تابعونا على صفحاتنا

مقالات

ميِّز ما زُرع فيكَ، وكُن صبوراً!

pb. www.freepik.com

موقع Allah Mahabbaَ ميِّز ما زُرع فيكَ، وكُن صبوراً!

              

أعطى يسوعُ مثل الزُّؤان والقمح، ضمن سلسلة الأمثال الأرضيّة لملكوت السّموات، والّتي استخدمها على مثال الأنبياء ووفق الطّريقة المـُعتمدة لدى الرّابيّين المـُعاصرين لهُ، لكنّهُ دائماً ما تكلّم عن ملكوت الله، والغايةُ هي معرفة مشيئة الله في حياتنا لكي نبلُغ المـلكوت الّذي أعدّهُ لنا.

             يتميّزُ تعليمُ الرّبّ يسوع بالرُّوحانيّة الواقعيّة، الّتي اتّسمت بتجسُّده كإلهٍ حقّ، فهو يُريدُنا أن ننظُر إلى أنفُسنا نظرةً واقعيّةً أو بتعبيرٍ روحيّ أن نفهم أنفُسنا بروح التّواضُع حيثُ نعترف بما نحنُ عليه من ضُعفٍ وقُوّة، من نعمةٍ وخطيئة.

             يُلقي يسوعُ علينا مثل الزُّؤان والقمح، مُصوّراً كيان الإنسان بمثابة الأرض الّتي تتلقّى البزر، بعضُهُ أُلقي في النُّور، والبعض الآخر في الظُّلمة، ومعناهُ أنّنا من خلال كلمة الله والرُّوح القُدُس وكُلّ ما صنعهُ الرّبّ يسوع من أجلنا، نعلمُ ونُدركُ أنّنا خُلقنا من الله ودعوتنا هي القداسة، ولكن هُناك جانبٌ مُظلمٌ فينا، إنّها الخطيئةُ الّتي تعملُ فينا، تجعلُنا مُربكين بحالةٍ من الإرتياب والشّكّ حول هُويّتنا ودعوتنا، ويعلو صوتها فينا لنكون للعالم لا لله. انطلاقاً من هُنا نعيشُ صراعنا الرُّوحي حول من نُريدُ أن نكون، أنُريدُ أن نُعطي ثمار الخير والقداسة قابلين بزر القمح، أم نُريدُ أن نُعطي ثمار الشّرّ والخطيئة قابلين بزر الزُّؤان؟        يتوقّفُ الأمرُ على اختيارنا، ويتحقّقُ في بُعد الزّمن، ولكن نتيجتُهُ وفق تعليم يسوع هي لا تعني فقط حياتنا الزّمنيّة، إنّما تعني الأبديّة. انطلاقاً من هُنا يدعونا يسوع لنبدأ بإصلاح نُفوسنا، لا بمُعاداة ما فينا من ضُعفٍ ونقصٍ وخطيئة، إنّما عن طريق التّواضُع والرّحمة والصّبر، إنّهُ يدعونا لنقبل كلمتهُ الخلاصيّة الّتي تُنمّي فينا الإيمان والرّجاء والمحبّة، لا أن نقبل أيّ كلامٍ آخر آتٍ من مصدرٍ آخر، يجعلُنا في حالة ضياعٍ وثورةٍ تُجاه أنفُسنا. فلنطلُب من يسوع نعمة الصّبر وطول الأناة والرّحمة ونحنُ في مخاض ولادتنا الرُّوحيّة. آمين.

 

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!