تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

السبت الأوّل من الصوم الكبير

موقع Allah Mahabba  السبت الأوّل من الصوم الكبير

الرسالة إلى العبرانيّين 3: 14 – 19. 4: 1 – 4

يا إخوَتِي، قَد صِرْنَا شُرَكَاءَ المَسِيح، إِنْ تَمَسَّكْنَا ثَابِتِينَ إِلى النِّهَايَةِ بِالثِّقَةِ الَّتي كَانَتْ لَنَا في البِدَايَة.

كمَا يَقُولُ الكِتَاب: «أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة».

فمَنْ هُمُ الَّذِينَ سَمِعُوا وخَاصَمُوا؟ أَمَا هُم جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسَى؟

وَمِمَّنْ سَئِمَ أَربَعِينَ سَنَة؟ أَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا وسَقَطَتْ جُثَثُهُم في البَرِّيَة؟

وَلِمَنْ أَقْسَمَ أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِهِ إِلاَّ على الَّذِينَ عَصَوا أَمْرَهُ؟

وهكَذَا نَرَى أَنَّهُم لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا.

ومَا دَامَ الوَعْدُ بِالدُّخُولِ في رَاحَةِ اللهِ قَائِمًا، فَلْنَخْشَ إِذًا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِنْكُم مُتَخَلِّفًا عَنِ الدُّخُول.

فَنَحْنُ أَيْضًا قَد بُشِّرْنَا مِثْلَ أُولئِك، غَيْرَ أَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي سَمِعُوهَا لَمْ تَنْفَعْهُم، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ عِنْدَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا.

أَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا، فَنَدْخُلُ في الرَّاحَة، كَمَا قالَ الكِتَاب: «حَتَّى أَقْسَمْتُ في غَضَبِي أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِي»، مَعَ أَنَّ أَعْمَالَ اللهِ قَدْ تَمَّتْ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم.

فقَدْ قِيلَ في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَاب بَشَأْنِ اليَومِ السَّابِع: «وٱسْتَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».

إنجيل القدّيس لوقا 18: 9 – 14

قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين:

«رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار.

فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار.

إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي.

أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!

أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

التأمّل

اللَّهُمَّ ارحَمني أَنا الخاطِئ

عِندَما نَتَكَلَّمُ عَن الطُّموح، نَتَكَلَّمُ أَيضاً عَن المـَكان وَالمـَوقِع الَّذي يُصبِحُ هَدَفًا للطُّموح. كُلٌّ مِنَّا يَطمَحُ لاتِّخاذِ مَوقِعٍ أَفضَل، أَعلى، أَرفَع وَمُتَقَدِّم، وإِذا أَرَدنا السُّؤال، لِماذا؟ قَد تَتَعَدَّد الأَجوِبَة، مِنها بِسَبَبِ عَدَمِ الرِّضى، وَمِنها سَعياً لِلمَكاسِبِ وَتَحسينِ الأَوضاع، وَمِنها لِأَنَّنا في المـَكانِ الَّذي نَحنُ فيهِ نَشعُرُ أَنَّنا بِبَساطَةٍ لَسنا بِمَكانِنا الصَّحيح. إِنطِلاقاً مِن هُنا يَحسُنُ بِنا أَن نَطمَحَ إِلى التَّمَوضُعِ الصَّحيحِ، الَّذي بِهِ نَكونُ وَفقًا لِرَغبَةِ اللهِ عَلَينا الَّتي هيَ دائِمًا ما تَكونُ خَيراً وَصَلاحاً. في الإِنجيلِ نُشاهِدُ شَخصِيَّتَين: الفَرّيسيّ وَالعَشَّار، الأَوَّل بَحَثَ عَن وَجاهَةٍ في المـُجتَمَع، فَكانَ المـَقامَ الَّذي اختارَهُ صُوَرّي، مِمَّا جَعَلَهُ يُبَجِّلُ ذاتَهُ وَيُكَرِّمُها على قاعِدَةِ أَعمالِهِ وَما يَقولُهُ النَّاسُ فيه، أَمَّا الثَّاني أَمضى قِسطًا مِن عُمرِهِ مُنقادًا لِأَهوائِهِ وَلَم يَأبَ لِما يُقالُ فيهِ، إِلى حين اكتَشَفَ ضالَّتَهُ، فَلَم يَعُد يَبحَثُ عَن تَمَوضُعٍ يَروقُ للنَّاسِ وَللمـُجتَمَع، بَل وَضَعَ ذاتَهُ بِتَواضُعٍ وَتَوبَةٍ صادِقَةٍ أَمامَ حَضرَةِ اللهِ، فَبَلَغَ المـَكانَ الصَّحيحَ بِتَمَوضُعِهِ هذا.

