كتب القديس غريغوريوس اللاهوتي الكلمات التالية في موت وقيامة المسيح:
“أمسِ صُلبت معه، واليومَ أُمَجَّد معه…
أمسِ متُّ معه، واليومَ أُبعَث حيّاً معه…
أمس دُفِنتُ معه، واليوم أٌقام معه…
لنقدّم للذي تألّم وقام من أجلنا ذواتِنا، عطيّة الله الخاصّة لنا.
لنشابه المسيح بما أن المسيح شابهنا.
لنصبح إلهيين من أجله، بما أنّه أصبح بشريّاً من أجلنا.
اقتبل الأسوأ لكيما يهبنا الأفضل. صار فقيراً لكيما بفقره يغنينا. ارتضى أن يأخذ صورة عبد لكيما يعيد لنا الحريّة.
نزل إلينا لكيما يرفعنا إليه. خضع للتجربة لكيما نستطيع أن نغلب المُعاند باسمه. تعرّض للذل لكيما يمجّدنا. مات على الصليب لكيما يخلّصنا. قام من بين الأموات لكيما يجذبنا إليه، نحن الذين سقطنا من جرّاء الخطيئة.
لنعطِ كلّ شيء، ونقدّم كلّ شيء، للذي أعطى ذاته فدية ومصالحة من أجلنا.
كنّا بحاجة لإله متجسّد، لإله يذوق الموت، لكيما نحيا. أُمتنا جميعاً معه لكيما يطهّرنا. قمنا مجدّداً لأننا متنا معه. تمجّدنا معه لأنّنا قمنا معه.
بضع قطرات دم تعيد خلق الخليقة بأسرها!”
هكذا يا إخوة، لنسلك في نهاية هذا الصوم المبارك، وفيما نلج في الأسبوع العظيم، بتقوى وورع، بإيمان وثبات، بعزمٍ وشجاعة، ونكمل الميدان بنجاح مائتين عن أهوائنا وخطايانا وشهواتنا، مقتنين تواضع العشار، وعودة الإبن الشاطر، وغصّة الطرد من الفردوس، وفرح خدمة المسيح، وشاهدين بأن إيماننا قويم وحقيقي، نسكيّ وقلبيّ، مقرون بالصعاب والاضطهاد، مصحوب بالفضائل ولامعٌ بالزهد والانسحاق والتوبة المستمرّة. هكذا فقط نسير درب جلجلتنا ونصلب إنساننا العتيق ونستحق أن نمسك بيد السيّد القائم من بين الأموات وننهض معه في اليوم الثالث، يوم داس سلطان الجحيم وكسّر أمخاله، يوم أعاد الكرامة لجبلتنا المهانة من جرّاء الخطيئة، يوم فتح لنا باب عدن من جديد، منتصراً على الموت وواهباً لنا الحياة الأبدية باسمه، هاتفين من عمق النفس: “يا فرحي، المسيح قام!”
هذا هو إلهنا، الديّان العادل، الشفوق الرحوم، الفصح الأجلّ الأمثل، الذي أعاد لنا الفرح بقيامته وعبر بنا من الظلمة الى النور الحقيقي، نور قيامته المنبعث من قبره المقدّس والذي ما يزال فيضه السنوي شهادة حيّة ومحيّرة لعقول كل المشكّكين والضالّين…
فأيّ إله عظيم مثل إلهنا!
Subscribe تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “موت وقيامة المسيح”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب.