موقع Allah Mahabbaَموقِفُ يَسوع وَنَظرَتُهُ لِواقِعِ حالِنا، يُسائِلُ كُلّاً مِنّا!
“وَرأَى الجُموعَ فَأَخَذَتْهُ الشَّفَقَةُ عَلَيْهِم، لِأَنَّهُم كانوا تَعبينَ رازِحينَ، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها” (متّ 9: 36)
مِن خِلالِ كَلِماتِ الإِنجيلِ هَذِهِ، نَجِد أَنفُسنا مَدعُوّينَ لِنُجيبَ عَلى السُّؤال التَّالي:
ما هوَ مَوقِفي مِنَ واقِعِ الحَياةِ الَّتي أَعيشُها، وَبِخاصَّةٍ مِنَ الأَحداثِ المـُؤلِمَة وَالمـُحزِنَة الَّتي تَجري في العالَم؟ في الوَقتِ عَينِهِ، هَذِهِ الأَحداث نَفسُها تَجعَلُنا نَسأَل أَيضاً: “أَينَ هوَ الله مِمَّا يَجري مِن شَرٍّ وخَطيئَةٍ في العالَم؟ ما هوَ مَوقِفَهُ؟ لماذا لا يَتَدَخَّل إِن كانَ هوَ إِلَهُ الخَيرِ وَالمَحَبَّة وَالحَقّ وَالحُرّيَّة؟
كُلُّ شَخصٍ مِنَّا هوَ بِحاجَةٍ عَميقَة لِيَكتَشِف على مُستَوى اختِبارِهِ الرُّوحيّ، نَظرَة اللهِ نَحوَهُ، وَأَن يَلمُسَ حُضورَهُ المـُحِبّ.
مَوقِف يَسوع في الإِنجيلِ يُذَكِّرُنا بِمَوقِفِ الله نَفسُهُ عِندَما خاطَبَ موسى في العُلَّيقَة، قائِلاً: “لَقَد رَأَيتُ مَذّلَّةَ شَعبي، وَأَنا نازِلٌ لِأُخَلِّصَهُم” (خر 3: 7). فاللهُ عِندَها بَدَأَ عَمَلَهُ الخَلاصيّ المـَلموس، مِن خِلالِ شَخصِ موسى الَّذي لَبَّى الدَّعوَة، قَبلَ أَيِّ أَمرٍ خارِق.
مَريَمُ العَذراء في نَشيدِ التَّعظيم، تُؤَكِّد عَلى مَعرِفَتِها الشَّخصِيَّة لِنَظرَةِ اللهِ، فَتَقول: “تُعَظِّمُ نَفسي الرَّبَّ، وَتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضِعَةِ أَمَتِهِ…”. (لو 1:46 – 48) بِالتَّالي هيَ عَرَفَت نَظرَة وَمَوقِف اللهِ الخَلاصيّ وَالمُـحِبّ.
هَذِهِ الإِختِبارات الرُّوحيَّة، الَّتي يُوَثِّقُها لَنا الكِتابِ المـُقَدَّس، تُبَيِّنُ لَنا السَّبَبَ الأَساسيّ لِمَشروع الله وَتَدبيرِهِ، وَهوَ الخَلاص. تُبَيِّنُ لَنا أَيضاً أَنَّهُ المَحَبَّة فَهوَ يَشعُرُ بِآلامِ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ لا يَستَخدِمُ سُلطانَ القُوَّة وَالقُدرَة.
لَقَد نَظَرَ يَسوع إِلى تَعَبِ النَّاسِ وَإِلى إِرهاقِهِم، وَكانَ لَهُ مَوقِفٌ عَبَّر عَنْهُ في ثَلاثَةِ أُمور: كَلِمَة وَفِعل وَدَعوَة.
كَلِمَتَهُ نَبَعَت مِن صَلاتِهِ وَمُناجاتِهِ للآبِ السَّماويّ. وَفِعلُهُ هوَ الآيات وَالعَجائِب الَّتي أَجراها لِيَشفي الإِنسان. وَالدَّعوَة، إِذْ أَرادَ يَسوع أَن يَبقى عَمَلَهُ الخَلاصيّ جارِياً وَمُستَمِرًّا في التَّاريخ مِن خِلالِ الرُّسُل الَّذينَ دَعاهُم، وَمِن خِلالِ الكَنيسَة، وَمِن خِلالِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا. هوَ الَّذي قالَ: “إِنَّ الحَصادَ كَثير، أَمَّا العَمَلَة فَقَليلون” (مَتّ 9: 37).
لِكَي تَتَحَقَّق مَشيئَتُهُ الإِلَهِيَّة فينا، نَعودُ لِنَسأَل أَنفُسَنا، ما هوَ مَوقِفُنا مِن واقِعِ حَياتِنا، بِخاصَّةٍ مِن جانِبِها المـُؤلِم وَالمـُظلِم؟ باستِطاعَتِنا التَّذَمُّر، وَأَيضاً إِلقاءِ المـَلامَة على الرَّبّ في وَقتٍ هوَ تَعاضَدَ مَعَنا حَتَّى مَوتِ الصَّليب، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَحَبَّنا.
وَحدَهُ الحُبّ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس، يَجعَلُنا نَتَّخِذ مَوقِف الرَّبَّ يَسوع، وَيَجُعَلُ جَوابَنا أَعمالَ خَيرٍ وَرَحْمَة، بَدَلاً مِن أَن يَكونَ جَوابَ مَلامَةٍ وَتَذَمُّر. مَحَبَّةُ اللهِ هيَ الَّتي تَشفي، وَتُحَرِّر وَتُخَلِّص.
يَشهَد القِدّيس بُطرُس في أَعمالِ الرُّسُل عَلى نَمَطِ حَياةِ يَسوع قائِلاً: “وأَنتُم تَعلَمونَ الأَمرَ الَّذي جرى في اليَهودِيَّةِ كُلِّها وكانَ بَدؤُه في الجَليل بَعدَ المَعمودِيَّةِ الَّتي نادى بِها يوحَنَّا، في شأنِ يسوعَ النَّاصِرِيّ كَيفَ أَنَّ اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة، فمَضى مِن مَكانٍ إِلى آخَر يَعمَلُ الخيرَ ويُبرِئُ جَميعَ الَّذينَ استَولى علَيهم إِبليس، لأَنَّ اللهَ كان معَه”. ونَحنُ شُهودٌ على جَميعِ أَعمالِهِ في بِلادِ اليَهودِ وفي أورَشَليم” (10: 37 – 39).
يَبقى الخَيارُ أَمامَنا مَفتوحاً، إِمَّا أَنْ نَختارَ مَوقِفَ يَسوع، أَو أَن نَختارَ مَوقِفَ العالَم، وَعِندَها نَكونُ غَيرَ مُبالينَ وَأَنانيّين، وَمُتَذَمِّرين.
مَوقِفُ يَسوع، كَلِمَتُهُ وَفِعلْهُ وَدَعوَتُهُ لَنا، تُؤَكِّد مِنْ جَديد أَنَّهُ “وَديعٌ وَمـُتَواضِعُ القَلب” (مَتّ 11: 29).
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!