تابعونا على صفحاتنا

مقالات

قواعد اللغة المسيحيّة

اللغة هي شكلٌ من أشكال التواصل البشريّ التي لا غنى عنها. لكلّ لغةٍ قواعدها الخاصّة الناجمة عن تاريخٍ بشريّ تنبع منه. للّغات المختلفة صِيَغ متعدّدة تُصرّف بها الأفعال. ففي اللغة العربيّة هنالك صيغة الماضي والمضارع والأمر على سبيل المثال. تُعَبِّر صيغة الماضي عن حدثٍ أو عملٍ قد تمّ في الماضي، كما تعبّر صيغة المضارع عن حدثٍ أم عملٍ في الزمن الحاضر وصيغة الأمر التي تعبّر عن طلبٍ مباشرٍ وأمر.  

          لكن هل للمسيحيّين لغة خاصّة بهم؟ أهنالك طريقة نتواصل بها كمسيحيّين تنبع من مسيحيّتنا وبصِيَغِها نُصَرِّف أفعالنا؟ الإجابة هي نعم، هنالك “لغةٌ” علّمنا إيّها المسيح، لغةٌ عابرةٌ للقارّات، للثقافات وللشعوب طبعها الله في الإنسان يوم جَبَلَه على صورته كمثاله فأصبح الإنسان قادراً عليها. هذه اللغة اسمها “المحبّة”. المحبّة التي بها كلّم الله الإنسان في القِدَم، التي بها صنع الله خلاص البشر، التي من أجلها سبى الله الجحيم فلم تمسّه بأذى. المحبّة التي قال عنها المسيح أنّها الوصيّة الكبرى (متّى 22: 36-37)، التي دعانا لعيشها وقال أنّه متى عشناها عرَفَ الناس أنّنا تلاميذه (يوحنّا 13: 34-35).

          في المدارس على التلامذة تعلّم اللغة العربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة وفي الكنائس على المؤمنين تعلّم لغة المحبّة. للغة المحبّة صيغَتَان أساسيّتان: صيغة العطاء وصيغة المجّانيّة. بحسب قواعد لغة المحبّة جملة: «أَكَلتُ خبزاً» “ممنوعةٌ من الصرف” إن لم تسبقها جملة: «أطعمتُ الجياع». جملة: «شَرِبتُ ماءً» “ممنوعةٌ من الصرف” إن لم تسبقها جملة: «سَقَيتُ العِطاش»… في لغة المحبّة تُصرّف جميع الأفعال حُبّاً بالله وبالآخرين. كلّ فِعل يُصبح عطاءً وكلّ حدثٍ يُصبح بذلاً ومجّانيّة، فالمحبّة حريّةٌ لا تَسَعُها سجون الرذائل الإنسانيّة.

          الفِعل في لغة المحبّة هو بصيغة المجانيّة، الفاعِلُ هو الإنسان هيكل الروح القدس والمفعول به هو القريب على مثل: زار المؤمن السجين الغريب. كلمات لغة المحبّة هي دائماً في المثنّى أو الجمع فلا فردانيّة في المحبّة. مبتدأ المحبّة هو الله وخَبَرها البشرى السّارة. إنّ لغة المحبّة لغةٌ عابرةٌ أيضاً للزمان والمكان، فاللغة العربيّة حدودها الدول العربيّة القابعة في هذا العالم أمّا المحبّة هي لغة تتكلّمها مُدُن هذا العالم ومدينة الله، أورشليم السّماويّة، لأنّ المحبّة لا تسقط أبداً (قورنتوس الأولى 13: 8).

Elias Turk - الياس الترك

الياس الترك

دراسات عليا في اللاهوت العقائدي

اضغط هنا لقراءة كتبه على منصّة أمازون