تابعونا على صفحاتنا

مقالات

فَعَلَ الرَّبُّ يَسوع كُلّ ما يَلزَم، لِنُكَمِّلَ نَحنُ عَمَلَهُ!

إِنَّ العالَمَ بِكُلِّ أَبعادِ وُجودِهِ يَستَمِرُّ مِنْ خِلالِ إِستِخدام وَتَطوير كُلّ الإِرث الصِناعيّ وَالتَربويّ وَالمِهَنيّ وَالأَخلاقيّ وَالعِلميّ وَالرُّوحيّ. كُلّ هَذِهِ أَخَذَت لَها مَكانًا في حَياةِ الإِنسانِ الخاصَّة وَالإِجتِماعيَّة. الغايَةُ مِنْها سَدّ فَراغ قَلبِ الإِنسان، أَيْ تَلبِيَة حاجاتِهِ الضّرورِيَّة وَمِنْ ثُمَّ الثانويّة. عَلى سَبيلِ المِثال، في العُصورِ القَديمَة كُنّا نَحتاجُ إِلى طَبَّاخينَ وَإِلى صِناعِيّينَ وَإِلى مُعَلِّمين، وَما زالِنا نَحتاجُ إِلَيهِم وَبِشَكلٍ ماسّ وَلَكِنْ بِطَريقَةٍ مُتَطَوّرَة وَمُختَلِفَة عَنْ الماضي.

صَحيحٌ أَنَّ الإِنسانَ دائِمًا يَسعى إلى التَطَوّر، وَلَكِنْ أَكثَر ما يَحتاجُهُ هوَ اكتِشافَ دَعوَتِهِ، الَّتي فيها يَختَبِر هُوِيَّتَهُ كَإِنسانٍ، فَيَعرِفَ مَعنى وُجودِهِ وَالرِّسالَة الَّتي عَلَيهِ أَن يَحمَلِها لِذاتِهِ وَلِكُلّ مَنْ يَلتَقيهِم طَوالَ حَياتِهِ الزَّمَنِيَّة. إِنطِلاقًا مِنْ هُنا نَستَطيعُ أَن نَفهَم لِماذا دَعا الرَّبَّ يَسوع التّلاميذ الإِثنَي عَشَر، وَلِماذا دَعا الكَنيسَةَ، وَيَدعو كُلَّ شَخصٍ مِنَّا لِنَكونَ وَفقًا لِما أَرادَهُ مِنَّا أَن نَكون.

لَقَد دَعا الرَّبَّ يَسوع رُسُلَهُ لِيَقوموا بِالرّسالَة وَالخِدمَة ذاتَها الَّتي كانَ قَد انطَلَقَ فيها. إِنطِلاقًا مِنْ هُنا نَكتَشِف أَنَّ رابِط العَلاقَة بَينَ يَسوع وَرُسُلَهُ جَعَلَهُمْ يَكتَشِفونَ دَعوَتِهِ لَهُم عَلى أَساسِ اكتِشافِهِم لِهُوِيَّتِهِم مِن خِلال أَقوالِهِ وَأَفعالِهِ وَارتِباطِهِ بِهِم. لَقَدْ خَلَقَنا اللهُ على صورَتِهِ كَمِثالِهِ، فَمِن دونِ الدُّخولِ بِعَلاقَةٍ شَخصِيَّةٍ مَعَهُ مِنْ خِلالِ الصّلاةِ وَبِواسِطَةِ الرَّبَّ يَسوع لَنْ نَستَطيعَ أَن نَكتَشِفَ هُوِيَّتَنا وَلا دَعوَتَنا.

