إلى أصدقائي المتحزّبين: اقرأوا بتمعّنٍ شديد!
أمام ما يحدث منذ أربعة أيّام في لبنان، فاجأني موقف بعض الناس الشديدي التحزّب في إصرارهم على أنّ زعمائهم هم بعيدين عن أيّ نوع من أنواع الخطأ أو الخطيئة! حتّى بدا كما لو أنّ اللّيتورجيا المقدّسة أخطأت بقولها: «واحدٌ ظهر على هذه الأرض بلا خطيئة وهو ربّنا وإلهنا يسوع المسيح»، وعلينا أن نضيف إلى جانب اسم المسيح أسماء زعمائهم إرضاءً لهم!
لذا هدر في ضميري أحد مزامير الكتاب المقدّس الذي يوصّف واقع حال لبنان توصيفًا ممتازًا. وللحظةٍ ظننت أنّ كاتب المزمور لبناني، كتب مزموره يوم البارحة على وقع صرخات الشعب، وهو معتصمٌ في إحدى شوارع بيروت، الزوق، زحلة، جونيه، طرابلس أو صور.
هذا المزمور هو رقم 135/ 15-18: «أَوثانُ الأُمم فِضَّةٌ وذَهَب، صُنعُ أَيدي البَشَر. لَها أَفواهٌ ولا تَتَكلَم، لَها عُيون ولا تُبصِر. لَها آذان ولا تُصْغي، ولَيسَ في أَفْواهِها نَسَمَة. مِثلها يَكونُ صانِعوها وجَميعُ المـُتَّكِلينَ علَيها». فإصرار بعض المتحزّبين في الأيّام الأخيرة أنّ زعماءهم لم ولا يخطئوا، يعني حتمّا أنّهم يرون فيهم أشباه آلهة! لكن، وبحسب الكتاب المقدّس، أيّ إلهٍ غير الإله الحقيقي هو مجرّد صنم أو وثن يعبده المضلَّلون.
لذا للمتعنّتين في تحزّبهم، اقرأوا بتمعّنٍ شديد:
«يا سادة، زعماءكم بشرٌ وجميع البشر يخطئون!
إن شبّهتم زعماءكم بالإله الحقيقي، فمجرّد أقزامٍ سيبدون!
لزعمائكم فضّةٌ وذهبٌ نعم! لكن، ولو أنكرتم، فمن جيوبكم ينهبون!
لزعمائكم أفواهٌ، لكن بدل الحقّ بالنفاق ينطقون!
لزعمائكم عيونٌ، وعيونهم عن حال الشعب يحجبون!
لزعمائكم آذانٌ، لكن عن صرخة المظلومين آذانهم يصمّون!
إحذروا يا سادة أن تكونوا قد أصبحتم زعمائكم تعبدون!
فتلك عبادة أصنامٍ، وعلى قول المزمور، كحال زعمائكم ستصبحون!
فستصبح عيونكم عمياء وأفواهكم بها لا تتكلّمون…
لأنّ يوم يأتي ابن الإنسان للدينونة، سائلاً عن حالكم، سيسألكم أين كنتم… ومن كنتم تعبدون؟»