تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الاثنين من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين

موقع Allah Mahabba   الاثنين من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 1: 1 – 11

يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِمَشِيئَةِ الله، وَفْقًا لِوَعْدِ الحَيَاةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع،

إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱبْنِي الحَبِيب: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا!

أَشْكُرُ اللهَ الَّذي أَعْبُدُهُ كمَا عَبَدَهُ أَجْدَادِي، وأَنَا أَذْكُرُكَ بِغَيْرِ ٱنْقِطَاعٍ في صَلَواتِي لَيْلَ نَهَار.

وأَتذَكَّرُ دُمُوعَكَ، فأَتَشَوَّقُ أَنْ أَراكَ لأَمْتَلِئَ فَرَحًا،

كمَا أَتَذَكَّرُ إِيْمَانَكَ الَّذي لا رِيَاءَ فِيه، والَّذي رَسَخَ أَوَّلاً في جَدَّتِكَ لُوئِيس، وفي أُمِّكَ أُونِيقَة، وإِنِّي وَاثِقٌ أَنَّهُ راسِخٌ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا.

لِذلِكَ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ التي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ.

فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال.

فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله،

الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة.

لكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،

الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا.

إنجيل القدّيس متّى 16: 24 – 28

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،

لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.

فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟

فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

التأمّل

مَن أَرادَ أَن يَتبَعني، فَليَكفُر بِنَفسِهِ وَيَحمِل صَليبَهُ وَيَتبَعني

في سِنيّ المـُراهَقَةِ وَعِندَ طَلعَةِ الشَّباب، كَثيرًا ما نحتارُ مِن أَمرِنا، ماذا عَلَينا أَن نَختارَ لِمُـستَقبَلِنا، فَنَحنُ أَمامَ خَيارٍ حاسِمٍ لا رُجوعَ عَنهُ، وَالعُدول يُؤلِمُ، فَنَروحُ نُفَكِّرُ وَنَسأَلُ وَنَختَبِر، لِكَي نُقدِمَ على الخَيارِ الصَّائِب. أَيضًا عِندَما نَقِفُ عِندَ خَياراتِ الدَّعوَة مِن زَواجٍ أَو تَكَرُّسٍ، أَو بَتولِيَّة، عَلَينا بِالرُّجوعِ إِلى رَغبَةِ قَلبِنا الحَقيقيَّةِ وَالعَميقَة، فَنُصارِحَ أَنفُسَنا، مُصغينَ مُنصِتينَ إِلى حَرَكَةِ قَلبِنا، وَمُتَطَلِّعينَ إِلى أَبعادِ كُلِّ خَيارٍ وَقَرارٍ، حَتَّى إِذا اختَرَنا، يَكونُ اختِيارُنا عَن مَعرِفَةٍ وَحُرِّيَّةٍ مَسؤولَة. إِنَّ الدَّعوَةَ الَّتي يُوَجِّهُها لَنا الرَّبّ إِلى القَداسَة، تَجعَلُنا نُدرِكُ بادِئَ ذي بَدءٍ أَنَّ قَداسَتَنا هيَ نِعمَةٌ مِنهُ وَلَيسَت مَشروطَةً أَو مَربوطَةً بِأُسلوبِ حَياةٍ وَاحِد، إِنَّما هيَ دَعوَةٌ واحِدَةٌ بأساليبَ مُتَعَدِّدَة وَمُتَنَوِّعَة. سابِقاً كانَت تُعطى الأَوَّلِيَّةُ كَنَموذَجٍ لِلكَمال لِحَياةِ التَّكَرُّسِ الرُّهباني، أَمَّا اليَوم، كُلُّ مَسيحيٍّ مَدعُوٌّ لِيَعيشَ القَداسَةَ حَيثُ هُو، مُتَّبِعًا آثارَ المـَسيح، بِزُهدِ النَّفسِ وَحَملِ الصَّليب؛ فَالدَّعوَةُ بِشمولِيَّتِها تَعني عَيش المـَحَبَّة.

يا بُنَيَّ، الحُبُّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِعَمَلِ الإِرادَة، وَلا يَقِفُ أَبَدًا عِندَ الكَلام. لِذَلِكَ لَن تَستَطيعَ أَن تَتبَعَني إن لَم تَقبَل مَحَبَّتي لَكَ أَوَّلًا، وَإِن لَم تُحِبَّني مِن صَميمِ قَلبِكَ ثانِيًا، لِأَنَّكَ وَإِن قُمتَ بِمُبادَرَةِ اتِّباعي عَلى مُستَوى تَصَرُّفاتٍ خارِجِيَّة وَالتِزاماتٍ روحِيَّةٍ مِن صَلاةٍ وَصَومٍ وَإِماتَة، تَعودُ وَتَسقُطُ كُلَّها لِأَنَّكَ أَساسًا لَم تَختَر وَلَم تَرتَضِ أَن تَكونَ لي تِلميذًا، بَل بادَرتَ لِتُقَدِّسَ شَخصَكَ بأَوجُهِ التَّقوى الشَّعبِيَّة وَفقاً لِما قَدَّمَهُ لكَ مُجتَمَعَكَ وَبيئَتَكَ الرُّوحِيَّةِ الخاصَّة. لِكَي تَتَجَنَّبَ هَذِهِ التَّجرُبَة، عَلَيكَ أَن تَسأَلَ نَفسَكَ بِصِدقٍ وَصَراحَةٍ عالِيَةٍ، ماذا تُريدُ أَن تَصنَعَ مِن حَياتِكَ، بَعيدًا عَن عَلاقَتِكَ بِالله، وَما الهَدَفُ مِن خَيارِكَ وَأَيُّ مَعنًى لَه، وَهَل تَجِد في هذا الطَّرحِ سَلامًا؟ عِندَما تُفَكِّرُ أَن تَتبَعَني تَجِدُني قَدَّمتُ لَكَ المـَعنى وَالهَدَفَ وَصِرتُ لَكَ أَنا بِذاتي المـُعَلِّمَ وَالطَّريق. وَإِذا نَظَرتَ في حَياةِ وَسيرَةِ كُلّ مَن تَبِعَني بَدءًا مِنَ الرُّسُلِ وَالتَّلاميذ، تَكتَشِفُ إِنسانِيَّتِهِم بِضُعفِها وَفي الآنِ مَعًا تَندَهِشُ لِقُوّةِ النِّعمَةِ المـُؤآزِرَة، وَهُنا تُدرِكُ كَيفَ أُخزي حُكَماءَ هذا العالَمِ بِالتَّواضُعِ وَالوَداعَةِ وَالمـَحَبَّة. مَا بَينَ خَيارِكَ وَقَبولِ دَعوَتي تَكتَشِفُ كَم هِيَ ثَمينَةٌ حُرِّيَّتَكَ عِندي.

في كُلِّ مَرَّةٍ نَتَأَمَّلُ بِأَحداثِ حَياةِ الرَّبَّ يَسوع وَبِتَعليمِهِ المـُوَجَّه إِلى تَلاميذِهِ، نُلاحِظُ التَّكامُلَ ما بَينَ الحَياةِ الطُوباوِيَّة الَّتي يَحُثُّهم لِعَيشِها بِالإِيمان، وَوالواقِع الّذي يَعيشونَهُ وَفيهِ الكَثير مِنَ الصُّعوباتِ وَالمـَشاكِل. مِن هُنا نُدرِكُ أَنَّ اتِّباعَ المـَسيح لَيسَ هوَ مَوضوعَ تَعَبٍ وَإِرهاقٍ، إِنَّما هوَ عامِلٌ أَساسيٌّ لِتحجيمِ المـَشاكِلِ وَالإِنتِصارَ عَلَيها، إِقتِداءً بِالمـُعَلِّم. يُسَلِّطُ الضَّوءَ الرَّبُّ على أَهَمِّيَّةِ الإِرادَة، لِأَنَّها تُعَبِّرُ عَن الرَّغبَةِ الحُرَّة، وَفي مَوضوعِ الكُفر أَو الزُّهد، نَفهَمُ الجانِب السَّلبيّ مِنَ الذَّات حَيثُ تَعمَلُ الأَهواءُ في الأَنا، أَمَّا حَملُ الصَّليب، يَعني قَبول كُلّ الصُّعوبات، وَفقًا لِقَبول المـَسيحِ لَها بِإِيمانٍ وَرَجاءٍ وَمَحَبَّةٍ، بُغيَةَ تَمجيدِ الله. لِكَي تَتبَعَ المـَسيح، عَلَيكَ أَن تَأخُذَ تَموضُعَ التِّلميذِ المُحِبّ لِمُعَلِّمِه.

ربّي يسوع، أُريدُ أَن أَتبَعَكَ، وَلَكِن أَجِدُ ذاتي ضَعيفًا وَخاطِئًا. أُريدُ أَن أَكفُرَ بِذاتي، وأَجِدُ أَنِّي أُحِبُّها بِشَكلٍ خاطِئٍ. أُريدُ أَن أَحمِلَ الصَّليب، وَأَمامَهُ أَموتُ خَوفاً وَأَرقاً. فَما أُريدُ أَن أَفعَلَهُ إِيَّاهُ لا أَفعَل، وَما لا أُريدُ فِعلُه فَإِيَّاهُ أَفعَل، لِذَلِكَ أَلتَمِسُ مِنكَ النِّعمَةَ لِكَي تُشعِلَ قَلبي بِنارِ مَحَبَّتِكَ المـُضطَرِمَة، فَأَمضي مُتَّبِعًا خُطاكَ، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!