تابعونا على صفحاتنا

مقالات

«مِن أَينَ نَشتَري خُبزًا لِيأكُلَ هؤلاء؟» (يوحنّا ٦: ٥)

أيّها الله الابن الفادي،

يا من كَسَر خمس أرغفةٍ وسمكتين فكثّرهم وأشبع بهم الخمسة آلاف، لقد أصبحنا طوابيرًا لا تُحصى عند أبواب الأفران فأشبِعنا يا ربّ من خبزك عسانا لا نجوع أبداً.

يا من علّمنا أن نصلّي لله الآب قائلين: “أعطنا خبزنا كفاف يومنا”، لقد طَرَقَ الجوع أبوبنا فأرسِل لنا المعونة من عندك أبيك وأبينا.

يا خبزاً نازلاً من السّماء من يأكله لا يموت، لقد أصبحنا نتسوّل الخبز فاسنِد قلوبنا بطمأنينة خبز قربانكَ المقدّس.

يا من قدّم جسده ودمه خبزاً وخمراً لتقتات منها البشريّة خلاصاً وحياة، اسحب الكبرياء من قلوب مسؤولينا وعلّمهم أنّ لا شيء أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل الآخرين.

يا من عرفه تلميذَي عمّاوس عند كَسر الخبز، لقد انكسرت أوطاننا تحت وطأة الأزمات، فاكسر خبزكَ يا ربّنا الحبيب، حتّى نرى وجهك كلّما مال النهار.

يا نور الأمم، يا شمساً لا تغيب، لقد طوقّنا الظلام وصرنا نسلك في الليل، فاخترِق يا ربّ، السّواد الحالك بشعاع نور قربانك.

يا من غرس صليبه في أرض الأموات فجعل منها أرض أحياء، اغرس صليبك في أرضنا التي تتدحرج نحو الموت وارفعنا بقيامتك يا خبز الحياة الذي لا يموت.

آمين.

رَفَعَ يسوعُ عَينَيه، فرأَى جَمعًا كثيرًا مُقبِلاً إِلَيه. فقالَ لِفيلِبُّس: «مِن أَينَ نَشتَري خُبزًا لِيأكُلَ هٰؤلاء؟» وإِنَّما قالَ هذا لِيَمتَحِنَه، لأَنَّه كانَ يَعلَمُ ما سَيَصنَع! (يوحنّا ٦: ٥-٦)