تابعونا على صفحاتنا

مقالات

الموت ليس موتاً معك!

بعد مرور أكثر من أسبوعين على انفجار مرفأ بيروت لا زلنا نشاهد يوميّاً مراسم دفن وتشييع للضحايا الأبرياء الذين باغتهم الموت. شبّانًا، شابّات، آباء، أمّهات، أطفال… جميعهم سباهم الموت. لكن مذ قام المسيح من الموت لم يعد للموت الكلمة الأخيرة فالمسيح وطىء الموت بالموت ومعه لم يعد الموت موتاً بل قيامة. نحن نعلم أنّ ربّ الكون قد نزل من السّماء وسبى الموت، ونؤمن بأنّه «قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب» و«نترجّى قيامة الموتى والحياة الأبديّة». فلحظة الموت هي لحظة سماع صوت ربّ الحياة كهديرٍ عظيمٍ يدعو الضحايا إلى الحياة قائلاً: «تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المـُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم» (متّى 25: 31).

هنالك لا يُدعى الموتى موتى بل أحياء؛ هنالك الحمل الوديع، يسوع المسيح، الَّذي في وَسَطِ عَرشِ السّماء سيَرْعاهم وسيَهْديهم إِلى يَنابيع ِماءِ الحَياة، حيث سيَمسَحُ اللهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم. «فلِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآَن، لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال» (الرؤيا 7: 17 و21: 4).

هنالك أبناء لبنان المتألّم لا يتألّمون، هناك لا انفجارات، لا مؤامرات، لا اضطهادات، لا أزمات ولا مآسي. هنالك لا مفقودين تحت التراب، فجميعهم وُجِدوا! لأنّ جميعهم في حضرة الله والله يُغدق عليهم بمحبّته العظمى. هنالك بحسب قول اللاهوتي القدّيس بوناونتورا يثمل سكّان السّماء من الفرح. ففي الموطن السّماويّ الفرح ليس موسميّاً كما في مواطن الأرض بل فرحاً لا ينقطع. والسّلام ليس معاهداتٍ وهدناتٍ أمنيّة بل حالة أبديّة. فيا يسوع المسيح «مع القديسين أرح نفوس عبيدك حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد بل حياة أبدية» آمين.