موقع Allah Mahabba موقع Allah Mahabba مكانة ودور العائلة في مشيئة الله الخلاصيّة!
مُنذُ القدم إنشد الإنسانُ إلى سرّ الكون، وقد جذبهُ الفلك بما فيه من نُجومٍ وكواكب بما فيهم الشّمسُ والقمر. بلغ به هذا الإنجذابُ إلى حدٍّ توصّل الإنسانُ لأن يضع تقويمًا وتعدادًا لعدّ الأيّام والسّنين. كان أوّلُ تقويمٍ قمريّ حوالى سنة 3100 ق.م. عُرف بالرُّوزنامة السومريّة، والثّاني كان تقويمًا شمسيًّا وضع في مصر القديمة حوالى سنة 3000 ق.م. من ثُمّ عاد وعُدّل عليه سنة 45 ق.م، وعُرف بالتقويم اليوليانيّ، ليعود ويُصحّح سنة 1582 على يد البابا غريغوريوس الثالث عشر، فعُرف بالتقويم الغريغوريّ، وعليه نحنُ نتبع العدّ الميلاديّ نسبةً لميلاد الرّبّ يسوع.
ليس هدفُنا التكلُّم عن تاريخ التقويم مع نهاية سنةٍ ومطلع سنةٍ جديدة، ولكن نستخلصُ منهُ إلى أين أدّى انجذابُ الإنسان إلى الفلك اللّامحدود، وبُلوغه إلى عدّ أيّامه انطلاقًا من حركة دوران الشّمس والقمر. ما زال كثيرين اليوم مع بداية السّنة الجديدة يستمعون إلى المـُنجمّين علّهُم يُنظّمون حياتهُم ومُستقبلهُم وفقًا للأبراج ولتنبُّؤات الموعودة. علينا نحنُ كمـسيحيّين بدل التلهيّ بهذه الأُمور السّخيفة، أن ننظُر بانجذابٍ قويّ إلى ذاك الّذي سطع نجمُهُ في المـشرق، ورأيناهُ مولودًا مُقمّطًا ومُضجعًا في المـذود بين البهائم في مغارة بيت لحم. لقد أصبح يسوعُ بذاته هو تقويمُ حياتنا، وانطلاقًا من كلماته الّتي هي لنا روحٌ وحياة، علينا أن نُنظّم ونُعدّ أيّامنا لنفُذ إلى قلب الحكمة.
بعد أن اتّخذت الكنيسةُ مُنذُ القدم عيد الشّمس الواقع في ال25 من شهر كانون الأوّل، ليُصبح عيد ميلاد الرّبّ يسوع بحسب الجسد، دلالةً على أنّهُ الشّمسُ الحقيقيّة الّذي يُنيرُ كُلّ إنسانٍ، أصبح علينا أن نتّبع تقويمهُ الشّمسيّ لسنتنا الجديدة، وذلك تبعًا لما فعلهُ الرُّعاةُ عندما سمعوا الملائكة يُنشدون في السّماء، ويُبشّروهُم بولادة المـُخلّص في بيت لحم مدينة المـلك داود. انطلاقًا من هنا، علينا بثلاث خطواتٍ هي التالية:
أوّلا، علينا أن ننظُر إلى السّماء، لا تبعًا لمن يُصغون إلى المـُنجّمين وقُرّاء الغيب، بل مثلما فعل الرُّعاةُ في البريّة، إذ أداروا آذانهُم لصوت الملائكة الّذين بشّروهُم بالبُشرى السارّة. هذا يعني أن نُصغي إلى نشيد السّماء الّذي يُحرّكُ قُلوبنا كُلّ مرّةٍ عندما نُصغي بإيمانٍ وانتباهٍ إلى كلمات الإنجيل المـُقدّس.
ثانيًا، علينا أن نترُك “برّيّتنا” أي ضماناتنا الإعتياديّة وإنساننا القديم وحياتنا الروتينيّة الخاصّة حيثُ ندورُ في دائرة أنانيّتنا، لنترُك كلمات الإنجيل تقودُ لا خطواتنا وحسب، بل قراراتنا ومواقفنا، وخياراتنا، وأيضًا أيّامنا وحياتنا، فنمضي إلى اللّقاء بالمـسيح، تمامًا كما حصل مع الرُّعاة الّذين ذهبوا إلى بيت لحم حيثُ رأوا الطّفل يسوع مع أُمّه مُقمّطًا ومُضجعًا في مذود البهائم. عندما نُصغي بانتباهٍ وإيمانٍ، سنجدُ الطّريق الخاصّة الّتي ستُؤدّي فينا إلى اللّقاء بيسوع المـسيح.
ثالثًا، علينا أن نكون على مثال الرُّعاة رُسُل رجاءٍ وفرحٍ وسلام. كثُر في مُجتمعاتنا وفي عالمنا المـُتشائمين الّذين غيّبوا حُضور الله في حياتهم وفي التّاريخ. إنّ دُخول الكلمة المـُتجسّد في قلب التّاريخ، أصبح هو المـركز والمـُحرّك والمـحور فيه، لذلك لا يسعُنا أن نستسلم لليأس وللإحباط وللّامُبالاة، ولا لروح الشّرّ والعُنف، بل نحنُ مدعُوّين لإعلان الرّجاء الصالح لبني البشر. لقد وُلد لنا المـُخلّص في مدينة داود، وبالتّالي لسنا متروكين للقدر ولا للأحداث المُؤلمة والمـُحزنة، فاللهُ معنا، فمن يكونُ علينا؟! إنّهُ يسوع – عمّانوئيل.
لقد تبدّلت حياةُ الرُّعاة لحظة آمنوا ببشارة المـلائكة، ووجدوا فرحُهُم التّام ومعنى حياتهم ما إن رأوا في وجه الطّفل يسوع خلاصهُم الأكيد، فامتلؤا رجاءً وسلام، فأصبحت حياتُهُم مُتّجهةً بكُلّيّتها نحو الله. ونحنُ اليوم هل نسمح لكلمات الإنجيل تقودُ أيّامنا إلى الرّبّ يسوع، أم أنّ أيّامنا وسنين حياتنا تمضي دون رجعةٍ، ونحنُ ندورُ على تقويم أنانيّتنا وأفكارنا ومُعتقداتنا الخاطئة وإنساننا القديم؟ هل ننتظرُ نُبُؤةً جديدةً عبر قنوات التّواصُل الإجتماعيّ، أم أنّنا ننظُرُ بإيمانٍ إلى ما صنعهُ الرّبّ يسوعُ من أجلنا عند تجسُّده، وننجذبُ إليه، راغبين أن نزداد حُبًّا وشُكرًا وتسبيحًا وتمجيدًا لهُ كُلّ يوم؟ آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!