موقع Allah Mahabba الاثنين من أسبوع الموتى المؤمنين
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 4: 13 – 18
يا إخوَتِي، لا نُريدُ، أَنْ تَجْهَلُوا مَصِيرَ الرَّاقِدِين، لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ النَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم.
فإِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَام، نُؤْمِنُ أَيْضًا أَنَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِيَسُوع، سَيُقِيمُهُمُ اللهُ مَعَ يَسُوع.
ونَقُولُ لَكُم بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ البَاقِينَ إِلى مَجِيءِ الرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ الَّذِينَ رَقَدُوا،
لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ، عِنْدَ إِصْدَارِ الأَمْرِ بِهُتَافِ رئِيسِ المَلائِكَةِ وبُوقِ الله، سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء، فَيَقُومُ الأَمْواتُ في المَسِيحِ أَوَّلاً،
ثُمَّ إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْياءَ البَاقِينَ نُخْطَفُ مَعَهُم في السُّحُب، لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ في الجَوّ، وهكَذَا نَكُونُ معَ الرَّبِّ على الدَّوَام.
فَشَجِّعُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِهذَا الكَلام.
إنجيل القدّيس لوقا 12: 1 – 7
في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء.
فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.
لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح.
وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر.
بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.
أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟
إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة.
التأمّل
”فَلا تَخافوا! إِنَّكُم أَفضَلُ مِن عَصافيرَ كَثيرَة“
لَطالَما شَكَّلَ الخَوفُ في حَياةِ الإِنسانِ، عامِلًا ذو مَنحَيَين: واحِدٌ إِيجابيٌّ وَالآخَر سَلبيّ، لَكِنَّهُ كَشُعورٍ في حَدِّ ذاتِهِ هوَ سَلبي لأَنَّ وَطأَتَهُ قاسِيَةٌ على الجَسَدِ وَالنَّفسِ وَالرُّوح. الإِيجابيُّ فيهِ أَنَّهُ قَد يَكونُ عامِلًا مُحَفِّزًا، لِتَخَطّيهِ وَلِأَخذِ كُلّ أَبعادِ الحيطَةِ وَالحَذَر، أَمَّا السَّلبيُّ فيهِ أَنَّهُ يَجعَلُ الإِنسانَ بحالَةٍ مِنَ الرَّيبَةِ وَالتَّرَدُّدِ وَالتَّراجُعِ وَالتَّقَوقُعِ بَأَغلَبِ الأَحيانِ، فَلا يَتَمَكَّن مِن أَن يَخطو خُطوَةً إِلى الأَمام. لَطالَما نَسمَعُ تَكرارَ كَلِمَةِ الرَّبِّ على مَسامِعِنا: “لا، تَخافوا!”. هوَ يَعرِفُ أَنَّ طَبيعَتَنا تَعرِفُ الخَوف، ولَكِنَّهُ لا يُريدُنا أَن نَكونَ أَسرى مَخاوِفِنا. هوَ يَعرِفُ أَنَّ الخَوفَ يُحَطِّمُ فينا الطُّموحَ وَالآمال، لِذَلِكَ لِكَي نُعالِجَ ما فينا مِن خَوفٍ نَحنُ مَدعُوُّونَ لِنَعيشَ بِالإِيمانِ فَبِهِ تُصبِحُ رُؤيَتُنا لِواقِعِنا ذاتَ نورٍ يَختَرِقُ كُلَّ الظُّلُمات. إِذا أَرَدنا أَن نَحصُرَ وِجهَةَ الخَوفِ الَّذي يَعرِفُهُ قَلبُنا، نَكتَشِفُ أَنَّهُ يَعني مُستَقبَلَنا، بِحَيثُ لا نُعد نَستَطيع أَن نَرى فيهِ آفاقًا وَمَعنى وَقيمَة، فَيغدو بِالنِّسبَةِ لَنا مَوتاً في الحاضِر، وَحدَهُ التَّمَسُّك بِمَحَبَّةِ الرَّبِّ يُحَرِّرُنا.
