تابعونا على صفحاتنا

مقالات

أنظروا يديّ ورجليّ، فإنّي: أنا هو

أنظروا يديّ ورجليّ - توما والمسيح

“أنظروا يديّ ورجليّ”، بهذه الكلمات والعلامات أخبر يسوع التلاميذ أنّه “الرجل”(يو19: 5) الذي عرفوه ورافقوه حتّى الصلب. إنّه يسوع الذي دعا بعضهم من خلف الشباك، وبعضهم من دار الجباية، وبعضهم من تحت التينة… إنّه الرجل الذي نادوه المعلّم والذي سار معهم على طرقات الجليل، وبيت صيدا، وأورشليم… إنّه يسوع الذي أكل الفصح معهم وغسل أرجلهم… إنّه مَن دعاه بطرس “المسيح ابن الله الحيّ” وشهدوا على موته معلّقًا على الصليب.
بهذه العبارة “أنظروا يديّ ورجليّ”، كشف أنّ علامات الصلب الحاضرة في جسد القائم من مثوى الأموات، باتت الوسيط بين الموت والقيامة، والأرض والسماء. الوسيط الحقيقي والوحيد بين عهد الخلق الأوّل، وعهد الخلق الثاني أي القيامة، فهو “آدم الجديد”، الذي به غدا كلّ شيء جديدًا.
استتبع يسوع “أنظروا يديّ ورجليّ” باللقب الكريستولوجي ” أنا هو”.
“أنا هو”، بهذين الضميرين المنفصلين “أنا” و”هو” كشف لتلاميذه أنّه يسوع “ابن الله، الله”. إذ بهذه العبارة “أنا هو” كشف الله لموسى عن ذاته، معلنًا “أنا هو الذي هو” (خروج 3: 14). إذًا، الذي كلّم موسى، وأخرج الشعب من عبوديّة مصر إلى أرض أورشليم، هو الله عينه الذي حرّر الإنسان من عبوديّة الموت وعبر به إلى أورشليم السماويّة، وها هو واقفٌ أمامهم.
يسوع الذي به ومن أجله خُلق كلّ شيء، والذي رافق الشعب حتّى “ملء الزمن” (غلاطية 4: 4)، هو الله عينُهُ الذي سيحمل إلى الأبد جراحات الإنسانيّة في جسد الابن الوحيد الممجّد.
“أنظروا يديّ ورجليّ، فإنّي: أنا هو”، أي انظروا إلى مقدار الحبّ الذي أحببتكم به. “أنظروا” إلى الجراحات التي غفرت الخيانة، والإهانة، والعنف، والقتل، وغدت الوسيط الذي به تعانقت الأرض والسماء… و”انظروا” إلى الله الذي عانق الإنسانيّة حتّى مثوى الأموات، وأَبَى أن يخرج منه إلّا معانقًا صورته: آدم وحوّاء.
سمات المسامير والحربة، سمات الألم والموت في جسد القائم من بين الأموات كشفت كيف تحوّل شرّ آدم وحواء، إلى علامة لحبّ الابن الوحيد لله الآب، وحبّ الآب إلى الإنسان، لكلِّ إنسان.
علامة الصلب والموت، غدت علامة القيامة، لأنّ أعظم الوصايا ” تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِك” (لو 10: 27) أخذت من الابن الوحيد جسدًا وبلغت ملأها.

Subscribe تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “أنظروا يديّ ورجليّ، فإنّي: أنا هو”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب.