تابعونا على صفحاتنا

الميلاد: لقاء الله المتأنس بالإنسان المتألّه!
مقالات

الميلاد: لقاء الله المتأنس بالإنسان المتألّه!

الميلاد: لقاء الله المتأنس بالإنسان المتألّه!

في غمرة الميلاد نتساءل كلّنا: لماذا تجسّد يسوع في عالمنا؟

إذا ما عدنا الى العهد القديم، مسيرة الله مع شعبه، عرفنا أن أهمّ وصية أعطاها الله لشعبه، كانت ولا تزال هي نفسها، لقد أعطى الله موسى أهمّ وصيتين: أحبب الرّب إلهك بكل قلبك وكلّ عقلك وكلّ قوّتك، وأحبب قريبك كنفسك.

 فلماذا ميلاد يسوع المسيح بالجسد؟

من مسيرة موسى الى حين تجسدّ يسوع، إكتشف الإنسان أنّه لا يستطيع أن يعيش الحبّ وأن يحبّ بكل قلبه وعقله وقوّته. وبالتالي فإن عيش الشريعة لأمر مستحيل ويعجز عنه الإنسان! وهذا مفاده أن الإنسان لا يستطيع أن يحبّ، وذلك يعود إمّا لخلل في قلبه وإمّا لخلل في الشريعة.

ولأن هذا الحب يتطلّب فعل عطاء، أرسل الله ابنه ليخلّص ويداوي قلب الإنسان ويوصله به وفيه الى ملء الحب والسعادة، لحظة يكتشف فيها أنّه محبوب من الله مجّاناً ومدعوّ إلى أن يُحبّ!

عاش الشعب في العهد القديم حالة ترقّب وانتظار، وقد أرسل الله إليهم الأنبياء، إلاّ أنهم انتظروا حتى يرسل الله أحداً من قِبلهِ، إلاّ أنّه جاء إليهم بذاته المسيح ابن الله الحيّ! فالله يصير إنساناً لأجل الإنسان، ويأخذ صورة عبدٍ مُطيعٍ حتّى الموت على الصليب. ونتساءل ما الدافع الذي جعل الله ينزل ويتجسّد؟

الله في جوهره هو الحب، ولا يعطي إلاّ ذاته أي الحب، وقد كشف لنا ذلك بالميلاد، ليقول ويعلّمنا أن الحبّ لا يحيا إلاّ بفعل الحب المجّاني واللاّمشروط! الآب يسكب ذاته كليّاً في الإبن، والإبن مساو للآب في الجوهر، وقد أعطاه كلّ شيء لأن به كان كلّ شيء! فالإبن بدون الآب لم يكن شيئاً، وعندما أخذ من أبيه أصبح بحب أبيه كلّ شيء!

وبهذا ارتسمت صورة الثالوث الأقدس في سرّ الميلاد: الآب هو الحُب المُعطي، الإبن هو الحب المُعطى، والروح القدس هو الحب العطاء، فالله الثالوث هو الحب! كيف بنا نفهم هذا السّر الرهيب؟ علينا أن نتخلى عن منطق التجارة والحسابات الضيقة، وندخل بمنطق الحب لنفهم سرّ هذا الثالوث المقدّس!

عندما قرر الله أن يكشف لي عن ذاته أتى هو إليّ ليفتّش عني في وسط ضعفي وخطيئتي! لقد أتى يسوع الى عالمنا ليعلمنا أن الحب بالكلمات ليس بحب إلاّ إذا تحوّل الى لقاء مع شخص حيّ!

يسوع اختار أن يولد بأحقر مكان في البيت أي في الإسطبل ليقول لي أنني آتي للقائك في أقذر مكان من قلبك وحياتك حيث الجوع والبرد واللاّحب وبهذا أُظهر وأعلمك كيف تحبّ!

الإيمان هو مسيرة اللقاء واستقبال الحب الآتي من الله لكلّ منا شخصيّاً وبمجانية مطلقة.

لقد تجسّد يسوع ليقول لي شخصيّاً اليوم: أنت إبني وأنا اليوم ولدتك، وهذه الولادة لا تتم إلاّ باللقاء الشخصي بيني أنا الإله المتأنس وأنت الإنسان المتألّه! بهذا اللقاء كلّ شيء يتحوّل بفعل الحب، فهلّم استعد هويتك الأصلية فأنت إبني وأنتِ إبنتي!

https://www.facebook.com/allahmahabbaorg

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

مفاتيح