صلاةُ البدءِ
† بإسمِ الآبِ والإبـنِ والروحِ القُدسِ الإلهِ الواحد، آمين.
أيُّها الآبُ القديرُ، يا منْ تعرفُ ضُعفي وحبِّي، إنِّي أضعُ ذاتي أمامَكَ، طالباً أنْ تُساعدَني على عيش الفضيلةِ والتواضعِ، بعدَ أنْ ارتكبتُ الخطايا وعِشتُ الغرورَ. لا تَدَعِ اليأسَ يتملَّكني، بلْ ساعدني كي أضعَ حياتي كلَّها بين يديكَ، لأنَّكَ قوَّتي ورجائي وملجأي في هذه الحياة. أنتَ قادرٌ أنْ تُطهِّرَني، أنتَ قادرٌ أنْ تَخلقَني منْ جديدٍ، وتحوِّلَ قلبي إلى قلبٍ يُشبهُ قلبَكَ الرحوم.
فها أنا أرفعُ إليكً الصلاة هاتفًا:
هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.
أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،
لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.
أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين.
أنا أعترفُ للّه القدير،
واليكم أيُّها الإخوة
بأني خَطِئْتُ كثيراً، بِالفكرِ والقولِ والفعلِ والاهمال
خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمةٌ جداً
لذلكّ أطلبُ من القديسةِ مريمَ البتول
ومن جميعِ الملائكةِ والقديسين، وإليكم، أيها الإخوة
أن تصلّوا من أجلي، إلى الربِ إلهنا آمين.
أيها القدّيس يوسُف البار، الذي سهر بأمانة على العائلة المقدسة، إننا نَكِلُ إليك عائلتنا الزمنيّة والدينية، احفظنا في وحدة الروح، برباط السلام (أفسس 4،3). أبعد عنّا الكذَّاب الذي يعمل على تفرقتنا، وعلِّـمنا كيف نقيم في النور والمحبة.
أنت تعلمُ كم أنَّ قلوبَنا الجريحة ميَّالة الى دينونة الآخرين وانتقادهم، وكم هي مهدَّدة بتراكماتِ الحقدِ والحَسدِ. فالغضب يمتدُّ كالبساط أمام أبوابِنا، والحقدُ وغيومِ التسلُّـح السُّود تُعَتِّمُ سماء أرواحنا، فعلِّـمنا ان نتقاسم خبز الغفران اليوميّ، الذي بدونه لا يمكن لاخوّةٍ أن تستمرَّ. اجعلْ منّا صانعي سلام، خدَّامًا لرحمتك. ساعدنا على الطاعة لإرشادات الرّبّ: “أحبّوا أعدائكم، وأَحْسِنُوا وأَقْرِضُوا غير راجين تعويضاً” (لو35،6) لتصيروا أبناءً “لأبيكم الذي في السماوات. “(متى44-47 ،5 )
يا مار يوسُف إننا نَكِلُ إليك، قلوبَنا ونفوسَنا وجماعاتِنا الكنسيّة وعيالَنا، كي يملك سلامُ المسيح عليها دائمًا، وهذه هي دعوتُنا التي تجمعنا في الجسدِ الواحد. (كول 15،3).
أيقظ فينا فهم معنى المسؤوليَّة، واجعل منَّـا خُدَّاماً أمناءَ طامحين إلى الوحدة التي من أجلها صلّى يسوع بحرارة الى أبيه: “ليكونوا واحدًا كما نحن واحد، أنا فيك وأنت فيّ، ليكونوا كاملين في الوحدة، فيعرفَ العالم بأنَّـك أرسلتني” (يو 22-32،17).
فعل التكـرُّس :
في نهايةِ هذه التُّساعيَّةِ جئنا، يا مار يوسُف البارّ، نُجدِّدُ تكرُّسَنا لك، فمَن تُراه أفضل منكَ نَكِلُ إليه حياتنا؟
أنت تعرفُ كيف تُنمينا بالنعمةِ والحكمةِ تحت أنظارِ الله أبينا، وأمامَ الناسِ إخوانِنا. وأنتَ تحفظُـنا من تحدِّيات العدوّ ومن كل الّذين ينتزعونَ حياتَنا منّا. أنتَ تعتني بحمايتِنا الروحيّة والزمنيَّة، وتُعلِّـمنا أن نقومَ بكلِّ شيء لمجدِ اللهِ وخلاصِ النّفوس.
