تابعونا على صفحاتنا

قلب الفقير
مقالات

قلب الفقير

قد يقول البعض: «أتى عيد الميلاد مسرعاً هذا العام ولم يسنح لنا أن نتجهّز ماديّاً لمساعدة الفقراء، اذ أصبح أغلبنا فقراء». وفي ذلك ما يكفي من الصحّة، اذ أنّ أعداد الذين فقدوا وظائفهم، أو انكسروا واقعين تحت خطّ الفقر. لقد ازدادت بسرعةٍ هائلةٍ أعداد الفقراء في لبنان هذا العام حتّى أنّه لو إنّنا نملك عدّاداً يوميّاً لتسجيل عدد الذين دخلوا شريحة الفقر كما في حالة عداد كورونا، لرأينا العدد اليومي لعدّاد الفقراء يفوق عدّاد كورونا.

هنا قد يتساءل البعض: كيف لنا نحن الذين أصبحنا فقراء أن نساعد الفقراء؟ في تاريخ الكنيسة الطويل هنالك من اختار الفقر اختياراً وعاشه دون ملل كالقدّيس فرنسيس الأسّيزي. ففرنسيس الملقّب بفقير أسّيزي، كان بورجوازيّ الأصل لكنّه اختار الفقر وعاش متسوّلاً طيلة أيّام حياته. فراح يجول في أنحاء إيطاليا مبشّراً وغالباً ما كان يلتقي بفقراءٍ ومساكين. وعندما يطلب منه أولئك المساكين المساعدة لم يتردّد في إعطائها! فهو الذي لا يملك شيئاً كان يُعطي للمساكين عناقاً، يعطيهم بسمةً ورجاءً، يغنيهم بغناه الروحي زارعاً في قلوبهم سلام الربّ. لم يكن لفقير أسّيزي القدرة على المساعدة الماديّة لكنّه ككلّنا امتلك قلباً ففاض من ذلك القلب حبّاً على الآخرين.

قد لا تملك اليوم مالاً لكنّك تملك قلباً فحرّر قلبك المجروح، من الوهم القائل أنّ العطاء هو أوراق نقديّة فقط، واسمح له ككقلب المسيح المطعون على الصليب أن يفيض بُحبٍّ يُروي عطش المساكين إلى الحُبّ والحنان. فالله أعطانا غناً لا يُثمّن، غنى القلب، فقد تكون فقيراً في المال، لكن كفرنسيس اعلم أنّك غنيّ القلب. فحتّى السيّد الذي تخضع له جيوش الملائكة قد صار له قلباً بشريّاً صغيراً يخفق في مزود هذا العالم الموحش. فتعال وقف إلى جانبه ودَعَ العالم يُصغي لسيمفونيّة خفقات القلوب المُحبِّة التي تهدر في شوارع هذا العالم!

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لقراءة مقالة “قلب الفقير” ندعوك لمشاركة هذا المقال مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن يعطيك النعمة في اكتشاف قلبه “قلب الفقير”.