تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير

موقع Allah Mahabba  الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 2: 11 – 17

يا إخوَتِي، لَمَّا قَدِمَ كِيفَا إِلى أَنْطَاكِيَة، قَاوَمْتُهُ مُوَاجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِقُّ اللَّوْم.

فقَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أُنَاسٌ مِن عِنْدِ يَعْقُوب، كَانَ يُؤَاكِلُ الوَثَنِيِّين. وَلَمَّا جَاؤُوا أَخَذَ يَنْسَحِبُ ويَتَنَحَّى، خَوْفًا مِن أَهْلِ الخِتَانَة.

وجَارَاهُ سَائِرُ اليَهُودِ في مُحَابَاتِهِ، حتَّى بَرْنَابَا نَفسُهُ ٱنْجَرَّ بِمُحَابَاتِهِم.

ولكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُم لا يَسْلُكُونَ مَسْلَكًا مُستَقِيمًا، بِحَسَبِ حَقِيقَةِ الإِنْجِيل، قُلْتُ لكِيفَا أَمَامَ الجَمِيع: «إِنْ كُنْتَ، وأَنْتَ يَهُودِيّ، تَعِيشُ كَالأُمَمِ لا كَاليَهُود، فَكَيفَ تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَعيشُوا كَاليَهُود؟».

نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُود، لا خَطَأَةٌ مِنَ الأُمَم.

ولكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لا يُبَرَّرُ بأَعْمَالِ الشَّريعَة، بَلْ بِالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيح. لِذَلِكَ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ يَسُوع، لِكَي نُبَرَّرَ بِالإِيْمَانِ بِالمَسِيح، لا بِأَعْمَالِ الشَّريعَة، لأَنَّهُ مَا مِن بَشَرٍ يُبَرَّرُ بِأَعْمَالِ الشَّرِيعَة.

فإِنْ كُنَّا، ونَحنُ نَسْعَى أَنْ نُبَرَّرَ في المَسِيح، قَد وُجِدْنَا نَحْنُ أَيْضًا خَطَأَة، فهَلْ يَكُونُ المَسِيحُ خَادِمًا لِلخَطِيئَة؟ حَاشَا!

إنجيل القدّيس متّى 7: 1 – 12

قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا.

فَبِمَا تَدِينُونَ تُدَانُون، وبِمَا تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم.

مَا بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ؟

بَلْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيك: دَعْني أُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وهَا هِي الخَشَبَةُ في عَيْنِكَ أَنْتَ؟

يا مُرائِي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ أَوَّلاً مِنْ عَيْنِكَ، وعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا فَتُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيك.

لا تُعْطُوا المُقَدَّسَاتِ لِلْكِلاب. ولا تَطْرَحُوا جَواهِرَكُم أَمَامَ الخَنَازِير، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِها، وتَرْتَدَّ عَلَيْكُم فَتُمَزِّقَكُم.

إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبُوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم.

فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، ومَن يَطْلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَقْرَعْ يُفْتَحْ لَهُ.

أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟

أَو يَسْأَلُهُ سَمَكَةً فَيُعْطِيهِ حَيَّة؟

فَإِذَا كُنْتُم، أَنْتُمُ الأَشْرَار، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطايا صَالِحَة، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ يَمْنَحُ الصَّالِحَاتِ لِلَّذينَ يَسْأَلُونَهُ؟

فَكُلُّ مَا تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ لَكُم، إِفْعَلُوهُ لَهُم أَنْتُم أَيْضًا. هذِهِ هِيَ التَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاء.

التأمّل

يا مُرائيّ، أَخرِج الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوّلاً

يَسهُلُ عَلى كُلٍّ مِنَّا تَوصيفُ وَتَقييم وَانتِقادِ النَّاسِ على أَساسِ ما نَرى وَما نَسمَع، وَلَكِن يَصعُب عَلَينا بِمَكانٍ أَن نُدرِكَ وَنَفهَمَ جَيِّدًا، التَّمَوضُع الَّذي نَحنُ فيهِ، وَالزَّاوِيَة الَّتي مِن خِلالِها نَنظُر إِلى أُنفُسِنا أَوَّلًا وَإِلى اللهِ وَإِلى كُلّ مَن حَولِنا، وَكَم هِيَ عُنصُرٌ أَساسيّ في تَأثيرِها على مُعتَقَداتِنا وَقِيَمِنا وَمَبادِئِنا. كَيفَ لَنا أَن نَجِدَ السَّبيلَ الَّذي يُساعِدُنا عَلى إِدراكِ تَمَوضُعِنا الَّذي يَجعَلُنا مِن جِهَةٍ مُتَمايزينَ بِشَخصِيَّتِنا وَفَرادَتِنا، وَمِن جِهَةٍ أُخرى يُؤَثِّر جِدًّا على نَظرَتِنا لِلحَياة، وَقَد يَكونُ بِمَثابَةِ المـِجهَرِ الَّذي مِنهُ نَنظُر وَلا نَرى بِوضوحٍ، وَمِثلَ السِّجنِ الَّذي على أَساسِ حُدودِهِ الضَّيِّقَةِ نَتَحَرَّك؟ هَل عَنى الرَّبَّ يَسوع بِتَعليمِهِ المـُقَدَّس عَن الخَشَبَةِ الَّتي في العَين هذا الأَمر؟ يُمكِنُنا أَن نَفهَمَ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ وَفقًا لِخِبرَةِ كُلٍّ مِنَّا، تَمَوضُعُنا لَهُ التَّأثيرَ الأَكبَر. وَيَزدادُ السُّؤالُ تَوَسُّعاً، أَلَيسَت الخَطيئَةُ الَّتي فينا هيَ الَّتي تَنظُرُ إِلى أَخَواتِها في العالَم، فَلا تَرى إِلَّا وَفقًا لِطَبيعَتِها، كُلّ ما هُوَ سَلبِيٌّ وَقاتِمٌ وَمُظلِمٌ وَسَيّءٌ وَشَرّ؟ لا بُدَّ لَنا مِن طَبيبٍ يُداوينا.

