موقع Allah Mahabba يَسوعُ يَقطَعُ المـَسافَة… وَأَخيرًا يَستَجيبُ لَكَ!
يُخبِرُنا مَتَّى الإِنجيليّ أَنَّ يَسوع بادِئَ الأَمرِ، تَوَجَّه في بِشارَتِهِ إِلى أَبناءِ إِسرائيل، وَمِنْ ثُمَّ إِلى السَّامِريّينَ وَالوَثَنِيِّين، وَكانَ كُلُّ ذَلِكَ ضُمنَ حُدودِ الجَليلِ وَاليَهودِيَّة. يَعودُ يَسوع وَيَنطَلِق باتِّجاهِ أَرضِ كَنعان إِلى مَدينَتَي صورَ وَصَيدا (جَنوب لُبنان اليَوم). كانَت تُعتَبَر هَذِهِ الأَرض بِحَسَبِ الفِكرِ اليَهوديّ أَرضٌ نَجِسَة، فَمِنْها أُوتِيَ بآلِهَةِ الأَوثان إِلى هَيكَلِ اللهِ أُورَشَليم على يَدِ امرأَةِ المـَلِكِ سُلَيمان. المـُعتَقَد اليَهوديّ يَقول بِسَبَبِ هَذهِ العِبادَات الوَثَنِيَّة، غَضِبَ اللهُ عَلى شَعبِهِ، فَدُمِّرَ الهَيكَل، وَسُبِيَ الشَّعب إِلى بابِل وَأَشور.
إِلتَقى يَسوع في أَرضِ كَنعان، بامرأَةٍ لَها طِفلَة تَتَخَبَّطُ بِروحِ الشّيطان. مَوقِفُ يَسوع يُبرِزُ مَوقِف المُؤمِن اليَهوديّ الَّذي لا يُحاوِر الوَثَنِيّين، فيما هيَ تَتَوَسَّلُهُ قائِلَةً: “رُحماكَ يا رَبّ! يا ابنَ داود…”. كَذَلِكَ أَيضاً كانَ مَوقِفُ التَّلاميذ أَكثَر تَشَدُّداً مِن مَوقِفِ مُعَلِّمِهِم، فَهُم لا يُطيقونَ سَماعَ صَوتِها حَتَّى.
لَم تَتَراجَع المـَرأَة الكَنعانِيَّة بِسَبَبِ مَوقِفِ يَسوع وَتَلاميذِهِ مِنها، بَل على العَكس أَصبَحَ مَطلَبُها بِنَجاةِ ابنَتِها، فِعلَ تَأكيدٍ عَلى أَمرَيْن: أَوَّلاً، إِيمانُها أَنَّ يَسوع هوَ الرَّبّ، وَهوَ المـَسيحُ المـُنتَظَر لِذَلِكَ نادَتْهُ بابنِ داود. ثانِياً، صِدقُ مَحَبَّتِها فَهيَ تُريدُ خَلاصَ ابنَتِها مِنْ قَبضَةِ الشّرّير.
لَقَد امَتَحَن يَسوع إِيمانها عَنْ طَريقِ كَلامِهِ المـُحرِج، وَبِجَوابِها أَبرَزَت أَمرَيْن: حِكمَتَها وَإِصرارَ إِيمانِها. بهذِهِ الطَّريقَة أَكَدَّت أَنْ لا خَلاصَ خارِجَ شَخصِ يَسوع. إِمَّا تَفوزُ باستِجابَةِ طَلَبِها أَو تَخسَر نِهائِيّاً. لَم يَحتَوي تَوَسُّلَها على أَيِّ ارتِيابٍ، بَل على العَكس كانَت واثِقَةً أَنَّ الرَّبَّ يَسوع سَيَستَجيبُ لَها، وَهَكذا كان.
تُذَكِّرُنا هَذِهِ الأُعجوبَة، بِأُعجوبَةِ إِيليَّا مَع إِمرأَةِ صَرفَت صَيدا في تِلكَ الأَرضِ نَفسِها. مَجيءُ يَسوع إِلى تِلكَ الأَرضِ وَبِشارَتِهِ فيها، يُؤَكِّد أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ اليَهود، وَلَكِن لَيكونَ لِجَميعِ النَّاس، وَبِخاصَّةٍ مَن هُمْ مُقَيَّدينَ بِسَلاسِلِ إِبليس. إِيمانُ المـَرأَة الكَنعانِيَّة يُسائِل كُلّ واحِدٍ منَّا، إِذا كُنَّا نَلتَمِسُ يَسوع بِكُلّ ثِقَةٍ وَثَباتٍ. إِيمانُها يُعَلِّمُنا أَمرَين: أَوَّلاً أَن نَعرِف ماذا نُريد عَن طَريقِ المـَحَبَّة. هي طالَبت بِخَلاصِ ابنَتِها لِأَنَّها تُحِبُّها. ثانِياً أَن نَعرِف مَنْ هوَ يَسوع الَّذي نَطلُب مِنهُ، إِنَّهُ المـَسيحُ الرَّبّ الَّذي أَتى لِيُخَلِّصَنا. عِندَئِذٍ نَعلَم كَيفَ يَسوع يَعمَل في حَياتِنا، فَهوَ مُستَعِدٌّ لِأَن يَنزِلَ مِن عُلا سَماءِ مَجدِهِ، إِلى أَعماقِ قُلوبِنا المـُظلِمَة، لِكَي يُحَرِّرَنا وَيُخَلِّصنا وَيَشفينا؛ إِنَّهُ المَحَبَّة. آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!