موقع Allah Mahabba الثلاثاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 2: 1 – 13
يا إخوَتِي، وأَنْتَ، يا ٱبْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع.
ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم.
شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ المَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع.
ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ المَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ.
ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول.
والحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر.
تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء!
تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،
الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.
لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ.
صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ،
وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا،
وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ!
إنجيل القدّيس متّى 18: 1 – 5
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
التأمّل
”إِن لَم تَعودوا فَتَصيروا مِثلَ الأَطفال لَن تَدخُلوا مَلَكوتَ السَّمَوات“
غَريبٌ مَنطِقُ يَسوعَ عَلَينا، فَهوَ دائِمًا يَدفَعُنا إِلى التَّفكيرِ العَميق، وَغالِباً لا نَصِلُ بِمَجهودِنا الشَّخصيّ إِلى مَعرِفَةِ أَفكارِهِ وَأَحكامِهِ، مِمَّا يَجعَلُنا نَتَمَوضَعُ في رُكنِ السُّجودِ وَالصَّلاةِ وَالعِبادَةِ لِنَفهَمَ بَعضًا مِن تَعليمِهِ الإِلَهيّ. هوَ يُحَدِّثُنا عَن المـَلَكوت، وَنَحنُ لَم نُدرِكهُ بَعدُ! يُحَدِّثُنا أَيضاً عَن الرُّجوعِ وَالعَودَةِ إِلى حالَةِ الطُّفولَة كَوَسيلَةٍ لِدُخولِ المـَلَكوت، وَنَحنُ اعتَدنا مَعَ أَيَّامِها الأُولى وَمَع ما تَربِيَّنا عَلَيهِ أَن نَحلُمَ بِاليَومِ الَّذي نَكبُرُ فيهِ، لِأَنَّنا نُطالِبُ بِالحُرِّيَّةِ الَّتي غالِبًا ما نَرغَبُها بِشَكلٍ خاطِئٍ كإِستِقلالِيَّةٍ مَسؤولَة، فيما إِذا تَأَمَّلنا في سِرِّ الطُّفوَلِةِ لاكتَشَفنا الحُرِّيَّةَ الَّتي تُرافِقُ البَراءَةَ وَالقَناعَةَ وَالبَساطَةَ في العَيش حَيثُ كُنَّا نَنعَمُ بِالفَرَحِ وَالسَّلام. غَريبٌ أَمرُنا، وَعَجيبٌ سِرُّ حَياتِنا، في الطُّفولَةِ نَطمَحُ بِالشَّبابِ، وَفي عُمرِ الشَّبابِ نَحِنُّ إِلى أَيَّامِ طُفولَتِنا، وَفي الشّيخوخَة وَإِن تَذَكَّرنا شَهامَةَ وَشَجاعَةَ شَبابِنا، نَحِنُّ كَثيرًا إِلى الطُّفولَة، فَيَبقى رَونَقُها الأَجمَل على مَدى الحَياة، وَيَبقى طابِعُها مُقَدَّسًا فَفيها نَكتَشِفُ حَقيقَةً سِرَّ شَخصِنا.
