تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الأربعاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين

موقع Allah Mahabba   الأربعاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين

الرسالة إلى العبرانيّين 12: 25 – 29

يا إخوَتِي، إِحْذَرُوا أَنْ تُعْرِضُوا عَنِ الَّذي يُكَلِّمُكُم: فإِنْ كَانَ أُولئِكَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عنِ الَّذي كَلَّمَهُم بِوَحْيٍ عَلى الأَرْض، لَمْ يُفْلِتُوا مِنَ العِقَاب، فَكَم بِالأَحْرَى نَحْنُ، إِذَا حِدْنَا عَنِ الَّذي يُكَلِّمُنا مِنَ السَّمَاوَات؟

وهُوَ الَّذي يَوْمَئِذٍ زَلْزَلَ صَوتُهُ الأَرْض، أَمَّا الآنَ فقَد وَعَدَ قائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً واحِدَةً بَعْدُ سأُزَلزِلُ لا الأَرْضَ فَحَسْبُ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا!».

إِنَّ قَولَهُ «مَرَّةً واحِدَةً بَعْدُ» يَدُلُّ على زَوَالِ الأَشْيَاءِ المُتَزَعزِعَة، لأَنَّهَا مَخْلُوقَة، لِكَي يَبْقَى ما لا يَتَزَعزَع!

لِذلِكَ، فَبِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهذِهِ النِّعْمَة، وَلْنَعْبُدْ بِهَا اللهَ عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع.

فَإِنَّ إِلهَنَا نَارٌ آكِلَة!

إنجيل القدّيس متّى 5: 17 – 20

قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.

فَالحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرض، لَنْ يَزُولَ مِنَ التَّوْرَاةِ يَاءٌ أَو نُقْطَة، حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء.

مَنْ أَبْطَلَ واحِدَةً مِنْ تِلْكَ الوَصَايا الصُّغْرى، وعَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَفْعَلُوا هكَذا، يُدْعَى الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوات. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِهَا ويُعَلِّمُها فهُوَ يُدْعى كَبِيرًا في مَلَكُوتِ السَّمَاوات.

فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين، فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوات.

التأمّل

ما جِئتُ لِأُبطِلَ، بَل لِأُكَمِّل

يُلحَظُ مِن خِلالِ التَّطَوُّرَ وَالنُّمُوّ الحاصِلِ في حَياةِ المـُجتَمَعاتِ وَالثَّقافاتِ وَالإِنسان، أَنَّ هُناكَ جَديدًا يُلغي قَديمًا، وَهُناكَ ما يُكَمِّلُ ما سَبَق، وَبِهذا لا يُمكِنُنا أَن نَغفَلَ أَبَداً ما قَد وَصَلنا إِليَهِ فَالفَضلُ يَعودُ إِلى كُلِّ الأَسلافِ، إِلى الأَقدَمين وَالبَعيدينَ جِدًّا عَنَّا، وَاللَّذينَ لا نَعرِف أَسماءَهُم حَتَّى، وَلا وُجوهَهُم، وَلا أَيُّ شَيءٍ عَنهُم. غالِبًا ما لا نَتَأَقلَمُ بِسُرعَةٍ مَعَ الجَديدِ الطَّارِئ، فَنُفَضِّلُ دائِمًا القَديمَ لِأَنَّ ما اعتَدنا عَلَيهِ يَضَعُنا في إِطارٍ آمن. لِكَي نَقبَل ما هوَ جَديد، نَحنُ بِحاجَةٍ لِلتَّعَرُّفِ عَلَيهِ، وَهُنا يَأتي دَورُ النَّشاط الإِعلاميّ، الَّذي يُحَفِّزُنا على قَبولِهِ بِطَريقَةٍ أَسرَع، عارِضاً عَلَينا بِشَكلٍ مُغرٍ الأَوجُهَ الجَيِّدَة وَالمـُفيدَة وَالّتي تَعنينا، وَلَكِن لِلأَسَفِ الشَّديد يُدخِلُنا في دينامِيَّةِ الإِستِهلاك، وهذا ما يُفقِدُ الأُمورَ قيمَتَها. قَدَّمَ لَنا يَسوعُ تَعليمَهُ الإِلَهيّ بِقالِبِ شَخصِهِ، فَكانَ لَنا المـِثالَ وَالقُدوَة، وَكُلُّ مَن عَرَفَهُ سُحِرَ بِجَمالِ خُلُقِهِ وحِكمَتِهِ، فَهوَ لَم يُخاطِبنا بِلُغَةٍ قَديمَةٍ بَحتَة وَلا بِجَديدٍ لا يأخُذ بِقَديمِنا، بَل جَمَعَ في شَخصِهِ الإِثنَينَ مَعاً.

