تابعونا على صفحاتنا

مقالات

راحةُ العُطلة: قلبُ يسوع المطعون بالحربة!

موقع Allah Mahabbaَراحةُ العُطلة: قلبُ يسوع المطعون بالحربة!

إذا طُلب من أيّ إنسانٍ أن يختار بين التّعب والرّاحة، لاختار الرّاحة على التّعب، والعُطلة على العمل. كُلُّ واحدٍ منّا يُريدُ الرّاحة ولكن ليس هُناك من راحةٍ من دون حُرّيّة، وليس هُناك من حُرّيّةٍ حقيقيّة، خارج الحقّ الّذي يُعرف في الخير، حيثُ يعرف قلبُنا السّلام. إنطلاقاً من حاجتنا العميقة هذه، نستطيعُ أن نفهم دعوة يسوع لنا: “تعالوا إليّ جميعًا أيُّها المـُرهقون المـُثقلون، وأنا أُريحُكم” (متّ 11: 28).
نحنُ نُطالب يسوع في صلاتنا الشّخصيّة أن يُعطينا الرّاحة، أن يُريحُنا من أعبائنا، ويحمينا من كُلّ شيءٍ يُؤذينا، ويُبعد عنّا كُلّ شرٍّ، وكُلّ شيءٍ يُعكّرُ هُدُؤنا وسلامنا، ولكن في الوقت عينه نخافُ أن يُطالبنا بإلتزامٍ نخافُ مُسبقاً من أن يسلُب منّا حُرّيّتنا.
رُبّما إذا لم يكُن هُناك من مصائب ومشاكل في حياتنا، هلّ كُنّا نُصلّي ونُطالبُ الرّبّ أن يكون حُضورهُ فاعلاً في حياتنا؟
لقد جاء يسوع لتكون لنا الحياةُ، وتفيض فينا (راجع، يو 10: 10). هو وحدهُ يستطيعُ أن يُعطينا الرّاحة في التّعب، وأن يُعطينا السّلام في المحنة والإضطهاد، وأن يُعطينا القُوّة في الضُّعف، لأنّ نورهُ يُشرقُ في الظُّلُمات ولا تُدركُهُ الظُّلُمات. ولكي نُدرك عطيّة يسوع لنا: سلامهُ الّذي لا يستطيعُ العالم أن ينزعهُ منّا، علينا أن نسأل أنفُسنا إذا كان هو الأوّلُ في حياتنا. إذا كُنّا نُحبُّهُ فوق كُلّ شيءٍ. إذا كُنّا شاكرين لهُ على فدائه لنا، وعلى قيامته الّتي حقّقها من أجلنا. إذا كُنّا نثقُ أنّهُ معنا وأنّهُ يُحبُّنا، ولن يدع شيئاً إلّا ويستخدمُهُ لخلاصنا. وإذا كُنّا نسعى لنفهم مشيئتهُ أكثر في حياتنا. جوابُنا الواضح والصّريح لأنفُسنا على هذه الأسئلة، يُساعدُنا لنفهم أين يكمُنُ مصدرُ تعبنا وإرهاقنا.
لقد وعدنا يسوعُ في الرّاحة والسّلام، ولكن مع حمل الصّليب وقبول الإضطهاد، وبالتّالي هو يدعونا إلى حالة جسده المـُمجّد القائم من المـوت، هذه الحالة الّتي عرفها القدّيس بُولُس: “إنّ لنا هذا الكنز نحملُه في آنيةٍ من خزف لتكون تلك القُدرةُ الفائقةُ لله لا من عندنا. يُضيّقُ علينا من كُلّ جهةٍ ولا نُحطّم، نقعُ في المآزق ولا نعجزُ عن الخُروج منها، نُطاردُ ولا نُدرك، نُصرعُ ولا نهلك، نحملُ في أجسادنا كُلّ حينٍ موت المسيح لتظهر في أجسادنا حياةُ المسيح أيضاً” (2 قور 4: 7 – 10).
إنطلاقاً من حياة يسوع وكُلّ القدّيسين الّذين عرفوا قُوّة قيامته، علينا ألّا نطلُب منهُ حياةً وراحةً خارج الصّليب، بل حياةً في صُلب المحبّة، لأنّنا منها ننهلُ القُوّة ونأخُذُ المعنى، فنستطيعُ أن نحتمل كُلّ شيءٍ، بطول أناةٍ وصبرٍ وتواضُعٍ ووداعة.
فلنطلُب من يسوع بإيمانٍ حارّ، أن نكون تلاميذ حقيقيّين لهُ، حيثُ نجدُ سلامهُ يملأ قُلوبنا وضمائرنا، فلا نعُد نسعى إلّا لغايةٍ واحدة، أن نكون مُتّحدين به بقُوّة محبّته الّتي غلبت ما فينا من موتٍ ويأسٍ وتعبٍ وخوف. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!