من كتر ما صلى يعقوب تيرجع يوسف، افتكروه النّاس جَن. وين بعد بدو يرجع يوسف أو من وين؟ ما يوسف ع أساس مات، أكلتو لوحوش الضّارية والقميص كان ملطّخ بدم الإبن المغنّج لمدلّل، ويعقوب مضّى الوقت يصلّي ويبكي حتّى نشفو دموعو ونطفو عيونو وقلبو داب ع فراق الإبن… صّلى وصلّى وبقي يصلّي ويدعي والنّاس مفتكرينو جَن لأن النّهاية كانت صريحة وواضحة بنظرن: يوسف مات ورجعتو مستحيلة.
يا ويلي إذا خلّيت المخيلة تسرح وتخيّلت فرحة يعقوب هالبي المفجوع يوم لي قلولو إبنك عيّش ومش بس هيك وصار ملك مصر كمان!
تخيّل لحظة الإنتصار وتخيّل نظرتو وهوّي عم بيصلي لأوّل مرّة بعد مَ عرف المجد يلّي إبنو وصلّو… صرخ للرّب بإيمان ودموع ورجفة بس هالمرّة دموع فرح معجونة بإيمان ورجا ورجفة قلب بِحِب وبيوثق ورعشة جسم هزيل تعّبو الوقت بس الرّب ريّحوا. وصوت عم يرجف من العمر والفرح: “هلأ إنتَ يا رب عنجد كنت سامع طول هالفترة صلاتي وشايف دموعي وحاسس بألمي؟!”
صح، بمنطق البشر كانت صلاة يعقوب جنون، بس بمنطق الرّب كانت صلاة معجونة بإيمان عظيم ومجبولة بثقة كبيرة.
صح، الحكاية عمرا ما كانت سهلة بس الصّلا بتشق طريق بالبحر وبتخلّي العاقر إم لولاد كتار، وبتشفي، وبتحيي من الموت، وبتطهّر…
لو قد ما طال الوقت أوعى توقّف صلا، أوعك توقّف تقول “يا رب”، أوعى تزهق وصدقني رح تشوف نتايجها حتّى لو بعد سنين، حتّى لو إنت نسيت الرّب ما بينسى لأنّو أمين… صدّقني كلا قصّة وقت: الرّب ما كان مشغول عن يعقوب بس كان عم يصنع من يوسف ملك.