كُلُّ شَخصٍ يُريدُ أَن يَبرَعَ في عَمَلٍ ما أَو مِهنَةٍ ما أَو تَخَصُّصٍ ما، عَلَيهِ بِالأَوَّل أَن يَتَتَلمَذ وَيَتَعَلَّم. هكذا هي الحالُ مَع الرَّبّ، لَنْ نَستَطيعَ أَن نَسمَعَ صَوتَ الرَّبِّ يَدعونا لِنَكونَ قِدّيسين، وَلِنَبنيَ العالَم وَفقًا لِمَلَكوتِهِ كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ على الأَرضِ، إِذا لَم نَركُن إِلى الصّلاةِ الصّادِقَة. وَلا نَستَطيعُ ذَلِكَ إِذا لَمْ نَرغَب في مَعرِفَةِ الرَّبِّ لَنا. كُلُّ شَخصٍ حُرّ يَختارُ دَورَهُ في الحَياةِ انطِلاقًا مِن إِعجابِهِ وَرَغبَتِهِ بِما يَراهُ مُناسِبًا لَهُ. لِذَلِكَ نَحنُ بِأَمَسِّ الحاجَة لأن نَعرِفَ الرَّبَّ يَسوع مِن خِلالِ الإِنجيل المـُقَدَّس، وَنَعرِفَ تَعليمَهُ.

أَوَّلُ تَعليمٍ على كُلِّ واحِدٍ مِنَّا أَن يُتقِنَهُ، هوَ مَعرِفَةُ كَلِمَة اللهِ، لَيسَ على مُستَوى الحَرف، بَل على مُستَوى الرّوحِ وَالمـَعنى. عِندَئِذٍ سَنَختَبِرُ دَعوَة يَسوع الشّخصِيَّة لِنا، فَمَعَهُ نَكتَشِفُ ما لَدَينا مِن مَواهِبَ روحِيَّة. في حَقلِ العالَم سَنَكتَشِفُ أَنَّنا مَدعوّينَ لِأَنْ نُجيبَ على حاجاتِنا الشخصيَّة وعلى حاجاتِ العالَم، إِنطِلاقًا مِنْ جَوابِ يَسوع الخَلاصي. هُنا نَكتَشِف ما مَعنى أَن نَكونَ مَسيحيّينَ في عالَمٍ مُظلِم وَغَيرَ عادِلٍ وَظالِم. نَكتَشِف أَنَّهُ عَلَينا أَن نُجيبَ دائِمًا عَلى الشّرّ بِالخَير، وَعلى السّوءِ بِالبَرَكَة، وَعلى العُنفِ بِالمـُصالَحة وَالغُفرانِ وَالسّلام.

سَهلٌ عَلَينا أَن نَعرِفَ النّقص، وَأَن نَنتَقِدَ الأَعمال السيّئَة، وَلَكِن لَيسَ المَطلوبُ مِنَّا ذَلِكَ، بَل عَلَينا أَن نَملَأَ نَقصَ العالَم بِالمـَحَبَّة وَبِالكَلِمَة الَّتي تَبني. لِذَلِكَ عَلَينا أَن نَسأَلَ أَنفُسَنا كُلَّ يَومٍ هَل أَعيشُ دَعوَتي المـَسيحيَّة وَأُنادي بِأَعمالي بِمَلَكوتِ السَّموات، أَم على العَكسِ من ذَلِك؟

في وَقتٍ العالَم يُعَلِّمُنا أَن نُعطي مِمَّا لَدَينا وَأَنْ نَنتَظِر الأَجرَ بِالمُقابِل، يُعَلِّمُنا يَسوع أَن نُعطي ذَوتَنا، مِمَّا قَد أَعطانا إِيَّاهُ في أَصلِ هُوِيَّتِنا وَدَعوَتِنا وَوجودِنا، وَهذِهِ هيَ رِسالَتُنا. لَن نستَطيعَ نَشرَ مَلَكوتِ السّمواتِ، إِذا كُنَّا غَيرَ مُؤمِنينَ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس الَّذي يَعضُدُنا وَيُساعِدنا لِنَكرِزَ باسمِ يَسوع، فَمَعَهُ نَستَطيعُ كُلّ شَيء، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!