت عطشاً والأرملة تُترك وحيدةً… لا تخف من الغد، ففي الغد العناية الإلهيّة معك كما كانت معك البارحة واليوم!
اصغِ إلى كلمات الربّ للأرملة على شفتي النبي إيليّا وبدّد الخوف من قلبكَ. توقّف أيها الخائف من الغد عن اتّخاذ القرارات تحت حكم الخوف وابدأ باتّخاذ قراراتك بدافعٍ من المحبّة. فجرعات الخوف مشتّتة لروح الإنسان الطيّبة أمّا المحبّة تجعل منك علامةً على حضور الله بين شعبه. فغداً إذا نظر إليك الجائعون وأنت تحمل لهم ما يحتاجونهم بدافع المحبّة فقط علموا عندها أنّ الله الذي صنع الإنسان هو محبّة.
اقرأ سيرة النبي إيليّا في كتابك المقدّس في العهد القديم – سفر الملوك الأوّل الفصل 17 حتّى سفر الملوك الثاني الفصل 2
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة «عندما قال النبي إيليّا: “لا تخافي!”» . ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن تجد في الله كلّ المعنى لحياتك.