أرى الخوف على الوجوه، خوف من ماضٍ ذليل و حاضر تعيس و مستقبل رماديّ.
خوف يتجلّى في نظرات أمّ يُقلقها مستقبل أولادها. خوف من معانات أب لم يعد يعلم إن كان سيجد بعد ما سيقوت به أولاده.
نقف طوابير أمام محطات الوقود لنشحد وقوداً لسياراتنا كي تحملنا إلى أتعاب يومنا من أعمال غير موجودة ومدارس مقفودة ومستشفيات غير مضمونة. نخاف المرض حتى أنّه بدأ يشفق علينا و يتجنبنا لأنه بات يعلم انه لم يعد هناك من مستشفى تأويه أو دواء يشفيه.
أصبح مدخول العائلة الشهري يكفيها عشرة أيام كثمن طعام دون احتساب المصاريف الحياتية الأخرى المتوجّبة، لا مكان للّحوم أو دجاج على موائدنا بل نكتفي بالقليل لتمرير ثقل هذه الأيام.
مع هذا كلّه، إنفجار دمّر بيروت و قتل أهلها. قلق من إنفجار أمني واجتماعي يُمكننا أن نعرف كيف يبدأ لكن لا نعرف كيف ينتهي. إنه القليل القليل من الخوف الذي نعيشه و ان استفضنا حدّث و لا حرج.
يا أيها المُتسلطون على رقابنا، على رقاب شعب فقير المال و مسلوب لكنّه بغالبيّته فقير الرؤية والإدراك أيضاً. لكم نقول ما قاله الربّ يسوع لبيلاطس قبل أن يحكم عليه بالصلب: “لم يكن لكّ عليّ سلطان البتّة، لو لم تكن قد أُعطيت من فوق” (يو ١٩: ١١). نعلم أن سلطانكم هو سلطان هذا العالم الذي سيُدان. كما بيلاطس سترون كوابيس رهيبة لأنكم ظلمتم البارّ. ستُحرققم دموع الأمهات و يُغرققم قهر الآباء، ستُميتكم براءة الأطفال و يأكلكم جوع الأبرياء و يُفنيكم عذاب الناس.
لقد مات المسيح ليحيا الإنسان فمن أنتم لتقفوا في وجه حياته وفي وجه مشروع الله. إنّه الإنسان على صورة الله و مثاله، إنّه أثمن ما خلقه الله و ما للّه و هو سيُحافظ على بنيه كما على حدقة عينه و سيُنصفهم. الذين يزرعون بالدموع سيحصدون بالإبتهاج (مزمور ١٢٦ : ٥).
أردُد يا ربّ سبي شعبكَ.
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “أرى الخوف “. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن ينزع بنعمته الخوف من قلبك ومن وطننا.