تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الأحد الثاني من الصوم الكبير : أحد شفاء الأبرص

موقع Allah Mahabba  الأحد الثاني من الصوم الكبير : أحد شفاء الأبرص

سفر الملوك الثاني 5: 1 – 3. 9 – 14

كَانَ نُعْمَانُ، رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ، رَجُلاً عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مُكرَّمًا لَدَيه، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ مُحارِبًا بَاسِلًا، وَكَانَ أَبْرَصَ.

وَإنًّ آرامِيّينَ خَرَجُوا غَازين، فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، وأصبَحَت في خِدْمَةِ زَوجَة نُعْمَانَ.

فَقَالَتْ لِسَيِّدَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ».

فَأقْبَلَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عَلى بَابِ بَيْتِ أَلِيشَاعَ.

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَاع رَسُولاً يَقُولُ لَه: «إمضِ وَٱغْتَسِلْ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَيَعُودَ إِلَيْكَ لَحْمُكَ وَتَطْهُرَ».

فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «كنتُ أَحسَبُ أنَّهُ يَخْرُجُ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِٱسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُحَرِّكَ يَدَهُ فَوْقَ الْمَكان فَيَشْفِي البَرَصَ.

أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ، نَهْرَا دِمَشْقَ، خَيرًا مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَفَلا أَغْتَسِلُ فيِهِمَا وَأَطْهُرَ؟» وَٱنصَرَفَ رَاجِعًا وَهو مُغْضَب.

فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ خُدّامَهُ وَخَاطبُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبي، لَوْ أمَرَكَ النَّبِيُّ بأَمْرٍ عَظِيم، أَمَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ؟ فَكَيْفَ بِالأحْرى وقد قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟».

فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، كما قَالَ رَجُلُ اللهِ، فَعَادَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ.

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 6: 12 – 23

يا إخوَتِي، لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ.

وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله.

فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة.

فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا!

أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ.

فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه.

وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ.

وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ ٱجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة.

فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ.

فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا المَوْت.

أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة.

لأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيئَةِ هِيَ المَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في المَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

إنجيل القدّيس مرقس 1: 35 – 45

قَامَ  يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك.

ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ،

ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ».

فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ».

وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين.

وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!».

فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!».

وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ.

فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً،

وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم».

أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

التأمّل

إِذا شِئتَ فَأَنتَ قادرٌ أَن تُطَهِّرَني

مِن أَشَدِّ الأَثقالِ الَّتي تُؤرِقُ كاهِلَنا وَتُتعِبُنا، هوَ رَفضُنا لِأَنفُسِنا، وَنَظرَتُنا القاتِمَة وَالسَّلبِيَّة تُجاهَ صورَتِنا، فَنَراها مُشَوَّهَةً كَالأَبرَص، وهذا الأَمر يُحَتِّمُ عَلَينا الهُروبَ مِن مُواجَهَتِها، مِن خِلالِ مُحاوَرَةِ الذَّاتِ وَمِن خِلالِ الصَّلاةِ الَّتي تَفتَحُنا على الرَّبّ، حَتَّى سُلوكُنا الخارِجيّ، يُصبِحُ انغِماساً بِكَثرَةِ الإِنشِغالات لِئَلَّا نَلتَقي مَعَ الآخَرين، فَنَرتاحَ مِن مُتَطَلّباتِهِم. عِندَما نَعيشُ على وَقعِ هذا الجَوّ المـُعتِم، تُصبِحُ كُلّ أَفكارَنا سَوداوِيَّة، فَتَعودُ ذاكِرَتَنا إِلى كُلِّ الأَحداثِ المـُؤلِمَة الَّتي رافَقت تاريخَنا، وَطَبَعَت ماضينا، وَأَثَّرَت على تَمَوضُعَنا بِالحَياة. انطِلاقًا مِمَّا عَرَضناهُ، نَخلُص لِنَقول أَنَّهُ يَسهُلُ عَلَينا تَوصيفُ واقِعِنا وَتَسمِيَة الأشياءَ بِأَسمائِها، وَلَكِنَّ المـَطلوبَ الَّذي نَرغَبُ هوَ الخُروجُ مِن هذِهِ المـَعمَعَةِ القاتِلَة، وَالبابُ الوَحيدُ الَّذي عَلَينا الدُّخولَ مِنهُ هوَ الإِيمانُ بِالرَّبّ، فَنَلتَمِسَهُ مِن جَوارِحِ قَلبِنا لِكَي يُرَمِّمَ ما قَد تَهَدَّمَ مِن هَيكَلِهِ فينا، وَيُخَفِّفَ مِن أَثقالِ أَحمالِنا، وَيَشفي نَظرَتَنا لِذاتِنا وَلِلآخَرينَ وَللحَياةِ، فَنَهُبَّ لِمُلاقاتِهِ في يَومِيَّاتِنا.