يَا بُنَيَّ، لِكَي تَطلُبَ مَلَكوتَ اللهِ عَلَيكَ أَن تَعرِفَ شَيئًا عَنهُ، وَلِكَي تَعرِفَ الطَّريقَ إِلَيهِ عَلَيكَ أَيضًا أَن تَتَعَلَّمَهُ. في حَياتِكَ تَكتَسِبُ المـَعرِفَة، وَمَعَها تَكتَسِبُ الإِختِبار، وَفيهِ تُصقَلُ شَخصِيَّتُكَ، فَتَنموَ بِالحِكمَةِ حَيثُ تَتَمايَزُ شَخصِيَّتَكَ بِفَرادَتِها. لِكَي تَعرِفَ المـَلَكوت جِئتُ إِلَيكَ لِأُخبِرَكَ عَنهُ لا بَل لِأَجعَلَكَ تَتَذَوَّق سلامي وَفَرَحي الَّذي أَعدَدتَهُ لَكَ حَياةً أَبَدِيَّةً، وَلِهذا السَّبَب صارَ طَريقُكَ إلَيهِ يَعني عَودَتَكَ إِلى حالَةِ الطُّفولَة، الَّتي فيها كُلُّ جَديدٍ يَبقى حَيًّا وَنَضِرًا. إِنَّ مَلَكوتي لَيسَ أَرضًا وَلا بَلَدًا عَلَيكَ أَن تُسافِرَ وَتُبحِرَ لِتَصِلَ إِلَيه، إِنَّهُ حَيثُ أَكونُ أَنا، وَقَد صِرتُ فيكَ لِأَنّي أُحِبُّك، وَما إِن تُدرِكَ هَذِهِ الحَقيقَةَ حَتَّى يُصبِحَ مُفتاحُ الطُّفولَةِ الرُّوحِيَّةِ بَينَ يَدَيكَ. عَلَيكَ أَن تَفتَحَ البابَ وَتَدخُلَ إِلى أَعماقِ قَلبِكَ حَيثُ نَلتَقي سَوِيًّا. عَن طَريقِ عَيشِكَ لِإِنجيلي، يَتَّضِحُ لَكَ مَعنى مَلَكوتي، وفي التِزامِكَ بِعَيشِ تَعليمي تَتَتَلمَذُ لي، وهَكَذا تَعرِفُ مَعنى الطُّفولَةِ الرُّوحِيَّة، إِذ تُصبِح وَأَنتَ حُرٌّ بِحالَةِ استِعدادٍ وَطَواعِيَّةٍ لِتَعَيشَ حَياتِكَ بِتَسليمٍ مُطلَقٍ لي مِن دونِ شُروطٍ، فَتَعرِفَ مِن جَديدٍ البَراءَةَ المـَقرونَةَ بِالبَساطَةِ الإِنجيليّة.
نَكتَشِفُ مَعَ طولِ أَيَّامِ حَياتِنا، وَقعَ وَأَثَرَ جِراحِنا وَسِعَتِها وَمَكانَتِها، لا كَأَمرٍ طَرَأ عَلى مَسيرَتِنا، بَل كَجِزءٍ أَساسِيٍّ مِن تَكوينِ شَخصِيَّتِنا، مِمَّا يَجعَلُنا لِلأَسفِ نَشعُرُ بِالثِّقلِ وَالتَّعَب، مَعَ الشُّعورِ بِالذَّنبِ وَالنَّقصِ وَالرَّفض. دَعوَةُ المـَسيحِ لَنا أَن نَصيرَ أَطفالًا، تَعني نَزعَ كُلّ التَّراكُماتِ الَّتي دَخَلَت على صورَةِ اللهِ فينا، وَجَعَلَتَنا نَنظُرُ إِلى أَنفُسِنا نَظرَةً دونِيَّةً، يُحيطُها غِشاءٌ يَمنَعُنا مِن مَعرِفَةِ حَقيقَتِنا. نَحنُ أَمامَ اللهِ أَطفالًا، كُلُّ الإِمكانِيّاتِ مُتاحَةٌ وَباستِطاعَتِنا، وَهَذِهِ خاصَّةُ الطُّفولَة، الَّتي أَرادَها الرَّبُّ لَنا، فَنَكونَ كَالخَزَفِ بَينَ يَدي الله، فَيَعودَ وَيَصنَعَ مِنَّا إِناءً جَديدًا مُقَدَّسًا. لِكَي تَدخُلَ المـَلَكوتَ كَطِفلٍ، تَأَمَّل نَفسَكَ تُرابَ خَزَفٍ بَينَ يَدَي يَسوع، وَاسمَح لَهُ أَن يُكَوِّنَكَ.
رَبّي يَسوع، رُجوعي إِلى الطُّفولِةَ يَكمُنُ في رَغبَتي أَن أَرمي بِنَفسي بِشَكلٍ نِهائيٍّ وَكامِلٍ بَينَ أَحضانِكَ، وَأَلَّا أَعودَ وَأَستَرجِعَ ذاتي أَبَدًا، بَل كالطِّفلِ الرَّضيعِ آخُذُ الغِذاءَ الأَساسيَّ مِنكَ يا أَيُّها الحُبّ. تُريدُني طِفلًا، لِأَنَّكَ تَفرَحُ بِرُؤيَتي أَلعَبُ في واحاتِ مَلَكوتِكَ، أَمامَ عَينَيكَ، فَأَزدادُ بِدَوري غِبطَةً بِما أَنعَمُ مِن فَرَحٍ وَسَلامٍ وَحُبّ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!