علـِّمنا أن نتأمَّل في يسوعَ ومريم، ونكرِّسَ لهما حياتَـنا. نريدُ أن نُحبَّك مثلَهما وأن نُطيعكَ كأبٍ لنا، كي نعيش بالسلامِ والثقةِ والتسليمِ للعنايةِ الإلهية.
نريدُ أن نتعلَّم في مدرستِك، الطّـاعة المقدَّسة والتواضعَ والشُفوفَ كتلاميذِ الرّبِّ، في طهارةِ القلبِ بروحٍ طفوليّة طاهرة، كالذين أعطوا كل شيء باندفاعِ فاعـلي السلام، وفـرحِ أبـناءِ الله. وهكذا، يوماً بعد يوم نريدُ أن نستعدَّ للتأمُّل ببهاءِ ما أعدَّهُ يسوع للذين تركوا ذواتهم تتحوَّلُ في مدرستِك التي تنشّأ هو فيها .
كما فعلَ يسوعُ في بدايةِ حياتهِ، وكما فعَلَتِ الكليَّةِ القداسة البتول مريم، فيا أيها القدّيس يوسُف، إننا نكِلُ إليك، قلوبَنا ونفوسَنا وحياتَنا كلَّها. نريد أن نعيشَ حياتَنا كلَّها، على هذه الأرض، برفقتِك، كي نجتازَ معكَ إلى الوطنِ السماويّ حيثُ لا نصبحُ إلا عائلة واحدة، عائلة أبينا السماويّ الذي به ننال الحياة الطوباويّة.
أيُّها القدّيسُ الجليلُ مار يوسف سَوْسَنُ النَقاوَة وعَرْفُ القداسةِ الزكيِّ الرائحة، المنتَخَبُ من الثالوثِ الأقدَسِ مُرَبِّيًا أمينًا للابنِ الوحيد الكلمةِ المتجَسِّد.
يا نَموذجَ العِفَّة ومثالَ البرّ، يا مَن اسْتَحْقَقْتَ أن تُدعَى ِ صدّيقًا بارًّا وصفِيًّا نقيًّا لأنَّكَ فُقْتَ طهارةً على البَتولين وسَمَوْتَ فَضلاً على الآباء والَأنبياء لَكَوْنِكَ ِ صرْتَ أبًا مُرَبِّيًا ليسوع المتأنِّس وعَروسًا لمريمَ البتول والدتِهِ الكلّيةِ القداسة ومساعِدًا لهما في احتياجاتِهما. ففيما نحنُ متحقِّقون أنَّ ما من أحدٍ قد استغاثَ بكَ وخَذَلْتَه ولا طلَبَ نعمةً من الله بشفاعَتِكَ إلا نالها.
نتوسَّلُ اليكَ من أعماقِ شقائِنا كي تَسْتَمِدَّ لنا، نحن المَنْفيّين في هذا الوادي وادي الدموع، من سيِّدِنا يسوعَ المسيح نعمةَ الطهارةِ ونقاوَةَ القلب التي لا يستطيعُ أحدٌ بدونهما، أن يُشاهِدَهُ تعالى في مجد الفردوسِ الخالد في السماء وأن يمْنَحَنا حُبًّا حارًّا ليسوع ومريم اقتداءً بك ونعمةً فعّالة لكي نُطابِقَ بين إرادَتِنا ومشيئتِهِ تعالى. فَكُنْ لنا إذًا أيُّها القدّيسُ الشفيعُ المقتَدِرُ مُرْشدًا وقائدًا، ومحامِيًا في هذه الحياة، وعَونًا للحصولِ على نعمةِ الثبات إلى النَفَسِ الأخير، لكي نموتَ نظيركَ بين يَدَي يسوع ومريم. ونشترِكَ معك في المجدِ الأبدي الذي لا يزولُ ونُسَبِّحَ اسمَ الربِّ خالِقِنا في ذلك المُلْكِ المُخَلَّدِ إلى أبدِ الآبدين، آمين.
† قـدُّوسٌ أنتَ يا ألله، قـدُّوسٌ أنتَ أيُّها القويّ، قـدُّوسٌ أنتَ يا مَنْ لا يَموت. إرحمنا (3)
† أبانا الذي في السماوات… السلام عليك يا مريم…
† المجد للآب والإبنِ والروحِ القدسِ كما كانَ في البَدءِ والآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين، آمين.