تابعونا على صفحاتنا

مقالات

زَيتُ الإِيمان: الأَعمالُ الصَّالِحَة

موقع Allah Mahabba زَيتُ الإِيمان: الأَعمالُ الصَّالِحَة

      عِندَ قِراءَتنا للإنجيل، نَسمَع يَسوع يَتَكَلَّمُ دائِماً عَنْ مَلَكوتِ اللهِ، مُستَخدِماً الأَمثال، لِيُقَدِّمَ لَنا العِبرَة وَالمـُعنى. نَسمَعُ اليَوم مَثَل العَذارى الحَكيمات وَالعَذارى الجاهِلات، فَإِلى أَيٍّ مِنْهُما نَحنُ أَقرَب؟

       كِلاهُما تَطَلَّعا إِلى لِقاء العَريس. كِلاهُما استَعَدَّا إِلى هذا اللِّقاء. كَلاهُما سَهِرا وَتَعِبا وَجَميعَهُنَّ نَعِسنْ، لَكِنَّ الحَكيمات، كانَ لَدَيهِنَّ الزَّيتَ الكافي، لِكَي يُشعِلنَ مَصابيحِهِنَّ وَقتَ الضَّرورَة لِكَي يَتَّجِهْنَ إِلى لِقاء العَريس. إِذاً، النُّقطة الأَساسِيَّة وَالمِحوَرِيَّة نَجِدُها في هَذِهِ الكَمِّيَّة الإِضافِيَّة مِنَ الزَّيت. ماذا تَعني هَذِهِ الإِضافَة الَّتي جَعَلَت مِنْ هَؤلاءِ العَذارى الخَمس حَكيمات، وَجَعَلَتْهُنَّ يَبلُغنَ إِلى لِقاءِ العَريس؟

       يَرمُزُ الزَّيت في هذا النَّصّ الإِنجيليّ إِلى الإِيمان، وَبِالتَّالي العَشرَة عَذارى لَدَيهِم الإِيمان، أَمَّا اللَّواتي عُرِفنَ بِالحَكيمات، ارتَبَطَ إِيمانُهُنَّ بِالأَعمال، وهذا ما جَعَلَهُنَّ يَلتَقيَنَّ بِالعَريس. مِن هُنا نَكتَشِف وَنَتَعَلَّم أَنَّ الإِيمان لا يَعني أَن نَكتَفي بِالقَول: أَنا أُؤمِن،… وَأَنا أُصَلّي،… وَأَنا أُريد أَن أَبلُغ الحَياة الأَبَدِيَّة… . السُّؤال الأَساسيّ كيفَ أَعيشُ إِيماني، وَكَيفَ أُصَلّي، وماذا أَفعَل لِأَتجاوَب مَع دَعوة الرَّبّ لي؟

       يَدعونا يَسوع مِن خِلالِ هذا المـَثَل لِنَكونَ حُكَماء، وما يَجعَلُنا نُحَقّق هَذِهِ الدَّعوَة هيَ ثَلاثَة أَفعال: أَعرِف، أُريدُ، أَعمَل. تُختَصَرُ كُلُّها بِالمَـَحَبَّة. أَوَّلاً، نَحنُ مَدعُوُّون لِأَن نَعرِفَ بِمَنْ نُؤمِن، وَمَعرِفَتُنا عَلَيها أَن تَكون مَبنِيَّة على الإِيمانِ العامِلِ بِالمَحَبَّة. ثانِياً، نَحنُ مَدعُوّون لِأَن نَقبَل الرَّبَّ يَسوع كَعَريسٍ سَماويّ في حَياتِنا، وَبِالتَّالي بِكُلِّ إِرادَتِنا وَحُرِّيَّتِنا عَلَينا أَن نَختارَهُ على أَساسِ مَحَبَّتِنا لَهُ، واضِعينَ كُلَّ رَجاءَنا فيهِ وَحدَهُ. ثالِثاً، نَحنُ مَدعُوّونَ لِأَن نُحَقِّق مَعرِفَتَنا وَإِرادَتَنا مِنْ خِلالِ العَمَل، أَي أَن نُجَسِّدَهُما مِنْ خِلالِ المـُواظَبَة وَالأَمانَة وَالسَّهر. هذا لا يَعني أَنَّنا لَنْ نَتعَب، وَلَكِن مِن خِلالِ تَعليمِ يَسوع، نَعرِف أَنَّنا سَنَقطُفُ ثَمَرَةَ اللِّقاءَ بِهِ.

      فَلنَطلُب مِن يَسوع، أَن يُنيرَ عُقولَنا بِمَعرِفَتِهِ وَيَملأَ قُلوبَنا بِمَحَبَّتِهِ، وَإِرادَتَنا بِقُوَّتِهِ، وَأَن يُنَقِّيَ كامِل حَواسَّنا بِروحِهِ القُدُّوس، لِئَلَّا نَمضي حَياتَنا عَلى الأَرضِ وَنَحنُ لا نَسعى إِلى لِقائِهِ وَمَجيءِ مَلكوتِهِ في وَسَطِنا. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!