تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

يوم الجمعة من أسبوع الأبرار والصدّيقين

موقع Allah Mahabba   يوم الجمعة من أسبوع الأبرار والصدّيقين

الرسالة إلى العبرانيّين 13: 9 – 16

يا إخوَتِي، لا تَنْقَادُوا لِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وغَرِيبَة، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُسْنَدَ القَلْبُ بِالنِّعْمَة، لا بِالأَطْعِمَةِ الَّتي لا تَنْفَعُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَحْكَامَهَا.

ولنَا مَذْبَحٌ لا يَحِقُّ للخَادِمِينَ في المَقْدِسِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ.

فَإِنَّ الحَيوانَاتِ الَّتي يَدْخُلُ بِدَمِهَا عَظِيمُ الأَحْبَارِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَكْفِيرًا عَنِ الخَطِيئَة، تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ المَحَلَّة.

لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا تَأَلَّمَ خَارجَ بَابِ المَدِينَة، لِيُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِهِ.

إِذًا فَلْنَخْرُجْ إِلَيهِ في خَارِجِ المَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ،

فَلَيْسَ لنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَة، بَلْ نَسْعَى إِلى الآتِيَة.

وَلْنَرْفَعْ بِالْمَسِيحِ دَائِمًا إِلى اللهِ ذَبيحَةَ المَدِيح، أَي ثَمَرَةَ الشِّفَاهِ المُعْتَرِفَةِ بِٱسْمِهِ.

لا تَنْسَوا عَمَلَ الخَيْرِ والمُشَارَكَة، لأَنَّ اللهَ يَرْتَضِي مِثْلَ هذِهِ الذَّبَائِح.

إنجيل القدّيس متّى 5: 27 – 37

قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيل: لا تَزْنِ.

أَمَّا أَنا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَها، فَقَدْ زَنى بِهَا في قَلْبِهِ.

إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.

وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلى جَهَنَّم.

وقِيلَ أَيْضًا: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِها كِتَابَ طَلاق.

أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ ٱمْرَأَتَهُ – إِلاَّ في حَالِ مُسَاكَنَةِ زِنى – يَجْعَلُها تَزْنِي. ومَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً يَزْني.

سَمِعْتُم أَيْضًا أَنَّهُ قِيْلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَحْلِفْ بَاطِلاً، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ مَا حَلَفْتَ بِهِ.

أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تَحْلِفُوا أَبَدًا، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّها عَرْشُ الله،

ولا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْه، ولا بِأُورَشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ الأَعْظَم.

ولا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَو سَوْدَاء.

فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير.

التأمّل

فَليَكُن كَلامُكُم: نَعَم نَعَم! لا، لا!“

يُشبِهُ الكَلامُ السِّتارَ الَّذي يَخفي أُمورًا كَثيرَةً وَراءَهُ، وَبِسَبَبِ تَنَوُّع وَتَعَدُّد أَساليبِ التَّعبير الكَلاميّ، أَصبَحَ مَوضوعَ بَحثٍ في حَدِّ ذاتِهِ. الكَلامُ هوَ الوَسيلَةُ الأُولى لِيُعَبِّرَ الإِنسانُ عَمَّا يُفَكِّر وَيَرغَب وَيَشعُر وَيُريد، وَلِأَنَّهُ يَعتَمِد أَساليبَ مُتَنَوِّعَة وَعَديدَة مِنَ التَّعبير، يُؤتي بِالشَّكِّ وَالرَّيبَة، كَما أَنَّهُ يُؤتي بِالثِّقَةِ وَالأَمان. في كُلِّ الأَحوال، وَإِن لَم يُعلِن الإِنسانُ بِصَراحَةٍ وَصِدقٍ وَوضوحٍ ما يَعيشُهُ، فَهوَ بِما يُخفيهِ وَراءَ تَعابيرِهِ المـُنتَقاةِ يُعَبِّرُ عَن مَخاوِفِهِ، وَتَحَفُّظاتِهِ وَهَواجِسِه لِأَسبابٍ عَديدَة، مِنها ما يَكونُ روحيّ، أَو نَفسيّ أَو تَربَويّ وَجَسَديّ. كُلٌّ مِنَّا يَطلُبُ مِنَ الآخَرِ الوُضوحَ وَالصَّراحَةَ في الكَلام. وَكُلٌّ مِنَّا يَرفُضُ وَيَمقُتُ وَيَدينُ الكَذِب، وَبِالتَّالي نَحنُ نُطالِبُ بِطَريقَةٍ أَو بِأُخرى، بِما دَعانا إِلَيهِ الرَّبَّ يَسوع، وَهوَ أَن يَكونَ الكَلامُ: نَعَم نَعَم! لا، لا! فَإِذا كانَ هُناكَ مِن أَسبابٍ تَمنَع مِن بُلوغ العَيش وفقَ البَساطَة الإِنجيلِيَّة وَفي وَضَحِ النُّور، هُناكَ أَيضًا دَوافِع وَحَوافِز تَحُثُّنا على أَن نَعيشَ الصِّدقَ الَّذي يُثمِرُ صَداقَةً مَعَ اللهِ وَالنَّاس.