يا بُنَيَّ، حَتمِيٌّ حُضوري إِلى جانِبِكَ، وَأَكيدٌ وَثابِتٌ وَدائِمٌ حُبّي لَكَ، لِذَلِكَ أُكَرِّرُ القَولَ عَلَيكَ مَعَ كُلِّ نَبضَةِ قَلبٍ وَمَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ هَمسَةِ حُبٍّ: لا تَخَف!. لا تُقَيِّم ذاتَكَ وَفقاً لِمَقاييسِ المـُجتَمَعِ وَالنَّاس، بَل كُن نَقِيَّ الضَّميرِ وَالقَلب. لا تَنتَظِر مَقاماً وَمَديحًا مِنَ النَّاس، وَلا تَسمَح أَن تَكونَ بِحالَةِ رَدَّةِ فِعلٍ مُتَواتِرَة، بَل كُن بِسُكونٍ لِأَنَّ ما تُريدُهُ وَتَخشاهُ في العُمقِ أَن تَكونَ لِوَحدِكَ، في حينٍ أَنا مَعَكَ، وَلَن أَترُكَكَ. عِندَما تُدرِكُ حَتمِيَّةَ حُضوري مَعَكَ، لا يَعُد بِإِمكانِكَ إِلَّا أَن تُحاوِرَني وَتُناجيني في الصَّلاة، وَبِالتَّالي تَكتَشِفُ قيمَتَكَ في عَينَيّ، لِأَنَّني بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ الفاعِلِ فيكَ عَمَلَ نِعمَتي تَتَيَقَّن كَم أَنتَ كَريمٌ في عَينَيَّ، فَأَنتَ أَعظَمُ جِدًّا مِن عَصافيرَ كَثيرَة. قَد تَقولُ لِما هذِهِ المـُقارَنَة بَيني كَإِنسانٍ عاقِلٍ، وَالطُّيورِ الصَّغيرَة؟ لا يَعني المـَوضوعُ هُنا القيمَةَ بَينَ كائِنٍ وَآخَر، بِقَدَرِ ما أَعني أَنَّني أَنا الخالِقُ الَّذي يُعنى بِكُلِّ الخَلقِ وَالخَليقَةِ بِما فيها الأَكثَر صِغَرًا وَضُعفًا، كَيفَ لي أَن أُهمِلَكَ وَأَنتَ عَظيمٌ في عَينَيَّ! اهتِمامي الأَوَّل يَعنيكَ شَخصِيّاً، فَقَد سَلَّطتُكَ عَلى الخَليقَة لِتَحرُثَها وَتَحرُسَها، وَقَد زَيَّنتُكَ بِعَقلٍ مُدَبِّرٍ لِتَكونَ حَكيمًا.
مِنَ العَناصِر الأَكيدَة الَّتي تَسمَح للإِنسانِ أَن يَعرِفَ سُكونَ القَلبِ وَيَعرِفَ التَّحَرُّرَ مِنَ المـَخاوِفِ، هوَ مَعرِفَتَهُ لِلحَقّ، فَبِهِ يُصبِحُ حَكيمًا، وَمِنهُ يَستَمِدُّ السَّلامَ وَالإِستِقرارَ وَالقُوَّةَ، لِأَنَّهُ كَالنُّورِ لا ظَلامَ فيهِ وَلا ضَلالَ وَبِالتَّالي لا ضَياعَ، بَل رُؤيَةٌ وَثَباتٌ وَسَكينَة. لَقَد عَرَّفَنا يَسوعُ عَن نَفسِهِ أَنَّهُ الحَقّ، وَمَشيئَةُ الآبِ أَن نَعرِفَ الإِبنَ لِكَونِهِ هوَ لَنا الحَياةُ الأَبَدِيَّة. مَتى وُطِّدَت عَلاقَتُنا بِالرَّبِّ يَسوع يَنمو فينا السَّلامُ، وَيَخفُتُ فينا الخَوفَ مِنَ المـَجهولِ وَعَلى المـَصير، وَهذا لا يَعني أَنَّ طَبيعَتَنا لا تَعُد تَعرِفُ شُعورَ الخَوفِ أَبَدًا، وَلَكِن أَصبَحَ بِاستِطاعَتِنا أَن نُسَلِّمَ كُلَّ مَشاعِرِنا، وَأَفكارِنا وَهَواجِسِنا للرَّبّ لِكَي يُحَقِّقَ فينا سَلامَهُ. لا تُذعِنِ الإِصغاءَ لِلخَوفِ بَل لِكَلِمَةِ يَسوع الَّتي تُحَرِّرُكَ بِالمـَحَبَّة.
رَبّي يَسوع، مَن أَنا وَمَن أَنتَ؟! لَقد أَخلَيتَ ذاتَكَ وَجِئتَ إِلَيَّ، تَرَكتَ غِنى مَجدِكَ وَصِرتَ فَقيرًا وَغَريبًا، في عالَمٍ أَخافُ أَن يَبتَلِعَني، وَأُصبِحَ سِلعَةً فيهِ لا قيمَةَ لي وَلا مَعنًى لِوجودي. فَيا إِلَهي الطَيِّبِ يَسوع، أَتَوَسَّلُكَ بِالحَقِّ الَّذي هُوَ أَنتَ أَن تُحَرِّرَ قُيودَ فِكري وَقَلبي وَمَشاعِري مِن كُلِّ خَوفٍ يُشَوِّهُ صورَتَكَ فيَّ، لِأَعيشَ الحُبَّ فيكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!