تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الاثنين من أسبوع الأبرار والصدّيقين

موقع Allah Mahabba   الاثنين من أسبوع الأبرار والصدّيقين

الرسالة إلى العبرانيّين 12: 1 – 13

يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا.

فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله.

فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا.

فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة.

ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ.

فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه».

إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟

ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟

أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء.

فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ.

فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام.

لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة،

وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى.

إنجيل القدّيس متّى 5: 1 – 12

لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ،

وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً:

«طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.

طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض.

طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون.

طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.

طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون.

طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله.

طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله.

طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات.

طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي.

إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم.

التأمّل

طوبى لِلمَساكينِ بِالرُّوح فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتُ السَّماوات

يَرمُزُ الجَبَل في الكِتابِ المـُقَدَّس إِلى مَكانِ حُضورِ الله، فَعَلَيهِ رَسَت سَفينَةُ نوح، وَقَدَّمَ ابراهيمُ ابنَهُ اسحَق، وَهُناكَ تَجَلَّى اللهُ في العُلَّيقَةِ المـُشتَعِلَةِ لِمـُوسى، وَأَعطاهُ الشَّريعَة وَسطَ الغَيمِ وَالرُّعودِ وَالبُروق، أَمَّا مَعَ المـَسيح فَكانَ لِلجَبَلِ مَكانَتَهُ الخاصَّة وَالمـُمَيَّزَة، فَعَلَيهِ جُرِّبَ، وَتَجَلَّى وَماتَ وَصَعِدَ، وَكانَ لَهُ أَن قَدَّمَ أَوَّلُ عِظَةٍ لَهُ، حَتَّى سُمِّيَ المـَكانُ بِجَبَلِ التَّطويبات. طوبى لِمَن صَعِدَ مَعَ يَسوعَ لِيَسمَعَ فيهِ كَلِمَةَ اللهِ المـُعطاةِ بِهِ كإِبنٍ وَحيدٍ لله. لَقَد اتَّصَلَت هَذِهِ الرَّمزِيَّة بِطابِعِ الجَبَل الجُغرافيّ لِكَونِهِ النُّقطَة الأَعلى على وَجه الأَرض، وَهو وفق الفِكرِ القَديم الأَقرَب إِلى السَّماء. استَفادَ يَسوعُ مِن هذِهِ الأَبعاد وَقَدَّمَ تَعليمَهُ لِكَي يَأخُذَ مَكانَتَهُ كَشَريعَةٍ جَديدَةٍ لَدى سامِعيهِ، حَتَّى إِذا قَبِلوهُ بِإِيمانٍ وَتَقوى، صارَت لَهُم قُلوبَهُم بِمَثابَةِ الجَبَل فَيَلتَقونَ اللهَ ما إِن يُصغونَ مُتَأَمِّلينَ بِكَلِمَتِهِ، وَما إِن يَلتَزِموها حَتَّى يَعرِفوا عَزاءَ الرُّوح. هُناكَ على الجَبَل قَلَبَ يَسوعُ بِعِظَةِ التَّطويبات كُلَّ المـَقاييس، وَكانَت الدَّعوَةُ إِلى الفُقَراءِ لِيَرِثوا مَلَكوتَ السَّمَاوات.