يَا بُنَيَّ، عِندَما تَتَأَمَّل في حَياتي تُلاحِظُ أَنَّ أَكثَرَ الأَشخاصِ الَّذينَ التَقَيتُ بِهِم، هُم ذَووا حاجاتٍ خاصَّة: مَرضى، مُهَمَّشين، خَطَأَة، وَفُقَراءَ على شَتَّى المـُستَوَيات. في لِقائي هذا مَع أَحَد البُرصِ، تَكتَشِفُ قُوَّةَ نِعمَةَ الإِيمانِ الَّتي جَعَلتهُ يُؤمِنُ أَنَّهُ بِاستِطاعَتي تَطهيرَهُ، لِكَي يَرى ذاتَهُ لا على ما كانَ قَبلًا، وَلا عَلى ما هوَ عَلَيهِ في اللَّحظَةِ الرَّاهِنَة، بَل وَفقاً لِمَحَبَّتي الأَبَدِيَّةِ الَّتي لا تَقوَ علَيها تَقَلُّباتِ الأَحداثِ وَالظُّروف، وَلا تَغَيُّراتِ الجَسَدِ وَسِواها. تَأَمَّل بِالكَلِماتِ الَّتي أَلقاها عَلَيَّ: “إِن شِئتَ فَأَنتَ قادِرٌ أَن تُطَهِّرَني”. لَم يَقُل لَستَ بِقَادِرٍ، وَلَم يُلزِمني لِأَنَّني قادِرٌ عَلى شِفائِهِ، بَل كانَ مُؤمِناً أَنَّني المـَحَبَّة الَّتي تُعطي قَبلَ أَن تُسأَل، فَاحتِرامِهِ الوَقور الَّذي هوَ بِمَثابَةِ فِعلِ عِبادَةٍ حَقيقيّ أَعطى لِحُرِيَّتِهِ وَلِحُرَّيتي مَكانَتَهُما، فَكانَ لَهُ أَن يَتَحَرَّرَ وَيُشفى مِن بَرَصِهِ. انطِلاقًا مِن خِبرَةِ الإِيمانِ هَذِهِ خُذ عِبرَةً وَدَرساً لِنُمُوِّكَ الرُّوحيّ. لا يُمكِنُكَ انتِظارَ الخَلاصَ وَأَنتَ بِحالَةِ سُباتٍ، عَلَيكَ أَن تَطلُبَهُ مِن خِلالِ بَحثِكَ عَنِّي وَلِقائِكَ بي. إِعرَف رَغبَةَ قَلبِكَ واطلُبها مِنِّي. لا تَكُن مُنحازًا عِندَ الطَّلَبِ بَل كُن مُؤمِناً وَواثِقاً بي، فَتَعرِفَ قُدرَةَ رَحمَتي عَلَيكَ.

مِن عَلاماتِ قَبولِ وَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لَنا هوَ تَعاضُدَهُ الكامِل الَّذي عَرَفناهُ في تَجَسُّدِهِ، وَالَّذي أَخذَ كامِلَ مَنحاهُ النِّهائيّ على الصَّليب، إِذ صارَ كَأَبرَصٍ لا صورَةَ لَهُ وَلا بَهاءَ لِنَنظُرَ إِلَيه. لَم يَكتَفي يَسوعُ هُنا بِكَلِمَةٍ، بَل سارَعَ إِلى لَمسِ الأَبرَص أَوَّلًا، وَبِهذا الفِعلِ نَفهَمُ مَحَبَّتَهُ لَنا، فَهوَ لَم يُعَبِّر عَن مَحَبَّتِهِ لَنا في الحالَةِ الَّتي نَجِدُ أَنفُسَنا فيها مُكَرَّمَة، بَل بِالأَكثَر في الحَالَةِ الَّتي نَكونُ فيها مَنبوذينَ وَمَرفوضين. لَقَد عاكَسَ يَسوعُ كُلَّ القَوانين وَالمـُحَرَّمات وَالعاداتِ الإِجتِماعِيَّة وَالدّينيّة وَحَتَّى الصّحيَّة، لِيُعَبِّرَ عَن مَحَبَّتِهِ تُجاهَ مَن التَمَسَ الشِّفاءَ مِنهُ بِإِيمان. لَم يَتَباطَئَ يَسوع بِاستِجابَتِهِ، فَلَمسَتَهُ كانَت بِمَثابَةِ التَّثبيت وَالتَّأكيد على رَحمَتِهِ الباقِيَة سَرمَداً. التَمِس الشِّفاءَ مِنَ الرَّبّ وَأَنتَ مُسَلِّمًا أَمرَكَ لَهُ.

رَبّي يَسوع، يا مَن تَجَلَّت قُدرَتُكَ بِمَحَبَّتِكَ الَّتي بِها لَمَستَني حَتَّى شَعَرَ قَلبي بِدفئِها الشَّافي، وَدَفَعتَني إِلَيكَ بِروحِكَ المـُحَرِّرِ، فَكانَ سُؤالي مُطابِقًا لِشَخصِكَ الحُرَّ، وَطَهَّرتَني بِإِزالَةِ بَرَصِ خَطيئَتي، وَصِرتَ أَنتَ الأَبرَصُ المـُعَلَّقُ على الصَّليبِ مَنبوذًا بَدَلًا عَنِّي. فَيا سَيِّدَ الرَّحمَةِ وَالحَياة، دَعني أُسَبِّحُكَ على كُلِّ أَعمالِكَ الصَّالِحَةِ وَالمـَجيدَة، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!