تابعونا على صفحاتنا

مقالات

مجموعات تتهّم البطريرك والأساقفة الموارنة بتطبيق مخطّطٍ ماسونيٍّ، أتباعها يشتمون الكهنة ويهدّدونهم بالضرب!

الظهورات المريميّة

***المقالة أطول من المعتاد لكن اقرأ حتّى الأخير***

يتعرّض اليوم العديد من الكهنة واللاهوتيّين للشتم وحتّى للتهديد بالضرب لأنّهم يعلّمون تعليم الكنيسة الرسمي! أبرز شتّامي الكهنة أتباع مجموعتين أساسيّتين: الأولى حنّطت ذاتها في ستيّنيّات القرن الماضي رافضةً المجمع الفاتيكاني الثاني والثانية أعطت لذاتها سلطة لم يعطيها إيّاها لا الله ولا الكنيسة فبنت سلطتها غير الإلهيّة وغير الكنسيّة على ظهورات تقول عنها “مريميّة” لكن تؤكّد الكنيسة عدم “مريميّتها” وعدم صحّتها تأكيداً نهائيّاً.

يشتم أتباع تلك الجماعات كهنة الكنيسة والعالمين في لاهوتها، لأنّ مرشد الجماعة أو الحركة، الذي قد يكون من الإكليروس في بعض الأحيان، كتب على فيسبوك مقالاً. وكيف لا؟ ففي مقالة فيسبوك هذه تجد مرشد الحركة يذكر أربع مرّات كلمة “الأزمنة الأخيرة”، ثلاث مرّات كلمة “الجحيم”، ست مرّات كلمة “ماسونيّة” وحواشيها وثماني مرّات كلمة “ظهورات”. فمن يجرؤ بعد على عدم تصديق صفحاتك يا فيسبوك؟ فيصبح الأتباع كالمريض الذي بحث على غوغل عن مرضه وعندما قال له الطبيب لست مصاباً بمرضٍ عضال، أصرّ على عضاله وشتم الطبيب.

جلّ ما يقوم به الكهنة معلّمي الإيمان الصحيح هو الحفاظ على بشرى المسيح السّارّة فيتعرّضون لما هو غير سارّ. فيشرحون على سبيل المثال لماذا مريم ليست شريكة سرّ الفداء بناءً على الإنجيل، آباء الكنيسة وتعليم الكنيسة والباباوات الواضحين في رفضهم لهذه البدعة. فيفتعل ضدّهم محبّو الظهورات الكاذبة بلبلة مبنيّة على لغةٍ لم يوحي بها الروح القدس ولم يكتبها في كتابه المقدّس مقدّمين أسخف الحجج. بربّكم فليُعَمَّم ضرورة التوقّف عن ترنيم “شريكةٌ شريكةٌ أنتِ في الفداء”! الآريوسيّون الهراطقة والدوناتيّون المنشقّون كتبوا ترانيم تحمل تعابير بدعويّتهم فعَمَّمت كنيسة القرن الرابع بعدم ترنيمها!

اصغوا للقدّيس بولس الذي يقول: «هُناكَ قَومٌ يُلقُونَ البَلبَلةَ بَينَكم، وبُغيَتُهم أَن يُبَدِّلوا بِشارةَ المسيح. فلَو بَشَّرْناكم نَحنُ أَو بَشَّرَكم ***مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ*** بِخِلافِ مما بَشَّرْناكم بِه، فلْيَكُنْ مَحْرومًا! قُلْنا لَكم قَبْلاً وأَقولُه اليَومَ أيضًا: إِن بَشَّرَكم أَحدٌ بِخِلافِ مما تَلَقَّيتُموه، فلْيَكُنْ مَحْرومًا!» (غلاطية 1: 7-9). وللقائل “دعنا لا نمسّ بتلك الجماعة، حتّى لو تكلّمت بما هو غير صحيح لأنّها تتمكّن من جذب الكثير من المؤمنين إلى الكنيسة” نقول شهود يهوه أيضاً يتمكّنون من حشد الناس فهل هذا يعني أنّهم على حقّ؟ هل نقدّم لهم رعايا في أبرشيّاتنا؟ المطربون يجمعون الآلاف في حفلاتهم الموسيقيّة. فهل نجعل من كلمات أغانيهم إنجيلاً؟! لم تكن يوماً الديمغرافيا مقياساً للمسيحيّة فلا تقعوا في هذه التجربة! لأنّ بولس يتابع قائلاً: «أَفتُراني الآنَ أَستَعطِفُ النَّاسَ أَمِ الله؟ هل أَتوَخَّى رِضا النَّاس؟ لَو كُنتُ إِلى اليَومِ أَتوَخَّى رِضا النَّاس، لَما كُنتُ عَبْدًا لِلمسيح» (غلاطية 1: 10).  