يا بُنَيَّ، لا تَخَف مِنَ الجَديدِ الَّذي أُقَدِّمهُ لَكَ مِن خِلالِ روحيَ القُدُّوس، فَكُن واثِقًا ما مِن جَديدٍ مِن دونِ أَصلٍ وَجُذور، فَكُلُّ شَيءٍ يَعودُ إِلى الآب، وَكُلُّ شَيءٍ يَأخُذُ مَعناهُ بِواسِطَتي بِقُوَّةِ الحُبّ. كَثيرًا ما تَحتَفِظُ بِأَشياءٍ، وَأَفكارٍ وَعاداتٍ نَشَأتَ عَلَيها، وَلَكِنَّكَ لَم تُسائِل ذاتَكَ يَومًا عَن صِحَّتِها وَعَمَّا إِذا كانَت مُفيدَةً وَبَنَّاءَةً لَكَ. يَبدَأُ الإِصلاحُ مِن هُنا، لا مِن خِلالِ نَقضِ القَديم، بَل مِن خِلالِ تَمييزِهِ وَتَقييمِهِ وَتَجزيبِه، مِمَّا يَجعَلَهُ جَديدًا في الحاضِر. عِندَما تَعودُ في مُراجعَةِ حَياتِكَ إِلى سِنِيّ الطُّفولَة وَأَنتَ تَنظُرُ إِلى كُلِّ أَبعادِ حاجاتِكَ وَالعَلاقاتِ الَّتي أَثَّرَت فيكَ، تَكتَشِفُ بِنِعمَةِ الرُّوحِ القُدُس ما كانَ جَيِّدًا وَما كانَ مُسيئًا لَكَ، وَالمـُصالَحَةُ تَقومُ بِتَقويمِ الخَلَل، أَوَّلًا بِالمغفِرَة، وَثانِيًا بِالتَّعلُّم مِن خُبُراتِ الماضي، وَثالِثًا باختِيارِ الخَير، بَعيدًا عَن رَدَّاتِ الفِعلِ العَفَوِيَّةِ ذاتُ الهَوى. لا أَستَطيعُ أَن أَضَعَ حَجَرًا جَديدًا، ما لَم يُصلَحُ القَديم، وَهَكذا لا أَستَطيعُ أَن أَبني شَخصِيَّتَكَ طِبقًا لِصورَتي، ما لَم تُعطيني أَنتَ بِمِلءِ حُرِّيَّتَكَ تاريخَكَ بِكُلِّ أَبعادِهِ، لِأُصلِحَهُ بِقُوَّة مَحَبَّتي لَكَ. لا تَظُّنُ أَنَّكَ ماضيكَ، أَنتَ الجديدُ مَعي المـَأخوذَ مِنَ القَديم.

لَحظَةَ أُلِّهَت الشَّريعَة، أَتى الرَّبّ يَسوع لِيَقولَ الأَوَّلِيَّةُ للرُّوحِ الَّذي يُحيي، لا لِلحَرفِ الَّذي يَقتُل. لَحظَةَ فُضِّلَتِ العَطِيَّةُ على العاطي، ظَهَّرَ يَسوع وَجهَ أَبيهِ بِإِنسانِيَّتِه، لِيَعرِفَ الإِنسانُ مَن هوَ كَعَطِيَّةٍ وَيَرجِعَ إِلى الله العاطي بِتوبَةِ قَلبٍ صادِقَة. جاءَ الرَّبُّ يَسوع لِيُكمِلَ ما كانَ ناقِصاً، فَأَخَذَ على عاتِقِهِ كُلَّ أَسقامَنا وَآثامَنا وَخَطايانا. في قَولِه أَنَّهُ لَم يأتِ لِيُبطِل، بَيَّنَ أَنَّهُ أَرادَ الإِصلاحَ وَأَنَّهُ قَصَبَةً مَرضوضَةً لَن يَكسِر، وَهَكَذا أَسقَطَ كُل الإِنتِقاداتِ وَالإِتِّهامات الَّتي لَحِقَت بِهِ حَولَ عَلاقَتِهِ بِالشَّريعَة، فيما المـَشروع المـَسيحانيّ كانَ حاضِرًا في كُلّ أَعمالِهِ. في قَولِهِ هذا، ثَبَّتَ عَمَلَ الأَقدَمين، شاكِرًا إِيَّاهُم عَلى كُلِّ جُهودِهِم، وَتَوَجَّ عَمَلَهُم بِتَحقيقِ اكتِمالِ. دَع المـَسيح يُرَمِّمُكَ، بِتَوبَتِك الصَّادقَة.

رَبّي يَسوع، ما عُدتُ أَخافُ مِنكَ بَعدَما كَشَفتَ لي عَن حُسنِ جَمالِكَ البَهيّ، إِذ تَدعوني دَومًا لِلكَمال، وَأَنتَ تُصلِحُ قَديمي بِجَديدِكَ، وَخَطايايَ بِمَغفِرتِكَ لي. أَرجوكَ ربّي خُذ بِإِرادَتي، لِكَي تَكونَ أَعمالَها مُكَلَّمَةً وَفقًا لِمحَبَّتِكَ الَّتي هِيَ الكَمالَ الَّذي تَدعوني إِلَيه. شُكراً لَكَ، يا رَبّي وَمُخَلّصي وَفادِيَّ وَإِلَهي يَسوع المـسيح، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!