يَا بُنَيَّ، لِنُفَكِّرَ معًا لِماذا تَخشى الوُضوحَ في الكَلام، وَمتى عَلَيكَ أَن تَكونَ واضِحًا بِالتَّمام! عَلَينا أَن نَأخُذَ كَثيرًا بِالمـَنحى التَّربَويّ، وَأَن نَتَوَقَّف عِندَ بيئَتِكَ الَّتي تَرَعرَعتَ فيها. أَنتَ تَذكُرُ في طُفولَتِكَ كُلَّ مَرَّةٍ قُمتَ بِخَطَئٍ ما، كانَت النَّظَراتُ الغاضِبَة تُحيطُ بِكَ، مِمَّا جَعَلَكَ في كُلِّ مَرَّةٍ يَصدُرُ مِنكَ خَطأً ما، تَسعى لِإِخفائِهِ لِتَرتاحَ مِن تِلكَ النَّظَرات. لِكَي تَخرُجَ مِن هذا التَّخَفّي الكَلاميّ عَلَيكَ أَن تَعرِفَ في صَميمِ قَلبِكَ أَنَّكَ مَحبوبٌ مِنِّي، وَأَنَّ قيمَتَكَ لَيسَت بِرِضى الآخَرينَ عَلَيكَ، وَلا هيَ بِما تَصنَعُ مِن خَيرٍ أَو شَرّ، هيَ تَستَقِرُّ فيكَ بِثَباتِكَ في مَحَبَّتي. أَنتَ دائِمًا مُلزَمٌ بِانتِقاءِ الكَلِمات كَفِطنَةٍ وَحِكمَةٍ في التَّصَرُّف بِهَدَفِ البُنيان وَلَكِن على قاعِدَةِ الصِّدق. الوضوحُ في الكَلامِ أَنتَ مُلزَمٌ بِهِ دائِمًا في كُلِّ وَقفَةِ صَلاةٍ مَعي، وَفي كُلِّ مَرَّةٍ تَلتَقي وَالآخَر عَلَيكَ أَن تَتَجَنَّبَ المـُغالاة، وَذَلِكَ عَن طَريقِ الإِقتِضاب، فَهوَ ذو فائِدَةٍ مُمتازَة، يُجَنِّبُكَ الضَّياعَ وَالنَّميمَةَ وَالتَّذَمُّرَ وَالباطِل. عَلَيكَ أَيضًا أَن تُمَحِّصَ أَفكارَكَ وَأَلَّا تُلقي بِكَلِمَةٍ مِن دونِ أَن تَنظُرَ إِلى كُلِّ الأَبعادِ الَّتي تَستَطيعُ أَن تَراها، وَلا تُخرِج كَلامًا لَم تُسأَل عَنهُ وَلا يُؤتي فائِدَة.

رَبَطَ يَسوعُ صِدقَ الكَلامِ بِالوَصِيَّةِ الثَّانِيَة، الَّتي تَخُصُّ الحُلفانَ بِالله، وَوَضَعَها في سِياقِ الحَياةِ اليَومِيَّة، لِأَنَّنا لَسنا بِمَوضعِ مَحكَمَةٍ تُلزِمُنا بِالقَسَمِ باسمِ اللهِ وَوَضع الأَيدي على الكُتُبِ المـُقَدَّسَة، لِتَقديمِ الشَّهادَة، نَحنُ دائِمًا في حَضرَةِ اللهِ وَمَدعُوُّونَ لِأَن نَكونَ شُهودًا عَلى مَحَبَّتِهِ عَن طَريقِ فَضائِلِ الصِّدقِ وَالنَّزاهَةِ وَالشَّفافِيَّةِ وَالإِستِقامَة، الَّتي تَنتُجُ كُلُّها مِن حِفظِ كَلِمَةِ الرَّبّ يَسوع: “لِيَكُن كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا!. أَيضًا النَّعَمُ وَاللّا لَهُما مَرجَعٌ وَهوَ الحَقّ الَّذي نَعرِفُهُ بِشَخصِ يَسوع، لِذَلِكَ تَجَنُّبُ الكَلامِ الباطِل وَالمـُسيء، يَتَحَقَّق بِاعتِناقِ فِكرِ المـَسيحِ وَمُصادَقَةِ كَلِماتِهِ الَّتي هيَ لَنا روحٌ وَحَياة. كُن ثابِتًا في الحَقّ، وَلَكِن لا تَكُن قاسِيًا في قَولِهِ وَإِعلانِهِ بَل مُحِبًّا وَفَطِنًا وَحَكيمًا بالكَلام.

رَبّي يَسوع، أَنتَ الَّذي قُلتَ لِأَبيكَ نَعَم هاءَنَذا، وَكُنتَ مُستَعِدًّا لقَبولِ الصَّليبِ حُبّاً بِنا. أَنتَ الَّذي قُلتَ أَلفَ لا وَلا لِكُلِّ إِغراءاتِ روحِ الشَّرّ، وَهَوى العالَمِ وَلِكُلِّ فِكرٍ مُسيءٍ لروحِ الله. في البَرِّيَّةِ رَفَضتَ الإِنصِياعَ للشّرّير، وَبَينَ النَّاسِ أَبَيتَ أَن تَكونَ وَفقَ أَفكارِهِم، فَكُنتَ دائِمًا ذاتَكَ في المـَحَبَّة، وَكُنتَ لَنا الحَقّ الَّذي أَنارَنا قِيامَةً، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!