موقع Allah Mahabba ما يَجِب عَلَينا تَأدِيَتُهُ لله!
عُرِفَ الرَّبُّ يَسوع كَرابّي وَمُعَلِّمٍ مُمَيّزٍ في إِسرائيل، لَيسَ فَقَط عَلى مُستَوى تَعليمِهِ ذاتُ السُّلطان، وَلَكِن انطِلاقًا مِنْ شَخصِيَّتِهِ الرَّصينَة وَالصَّادِقَة. حَتَّى خُصومَهُ لَم يَستَطيعوا أَن يُنكِروا ذَلِكَ، رُغمَ مُحاوَلاتِهِم المـُتَكَرِّرَة لإِحراجِهِ أَمامَ الجُموع.
مِن خِلالِ سُؤالِهِم لَهُ: “أَيَحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟”، وَعلى وَقعِ رَدِّهِ عَلَيهِم: “أَدُّوا إِذاً لِقَيصَر ما لِقَيصَر، وَلله ما لله”، نَكتَشِف مَوقِف الرَّبَّ يَسوع مِنَ السِّياسَة.
أَرادَ الفَرّيسيّونَ وَالهيرودسِيّون مِن خِلالِ سُؤالِهِم أَن يُحرِجوا يَسوع أَمامَ السُّلُطاتِ الدّينيَّة، وَأَمامَ الحُكّام الرُّومانِيّين. لَو أَجابَ يَسوع لا تُؤَدّوا الجِزيَةَ لِقَيصَر، كانَ بَذِلَك حافَظَ على الخَطّ اللَّاهوتيّ التَّقليديّ اليَهوديّ الَّذي يَرفض إِشراكَ أَيْ سُلطَة مَدَنِيَّة مَع سُلطَةِ اللهِ على شَعبِهِ. لكانوا أَيضاً قالوا فيه أَنّهُ ضِدّ الحُكم الرّوماني، وَبالتّالي أَصبَحَ مِن حزب الغيوريّين، وَأَصبَحَ لَدَيهِم السّبَب لِيَشتَكوهُ إِلى الرّومان، حتّى يَتخَلّصوا مِنه. وَلَو أَجابَ يَسوع بِشَكلٍ قاطِع على وجوب تَأدِيَة الجِزيَة لِقَيصر وهوَ غافِلٌ عَنْ مَركَزِيَّة سُلطَةِ اللهِ عَلى شَعبِهِ، لَكانَ أَصبَحَ تَماماً مِثلَ العَشّارين، وَبِالتَّالي يُصبِحُ خائِناً لِأُمَّتِهِ.
رَدَّ يَسوعُ على خُصومِهِ بِحِكمَتِهِ المـَعروفَة، وَذَلِكَ انطِلاقاً مِنَ الصُّورَة المَسبوكَة عَلى النُّقودِ المـَعدَنِيَّة وَالَّتي تَعودُ إِلى قَيصَر. إِستَعمَلَ يَسوع مِعيار العَدالَة، وَالّتي هيَ مِن أُسُسِ العَمَلِ السِّياسيّ. أَكَّدَ يَسوع عَلى ضَرورَةِ العَدالَة الَّتي تَحتَرِم القَوانين وَكَرامَة الشَّخص البَشَريّ وَحُرِّيَّتِهِ. في الوَقتِ نَفسِهِ جَعَلَ العَلاقَة مَع اللهِ أَسمى مِنْ أَيِّ بُعدٍ سِياسيّ وَاجتِماعيّ، فَهيَ تَقومُ بِالأَساس عَلى مَعرِفَةِ الإِنسان عَلى أَنَّهُ مَخلوقٌ على صورَةِ اللهِ كَمِثالِهِ. هذا يَعني وَفقاً لِمَضمون الوَحي الإِلَهيّ أَنَّهُ دُعِيَ إِلى القَداسَة، لَيسَ انطِلاقًا مِن تَطبيقِهِ لِشَرائِعَ وطقوسٍ وَضَعَها الإِنسان، إِنَّما بِعَيشِهِ روحَ البُنُوَّة الَّتي تَجَلَّت بِتَجَسُّدِ الكَلِمَة.
نَتَعَلَّم مِن يَسوع أَنَّنا كَمَسيحيّين، بِقَدَرِ ما نُعيدُ صورَةَ اللهِ إِلى وجوهِنا، نَستَطيعُ أَن نَكونَ عادِلينَ وَرُحَماء في المـَجتَمَع. مِن خِلالِ تَعليمِهِ نَكتَشف أَنَّنا نَستَطيعُ أَن نَعيشَ في العالَم، وَلَكِن لَيسَ وَفقاً لِفِكرِ العالَم، بَل انطِلاقًا مِن دَعوَتِنا في نَشرِ سَلامَ المَلَكوت. فَلنَطلُب مِنْ يَسوع أَن يُعطينا حِكمَةَ الرُّوحِ القُدُس، فَنُمَيِّزَ خَياراتِنا وَفقاً لصورَتِهِ فينا. آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!