من منكم بولساً جديداً ليجرؤ على أن يأتي بتعليمٍ جديد؟” يقول القدّيس جيرولاموس. ويقول القدّيس أثناسيوس في كتاباته أنّ جلّ همّه الحفاظ على إيمان الرسل وتفسيره. يقول القدّيس أغسطينوس: “إعلموا أنّ الإنجيل أعظم من كتاباتي”. فكيف يصمت الأساقفة أمام حركات ومجموعات تغيّر بشرى الإنجيل وتنسب لمريم ما لم ينسبه أحداً لها سوى الظهورات التي أكّدت أعلى سلطات الكنيسة عدم سماويّتها؟ لماذا الصمت أمام من يجرؤ أن ينصّب نفسه بولساً وبطرساً جديداً ناسباً لنفسه كلمات “سماويّة” أكّد باباوات الكنيسة ومجمع عقيدة الإيمان عدم سماويّتها؟ في الكنيسة خلفاء لبطرس وبولس والرسل هم الأساقفة فلماذا يدعونهم يشتّتون البسطاء؟

تلك الجماعات تزرع في عقول الناس نظريّات عقائديّة بدعويّة لا تمتّ لإيمان الرسل بصلة. لتأتي من بعدها فتتّهم بالماسونيّة من يرفض قبول بدعويّتها. اذاً إمّا تكون بدعويّاً معهم أو ماسونيّاً ضدّهم. وهو كرمُ أخلاق دعوة تلك النظريّات بالبدعويّة فقط، لأنّها في بعض أبعادها هرطقةٌ حقيقيّةٌ تقع في الماريولاتريّة دون أن تعترف بذلك. هي تنزع عن المسيحيّة إحدى أساساتها، دون أن تجرؤ على الإقرار بذلك، وأقصد بذلك أنّ للبشريّة فادٍ وحيد وهو يسوع المسيح. ولتبرير ذاتها تقول الحركة تلك أنّ نظريّاتها الماريولاتريّة لا تزال موضع نقاش في الكنيسة. كذب! راود الأوساط اللاهوتيّة في الكنيسة تجد أنّها مرفوضة رفضاً حاسماً ونهائيّاً!

أمّا آخر مستجّدات تلك الحركات، التي تحتاج دائماً لافتعال الحملات والمشاكل للحفاظ على ذريعةٍ لوجودها، هو توزيع آلاف المنشورات في الأيّام الأخيرة في لبنان تتّهم بالماسونيّة من يعطي المناولة باليدّ. نعم، في نظر تلك الحركة غبطة البطريرك بشارة الراعي والسّادة أساقفة الكنيسة المارونيّة يطبّقون مخطّطاً ماسونيّاً! بل الأكثر إعجاباً هو القول أنّ الماسونيّة تريد أن تجعل في الكنيسة سينودسات! زارعين بالتالي في عقول البسطاء أنّ جميع الكنائس الشرقيّة التي تحتفل بالسينودسات منذ القدم كنائس تتبنّى الأفكار الماسونيّة! يضربون مصداقيّة الأساقفة خلفاء الرسل ليدّعوا لذواتهم الدفاع عن الكنيسة مساهمين في زرع الشكّ في عقول أبنائها!

المسيحيّة المشرقيّة اليوم قسطنطينيّة محاصرة بالأزمات والتهديدات الوجوديّة. فليوقف أحدهم تلك الجماعات عن جدالنا بجنس الملائكة!

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “مجموعات تتهّم البطريرك والأساقفة الموارنة بتطبيق مخطّطاً ماسونيًّا، أتباعها يشتمون الكهنة ويهدّدونهم بالضرب!” . التي تتناول موضوع الظهورات المريميّة. ندعوك للتعمّق أكثر قبل التكلّم بتسرّعٍ عن الظهورات المريميّة. ومشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!