يَا بُنَيَّ، لا تَحجُر نَفسَكَ بِسَبَبِ الخَشَبَةِ الَّتي في عَينِكَ، وَلا تُقَيِّد ذاتَكَ عَن طَريقِ أَحكامِكَ المـُبرَمَة على الحَياةِ وعلى ذاتِكَ وَعلى الآخَرين. لا تَظُنَّنَّ يَومًا أَنَّكَ تَملِكُ الحَقيقَةَ الذَّاتِيَّة أَو المـَوضوعِيَّة، فَأَنتَ دائِمًا بِمَسعًى لِمَعرِفَةِ الحَقِّ، لِكَي تُقَوِّمَ شَخصَكَ على مِقياسِ إِنسانِيَّتي الَّتي عَرَفتَها في تَجَسُّدي، وَفي مِثالي وَفي قِيامَتي. تَسمَعُني أَدعوكَ لِتُخرِجَ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ، وَلِكَي تَتَمَكَّنَ مِن هذا الفِعل، أَنتَ تَحتاجُ للنُّورِ، وَلِيَدٍ لَطيفَةٍ تُساعِدُكَ عَلى إِتمامِ هَذِهِ الجِراحَةِ بِسَلامَةٍ فَتَتَعافى، لِذَلِكَ أَعطَيتُكَ نورُ كَلِمَتي وَتَعليمي فَيَجعَلانِكَ تُدرِكُ الظُّلمَةَ الَّتي فيكَ، وَانعِكاسِ ظلِّها على الآخَرين الَّذينَ تَحكُم عَلَيهِم أَحكاماً جائِرَة، مُسقِطاً عَلَيهِم بِأُسلوبِكَ الخاصّ، ما فيكَ مِن خَطيئَة. مَدَدتُ لَكَ يَدَ روحي القُدُّوسِ الخَفِيَّة وَالقادِرَةَ واللَّطيفَة، الَّتي بِاستِطاعَتِها أَن تَنزَعَ مِن عَينِكَ تِلكَ الخَشَبَة، لِتَغرُسَ مَكانَها عَدَسَةَ عَينَي مَحَبَّتي، حَتَّى تَرى لا على أَساسِ اللَّحظَةِ وَالحاضِر، إِنَّما على أَساسِ الأَصلِ وَالغايَة، فَتَعودَ بِالشُّكرِ مُسَبِّحًا وَأَنتَ واثِقٌ بِأَنواري الَّتي تُبَدِّدُ كُلّ شَرٍّ وَظَلامٍ في العالَم. متى أَخرَجتَ الخَشَبَة، سَتَعرِفُ ما كُنتَ عَلَيهِ وَما صِرتهَ بِنِعمَتي.

يَأتي تَعليمُ يَسوع مِن ضُمن وَصِيَّة مَحَبَّةِ القَريبِ على أَساسِ مَحَبَّةِ الذَّات. إِنطِلاقاً مِن هُنا، يَعودُ الرَّبّ إِلى مِفصَلٍ أَساسيّ هوَ إِدانَةِ الآخَرين، النَّاجِمَة عَن غِيابِ المـَحَبَّة، وَلِكَي نَكونَ عادِلينَ، علَينا أَوَّلًا أَن نُدرِكَ أَنَّ مِقياسَ الحَقِّ لا أَحَدَ مِنَّا يَمتَلِكُهُ، بَل جُلَّ ما نَعرِفُهُ أَنَّ اللهَ أَحَبَّنا وَافتَدانا وَنَحنُ خَطَأَة. ثانيًا، على أَساسِ مَحَبَّةِ اللهِ لَنا، عَلَينا أَن نُحِبَّ الآخَرين، وَهُم خَطَأَة لا أَبرار، وَهذا يَنتُجُ مِن إِزالَةِ الخَشَبَة مِن عَينِنا، وَمَعناهُ، أَنَّنا نُدرِكُ ثِقلَ الخَطيئَةِ عَلى نَظرَتِنا، وَلَكِن بِفَضلِ النِّعمَة لا نَعُد نَسمَح لَها أَن تُقَيِّدَ خَيارَنا لِلغُفرانِ وَلِلخَير. يَجِب عَلَينا التَّنَبُّه ما بَينَ إِسقاطِ الأَحكام وَإِدانَة الآخَرين، وَما بَين تَسمِيَةِ الشَّرّ وَالخَطيئَة، انطِلاقًا مِن إِقرارِنا أَوَّلًا بِما فينا نَحنُ قَبلَ إِطلاقِها على أَحَد.

رَبّي يَسوع، لِأَنَّكَ لا تَرضَ أَن تَراني أَعيشُ الزَّيفَ وَالإِنفِصامِيَّةَ فَأَكونُ مُرائِيّاً، أُعلِنُ ما لا أَعيش، وَأُجاهِرُ بِما لا أَملك، وَأَحكُمُ على الآخَرينَ مُشَهِّرًا بِخَطيئَتِهِم، وَأَنا غافِلٌ عَمَّا فِيَّ مِن خَطيئَةٍ وَشَرّ، قَد جِئتَ إِلَيَّ بِذاتِكَ نورًا لِأُبصِرَ خَطيئَتي وَأَنا مَغمورٌ بِمَراحِمِكَ، الَّتي تُعَلِّمُني بِها المـُصالَحَةَ مَعَ الذّاتِ وَمِن خِلالِها تَدفَعُني لِأُحِبَّ القَريب، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!