البابا يحارب الفساد
أصدر البابا فرنسيس هذا الأسبوع قرارين هامّين جدّاً، نشرتهم دار الصحافة الفاتيكانيّة. هما عبارةٌ عن رسالتين إداريّتين رسوليّتين.
القرار الأوّل صدر في تاريخ 26 نيسان حول «الشفافية في إدارة المالية العامة» يُمنع فيه على العاملين في دوائر الكوريا الرومانيّة -وهي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعد البابا في الفاتيكان على إدارة مهامه المختلفة- من قبول أيّة تقديمات، هدايا أو خدمات يفوق مبلغها الـ 40 يورو، جرّاء عملهم في الدوائر الفاتيكانيّة.
كما على رؤساء الدوائر الفاتيكانيّة، بحسب القرار المذكور، أكانوا من الكرادلة أم العلمانيّين، أن يمضوا إعلاناً يُجدّد كلّ عامين يؤكّدون فيه: «عدم خضوعهم لأية محاكمات أو تحقيقات في جرائم مشاركَة في منظمات إجرامية، فساد، احتيال، تحقيقات مرتبطة بالإرهاب أو أعمال إرهابية، تدوير أموال ناتجة عن نشاطات إجرامية، استغلال للقاصرين، الاتجار بالبشر أو استغلالهم، والتهرب الضريبي». و«تأكيد المسؤول عدم امتلاكه أموالا أو استثمارات في دول يمكن أن أن تكون أماكن تدوير أموال أو تمويل للإرهاب أو في ما تُعرف بالملاذات الضريبية، وأيضا عدم مساهمته في شركات تعمل بشكل يتناقض مع العقيدة الاجتماعية للكنيسة» وهي الترجمة إلى اللغة العربيّة الصادرة عن موقع فاتيكان نيوز.
القرار الثاني صدر في تاريخ 30 نيسان: يَسمح فيه البابا لمحكمة الابتداء الفاتيكانيّة بمحاكمة الكرادلة والأساقفة بعد أن كانت هذه المحاكمة من صلاحيّة المحكمة العليا الفاتيكانيّة فقط. على أنّ تتمّ المحاكمة بعد موافقة البابا.
مع هذين القرارين يؤكّد من جديد البابا فرنسيس، الذي اتّخذ اسم فرنسيس الأسّيزي الذي اشتهر بفقره وزهده وتجرّده، أنّه يتابع مسيرة إصلاح الكنيسة حتّى الأخير غير واقفٍ عند أيّة عقبات، اعتبارات، مناصب أو ألقاب. وأنّ ثمانيّة سنوات على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة وكرئيس لحاضرة الفاتيكان لم تقوّض روحانيّته بل صقلتها. وهو الذي كان قد قال بعد ثلاثة أيّام على تنصيبه بابا روما: «كم أرغب بكنيسةٍ فقيرةٍ تعمل من أجل الفقراء».
Subscribe تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “البابا يضرب بيد من حديد!”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب.