تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

أحد الموتى المؤمنين

موقع Allah Mahabba  أحد الموتى المؤمنين

سفر حزقيال 37: 1 – 10

وكانَت عليَّ يَدُ الرّبِّ فأخرَجني برُوحِ الرّبِّ ووضعَني في وسَطِ السَّهْلِ وهوَ مُمتلِـئٌ عِظامًا،

وأمَرَّني علَيهَا مِن حَولِها، فإذا هيَ كثيرةٌ جدًّا على وجهِ السَّهلْـ وإذا بِها يابسةٌ جدًا.

فقالَ لي: «يا ٱ‏بنَ الإنْسان، أتُرى تَحيا هذِهِ العِظام؟» فقُلتُ: «أيَّها السَّيِّدُ الرّبُّ، أنتَ تعلَمُ».

فقالَ لي: «تنبَّأْ على هذِهِ العِظامِ وقُلْ لها: أيَّتُها العِظامُ اليابسةُ إِسمعي كلِمةَ الرّبِّ.

هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ لهذِهِ العِظامِ: هاءَنَذا أُدخِلُ فيكِ روحًا فتَحيـينَ.

أجعَلُ علَيكِ عصَبا وأنشِئُ عليكِ لَحما وأبسُطُ علَيكِ جِلدا وأجعَلُ فيكِ روحًا فتحيَينَ وتعلمينَ أنِّي أنا الرّبُّ».

فتنبَّأتُ كما أُمِرتُ. فكان صوتٌ عند تَنَبُّؤي ، وإذ بٱرتعاش، فتـقاربت العِظامُ كُلُّ عَظْمٍ إلى عَظْمهٍ.

ونظَرتُ فإذا بالعَصبَ واللَّحمَ قد نشأا علَيها، وبُسِطَ عَليها الجِلدَ من فَوق ولم يَكُن بها روح.

فقالَ الرّبُّ لي: «تنبَّأْ للرُّوحِ، تنبَّأْ يا ٱ‏بنَ الإنسان وقُلْ للرُّوحِ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: هَلُّم أيَّها الرُّوحُ مِنَ الرِّياحِ الأَربعِ، وهُبَّ في هؤلاءِ المَقْتُولِين فيَحيَوا».

فتنبَّأتُ كما أمرَني، فدخَلَ فيهِمِ الرُّوحُ، فعاشُوا وقاموا على أقدامِهِم جيشًا عظيمًا جدًّا جدًّا.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 5: 1 – 11

يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛

لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً.

فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون.

أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق.

فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة.

إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛

لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون.

أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص.

فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح،

الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين.

فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.

إنجيل القدّيس لوقا 16: 19 – 31

قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم.

وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.

وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.

وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.

وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ.

فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب.

فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع.

وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.

فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي،

فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا.

فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم.

فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون.

فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».

التأمّل

عِندَهُم مُوسَى وَالأَنبِياء، فَليَسمَعُوا لَهُم

إِنَّ الرُّجوعَ إِلى مُحتَوَياتِ الكِتابِ المـُقَدَّس، وَأَخذ التَّعليم وَالخُلاصاتِ المـُفيدَة لِحَياتِنا المـَسيحيَّة ولإِلتِزامِنا الكَنَسيّ، يَهدِف إِلى عَيش عَلاقَة شَخصِيَّة مَع الرَّبّ، تُؤَدِّي إِلى عَيشِ المـَحَبَّة مَع الآخَرين. البَعض يَسأَل، هَل مِنَ الضَّروريّ الرُّجوع إِلى أَسفارِ الكِتابِ المـُقَدَّسَةَ؟ كَيفَ لَنا أَن نَستَنِدَ عَلى نُصوصٍ مَكتوبَةٍ مِن بَشَرٍ، وَتَعودُ إِلى قُرونٍ وَأَحداثٍ وَإِلى لُغَّةٍ باتَت بَعيدَةً كَثيرًا عَنَّا؟ صَحيحٌ أَنَّنا أَمامَ نُصوصٍ مَكتوبَةٍ بِأَيدي بَشَرٍ، وَصَحيحٌ أَيضًا أَنَّها تَحتَوي على بَعضِ الأَخطاء، وَأَنَّها تاريخيَّة وَلَيسَت بِتَأريخيَّة بِالمـَعنى الدَّقيق، وَلَكِنَّها رُغمَ كُلّ هَذِهِ الثَّغراتِ بِالبِناءِ وَالشَّكلِ هيَ تَحتَوي على عَمَلَ الرّوحِ القُدُس الَّذي يُعطي المـَعنى لِلحَرف، وَمِنها نُدرِكُ تَدبيرَ اللهِ الخَلاصيّ. انطِلاقًا مِن هُنا وَلِكَونِها تَتَضَمَّن خُبُراتٍ لِأُناسٍ عَرَفوا الله، فَأَحَبُّوهُ وَخَدَمَوهُ وَعَبَدُوهُ وَشَهِدوا لِتَدبيرِهِ الخَلاصيّ، نَحنُ مَدعُوُّون لِأَن نُصادِقَ كَلِمَةَ اللهِ، وَأَن نَفهَمَها فَهمًا صَحيحًا، لا بِهَدِف اقتِناءِ مَزيدٍ مِنَ المـَعلومات، بَل بِهَدَفِ العَيشِ وَفقَ مَشيئَةِ اللهِ الحَيّ.

يا بُنَيَّ، ماذا أَقولُ لَكَ؟ لَقَد أَودَعتُكَ كَنزًا مَخفِيًّا بِحِجابِ أَحرُفِ لُغَّتِكَ البَشَرِيَّة، إِن تَأَمَّلتَهُ بِعَينِ الرُّوحِ، وَجَدتَ طَريقي، فَكانَت لَكَ الحَياةُ الَّتي فيها تَنعَمُ بِالحُرِّيَّة. وَأَنتَ تَسأَلُ عَن ما بَعدَ المـَوتِ، وَعَن المـَصيرِ وَحالَةِ الإِنسانِ الأَخيرَة، لَيسَ لَكَ مِن جَوابٍ شافٍ إِلَّا مِن خِلالِ فَمي بِكَلِمَةِ إِنجيلي الخَلاصيَّة. لِذَلِكَ يا وَلَدي ما أُعطِيَ لَكَ أَعظَمُ جِدًّا بِمِقدارٍ مِمَّا أُعطِيَ لِلأَقدَمين، فَهَؤُلاءِ كانَ لَهُم فَقَط موسى وَالأَنبِياءِ، أَمَّا أَنتَ بِالإِضافَةِ لَهُم صِرتُ لَكَ إِنجيلًا مَفتوحاً حَيّاً لِكَي تَجِدَني في حَياتِكَ اليَومِيَّة، لا مِن أَجلِ هذا الزَّمانِ وَحَسبُ، بَل مِن أَجلِ ما كُنتَ لا تَعلَمُ عَنها شَيئًا وَهيَ الحَياةُ الأَبَدِيَّة. إِن أَرَدتَها تَبَدأُ مَعَكَ اليَومَ ما إِن تَستَضيفُ القَريبَ بِغُربَتِهِ عَن ذاتِهِ، وَهوَ في حالَةِ الفَقرِ وَالجوعِ وَالعَوَزِ وَالعُري وَالإِضطِهادِ وَالمـَرَضِ حَتَّى يَعرِفَ قَلبُكَ سَلامَ الرُّوحِ الَّذي يَنبَعِثُ مِن مَجدِ الشَّرِكَة في وَحدَةِ الثَّالوثِ الأَزَلِيَّة. لا تَضِلَّ الطَّريقَ، بَل اسلُكهُ مِن خِلالِ مَحَبَّتِكَ اليَومَ لِلقَريبِ المـُهَمَّش، لِئَلَّا تَبقى كَلِماتُ إِنجيلي، مُجَرَّدَ كَلِماتٍ وَعِظاتٍ سَمِعتَها لِلَحظَةٍ وَلَم تَدَعها تَسكُنُ قَلبَكَ، بَل اسمَح لَها أَن تَعمَلَ فيكَ عَمَلَ الرُّوحِ فَتَحيا فِيّ.

مِن خِلالِ مَثَلِ الرَّجُل الغَنيّ وَلعازَر، نَكتَشِفُ لاهوت العَهدِ الجَديد، الَّذي يُرَكِّزُ على نِعمَةِ اللهِ المـَجَّانِيَّة، وَالتَّي تَدعو الإِنسانَ لِكَي يَعيشَ هوَ أَيضاً العَطاءَ بِمَجَّانِيَّةِ حُبٍّ يُعطي حَياةً وَفَرَحاً وَسَلاماً. في هذا المـَثَل نَكتَشِفُ ثَلاثَة أَبعادٍ: الحَياة بِجَدَلِيَّتِها، تَجرُبَة البُخلِ وَالطَّمَع، وَنَتيجَةُ الأَعمال. الأُولى تَحُثُّ عَلى الإِختِيار، وَالثَّانِيَة تُظَهِّرُ الإِثمَ وَالخَطيئَة، أَمَّا الثّالِثَة تُبَيِّنُ لَكَ قُوَّةَ وَمَعنى وَقيمَةَ كَلِمَةَ اللهِ لِكَي يُصَحِّحَ الإِنسانُ مَسارَهُ. الغَنِيُّ اختارَ الإِكتفاءَ وَاعتَنَقَ البُخلَ وَالطَّمَع، فَعاشَ مَيتًا لِأَنَّهُ لَم يَدخُل بِعَلاقَةٍ مَع لَعازَر، وَمات، فَما استَطاعَ أَن يَقبَلَ دَعوَةَ الكِتابِ المـُقَدَّسَ لِمَحَبَّةِ القَريبِ انطِلاقًا مِن مَحَبَّةِ الله. فَليَكُن لَكَ تَعليمَ يَسوع حافِزًا لِتَعيشَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة مِن خِلالِ مَحَبَّتِكَ للقَريب.

رَبّي يَسوع، أَشكُرُكَ لِأَنَكَ لَم تُخفِ عَنِّي سِرَّ الحَياةِ بِمَورائَيَّتِها، إِذ كَشَفتَ لي بِتَعليمِكَ، وَبِشَخصِكَ أَنَّكَ أَنتَ الحَياةُ الأَبَدِيَّةِ إِن بِمَثَلِكَ حَيثُ أَحبَبتَني بِفَقري وَجوعي وَأَنتَ الغَني فَأَطعَمتَني جَسَدِكَ وَكَسَوتَني بِثَوبِ أُلوهِيَّتِكَ، وَدَعوَتَني لِئَلَّا أَموتَ في أَنانِيَّتي، بَل أُشارِكُ الآخَرينَ بِما وَهَبتَني مِن نِعَمِكَ، فَتَحيا فِيَّ وَأَحيا فيكَ حُبًّا وَفَرَحًا، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!