يَا بُنَيَّ، لَطالَما احتَقَرَ العالَمُ الفُقَراءَ وَالضُّعَفاءَ وَالصِّغار، وَحاوَلَ البَعضُ مِن عُظَمائِهِ التَّخَلُّصَ مِنهُم إِمَّا قَتلًا، أَو نَفيًا أَو استِعباداً وَتَهميشاً، فيما أَنا جِئتُ مِن أَجلِهِم بِصورَةٍ خاصَّة، وَدَعوتَهُم لِيَرِثوا مَعي مَلَكوتَ الآب. إِنَّهُم العَلامَة عَلى أَنَّ مَحَبَّتي تَفعَلُ فِعلَها بِقُوَّةِ النِّعمَةِ وَلَيسَ وَفقَ طاقاتِ البَشَر، وَلا أَتَعامَلُ مَعَ النَّاسِ على مَحاسِنِ جَمالِهِم وَغِناهُم المادّيّ وَالرُّوحيّ وَالنَّفسي، بَل عِندي يُصبِحُ الضّعفَ قُوَّة لِأَنّي بِالرَّحمَةِ أُحُوِّلُ كُلَّ شَيءٍ إِلَيَّ. كَيفَ للمَساكين أَن يُطَوَّبوا؟ هذا سُؤالُ العالَم، وَأَيضًا كَيفَ لَهُم أَن يَرِثوا مَلَكوتَ السَّمَاوات. إِذا كُنتَ على الأَرضِ تَستَعينُ بالقُدُراتِ وَالطَّاقاتِ وَالقُوَّة مِن أَجلِ تَحقيقِ النُّمُوّ وَالتَّطَوُّر، فَالسَّماءُ لا تَتَطَلَّبُ هذا مِنكَ وَإن هِيَ حَسَنَةٌ وَمِن خِلالِها يُحَقِّقُ الإِنسانُ ذاتَهُ. في السَّماء الكَلِمَة كُلَّ الكَلِمَة للمـَحَبَّة وَالفِعلُ كُلَّ الفِعل لِعَمَلِ الرُّوح القُدُس الدَّائِم وَالمـُستَمِرّ. مَساكينُ الرُّوح هُمُ الَّذينَ يَدَعونَ الرُّوحَ القُدُس بِتَسليمٍ وَثِقَةٍ وَإِيمانٍ أَن يَعمَلَ بِهِم مَحَبَّةَ الآبِ عَن طَريقِ كَلِمَتي وَمَثَلي، وَبِالتَّالي، هُم يَزهَدونَ بِالعالَم، وَبِكُلِّ مُقتَنَياتِهِ وَمُغرَياتِهِ لِأَنَّهُم عَرَفوا أَنِّي أَنا غِناهُم الوَحيد وَالثَّابِتِ وَالدَّائِم، وَثَروَتُهُم بِالقَدَرِ الكافي.

لَقَد رَأى آباءُ الكَنيسَةِ وَشُرَّاحَ الكِتابِ المـُقَدَّس في التَّطويباتِ شُرعَةً جَديدَةً تُوازي الشَّريعَةَ الَّتي أَتَت عَن يَدِ موسى، وَتَفوقَها لِأَنَّها تَحمِلُ لَنا النِّعمَةَ وَالحَقّ. لَيسَ قِوامُها التَّصويبُ على المـَمنوعِ وَالمـَحظور، إِنَّما تَهدِفُ إِلى التَّمَوضُع في الخَيرِ وَفي الجُهوزِيَّةِ لِصُنعِ مَشيئَةِ الله وَفقًا لِمَواعيدِ الزَّمَن المـَسيحانيّ، عَن طَريقِ السُّبُل الّتي تَحُثُّ الإِنسان على الإِلتِزامِ فيها. مَدخَلُ هَذِهِ السُّبُل، فَقرَ القَلب، فَالإِنسانُ المـُمتَلِئ كِبرِياءً مِن ذاتِهِ لا يَستَطيعُ أَن يَسمَع لِكَلِمَةِ الله، وَلا أَن يُعطي مَكانًا لله، فَعَن طَريقِ الفَقر الرُّوحيّ نَتَجَرَّدُ مِنَ الأَنا، لِنُفسِحَ المـَجالَ لِروحِ الرَّبّ لِيَعمَلَ فينا، وَعِندَها نَغتَني نِعمَةً وَحَقًّا، وَأَوَّلُ الثِّمار قَبول مَحَبَّة الله المـَجّانِيَّةِ لَنا. أُطلُب نِعمَةَ التَّجَرُّد وَالفَقرَ الرُّوحي لِتَغتَني بِالله.

رَبّي يَسوع، أَنتَ الطُّوبى للنَّفسِ الَّتي عَرَفَتَ مَحَبَّتَك، فَأَخلَت لَكَ كُلَّ المـَكان لِتُغنيها بِحُضورِكَ وَفَرَحِكَ وَسَلامِكَ، وَبِخاصَّةٍ بِالحَقِّ الَّذي يَجعَلُها تَثبُتُ بِالأَمانَةِ لَكَ. عَن طَريقِ فَقرِ الرُّوح تَشُقُّ لي سَبيلَ استِضافَتِكَ، فَأُقَدِّمُ لَكَ ضِعفي وَخَطيئَتي وَهَشاشَتي، لِكَي يَصنَعَ مِنها روحَكَ القُدُّوسِ سُلَّمَ تَواضُعٍ أَصعَدُ بِهِ إِلَيك يا إِلهي الطَّيّب آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!