يَا بُنَيَّ، وَأَنتَ تَسأَلُ مِنِّي الرَّحمَةَ، أَلفُتُ انتِباهَكَ، عَلى نِعمَةِ روحي القُدُّوس الَّذي يَدفَعُكَ لِتَطلُبَها مِنِّي، حَتَّى تَكتَشِفَ مَن أَكونُ لَكَ، وَأَنَّ مَحَبّتي تَفوقُ كُلَّ مَحَبَّةٍ بَشَرِيَّةٍ تَكونُ قَد عَرَفتَها على مَدى تاريخِكَ الشَّخصيّ. وَأَنتَ تَسأَلُني الرَّحمَةَ، كنُ واثِقاً تَكونُ قَد نِلتَها، فَمِن جِهَةٍ لِأَنَّكَ بِنِعمَتي عَرَفتَ شَرَّ خَطيئَتِكَ المـُؤَدِّيَةِ بِكَ إِلى المـَوتِ وَالهَلاك، وَمِن جِهَةٍ أُخرى اكتَشَفتَ عُقمَكَ، وَأَنَّكَ بِحاجَةٍ ماسَّةٍ لِخَلاصي وَلِمَحَبَّتي الَّتي تُحدِثُ فيكَ تَحَوُّلاً لِتَكونَ في الحَياة. كُن واثِقًا أَنَّكَ مِن دونِ رَحمَتي لا تَستَطيعُ أَن تَعرِفَ ما فيكَ مِن ضُعفٍ وَخَطيئَةٍ وَجِراحٍ مُتَأَتِّيَةٍ مِن تاريخِكَ وَعَلاقاتِكَ… كُن واثِقاً أَنَّكَ مِن دونِ رَحمَتي لا تَستَطيعُ أَن تَعرِفَ فَضيلَةَ التَّواضُعِ وَالَّتي غايَتَها أَن تَتَصالَحَ مَعَ نَفسِكَ بِفعِل مُصالَحَتي لَكَ، فَبِها تَطلُبُ الرَّحمَةَ مِنِّي بِثِقَةٍ فيما الكِبرِياءُ يَمقُتُ رَحمَتي لِأَنَّهُ مَفطورٌ عَلى رَفضِ الطَّلَبِ لانتِفاخٍ فارِغٍ فيه. كُن واثِقاً أَنَّكَ مِن دونِ رَحمَتي لا تَستَطيعُ أَن تُجيدَ الصَّلاة، لِأَنَّ الخَطيئَةَ، تُشَوِّهُ صورَتي وَتَبَثُّ فيكَ روحَ الخَوفِ لِئَلَّا تَأتي إِلَيَّ فَتَبقى وَحيدًا مُنعَزِلًا كَالأَبرَصِ المـُهَمَّشِ في الضَّواحي. أُطلُب دائِماً رَحمَتي بِثِقَةٍ وَإِيمانٍ تَنَلها وافِرَةً.

مِن خِلالِ إِنجيلِ لوقا، نَتَأَمَّلُ بِالحِكمَةِ المـُحِبَّة الَّتي امتازَ بِها الرَّبُّ مِن حَيثُ كانَ يُقَدِّمُ الأَمثالَ لِأَخذِ العِبَرِ لِمَن كانوا يَزعَمونَ أَنَّهُم أَبرارًا، وَأَنَّهُم أَفضَلُ مِن سائِرِ النَّاس. إِنَّهُ هُنا يُقَدِّمُ مَثَلَ الفَرّيسيّ وَالعَشَّار، وَبِمَكانٍ آخَرَ يُقَدِّمُ مَثَلَ الإِبنَ الضَّالِ وَالدِّرهَمَ الضَّائِعِ وَالخَروفَ الضَّال. خاطَبَ يَسوعُ الَّذينَ التَقاهُم بِصُوَرٍ وَأَمثالٍ أَخَذَها مِن واقِعِهِم، وَذَلِكَ لَيدَفَعَهُم لِلتَّفكيرِ الحُرّ، وَلِكَي يَتَمَوضَعوا بِمِلءِ حُرِّيَّتِهِم في المـَكانِ الأَفضَل لِعَلاقَتِهِم مَع الله وَالبَشَر. مِن خِلالِ مَثَلِ الفَرّيسيّ وَالعَشَّار، يُبَيِّنُ لَنا شَرَّ الخَطيئَة بِمَكانٍ مَكشوفَة، وَبِآخر مَخفِيَّة، فَالَّذي يَعرِفُ خَطيئَتَهُ يَعرِفُ ذاتَهُ وَيَنفَتِحَ على اللهِ، أَمَّا مَن يُبَرِّرُ نَفسَهُ يَقولُ أَنَّهُ لا يُريدُ رَحمَةَ اللهِ، ظَنًّا مِنهُ أَنَّ أَعمالَهُ كامِلَةً. كُن مِمَّن يَطلُبونَ رَحمَةَ اللهِ بِإِلحاح.

رَبّي يَسوع، في التِماسي لِوَجهِكَ أَطلُبُ الرَّحمَةَ، وَفي لِقائي بِكَ أَعرِفُ الغُفرانَ، وَبِعَيشي لِكَلِمَتِكَ أَتَصالَحُ مَعَ الكُلّ فَأَكونَ في الخَيرِ الَّذي عَنَيتَ بِهِ مَلَكوتَ الآبِ السَّماويّ. لِذَلِكَ يا سَيِّدي الطَّيب أَنا اليَومَ مَعَ العَشَّارِ أَصرُخُ إِلَيك: “اللَّهُمَّ ارحَمني أَنا الخاطِئ”، وَكُلِّي ثِقَةٌ بِغَمرَةِ حَنانِكَ وَبِدِفءِ مَحَبَّتِكَ الَّتي بِها تَخلُقُني مِن جَديد، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!