تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح

موقع Allah Mahabba   الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5: 11 – 21

يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ مَخَافَةَ الرَّبّ، نحُاوِلُ أَنْ نُقْنِعَ النَّاس. وَنَحْنُ مَعْرُوفُون لَدَى ٱلله، ولكِنِّي آمَلُ أَنْ نَكُونَ مَعْرُوفِينَ أَيْضًا في ضَمَائِرِكُم.

ولَسْنَا نَعُودُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُعْطِيكُم فُرْصَةً لِلٱفْتَخَارِ بِنَا تُجَاهَ الَّذينَ يَفْتَخِرُونَ بِالمَظْهَرِ لا بِمَا في القَلْب.

فإِنْ كُنَّا مَجَانِينَ فَلِله، وإِنْ كُنَّا عُقَلاءَ فَلأَجْلِكُم؛

إِنَّ مَحَبَّةَ المَسِيحِ تَأْسُرُنَا، لأَنَّنَا أَدْرَكْنَا هذَا، وهوَ أَنَّ وَاحِدًا مَاتَ عَنِ الجَمِيع، فَالجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.

لَقَدْ مَاتَ عَنِ الجَمِيع، لِكَي لا يَحْيَا ٱلأَحْيَاءُ مِنْ بَعْدُ لأَنْفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي مَاتَ عَنْهُم وقَامَ مِن أَجْلِهِم.

إِذًا فَمُنْذُ الآنَ نَحْنُ لا نَعْرِفُ أَحَدًا مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، وإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا المَسِيحَ مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، فَالآنَ مَا عُدْنَا نَعْرِفُهُ كَذَلِكَ.

إِذًا، إِنْ كَانَ أَحَدٌ في المَسِيحِ فَهُوَ خَلْقٌ جَدِيد: لَقَدْ زَالَ القَدِيم، وصَارَ كُلُّ شَيءٍ جَدِيدًا.

وكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنَ ٱلله، الَّذي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالمَسِيح، وأَعْطَانَا خِدْمَةَ المُصَالَحَة؛

لأَنَّ ٱللهَ صَالَحَ العَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ بِالمَسِيح، ولَمْ يُحَاسِبِ ٱلنَّاسَ عَلى زَلاَّتِهِم، وأَوْدَعَنَا كَلِمَةَ المُصَالَحَة.

إِذًا فَنَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله!

إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله.

إنجيل القدّيس يوحنّا 9: 1 – 12

فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا، رَأَى رَجُلاً أَعْمَى مُنْذُ وِلادَتِهِ.

فَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ قَائِلين: «رَابِّي، مَنْ خَطِئَ، هذَا أَمْ وَالِدَاه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».

أَجَابَ يَسُوع: «لا هذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، ولكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله.

عَلَيْنا، مَا دَامَ النَّهَار، أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ مَنْ أَرْسَلَنِي. فَحِينَ يَأْتِي اللَّيْل، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَل.

مَا دُمْتُ في العَالَمِ فَأَنَا نُورُ العَالَم».

ولَمَّا قَالَ هذَا، تَفَلَ في التُّرَاب، وصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَمَسَحَ بِٱلطِّينِ عَيْنَي الأَعْمَى،

وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ في بِرْكَةِ شِيلُوح، أَي ٱلمُرْسَل». فَمَضَى الأَعْمَى وٱغْتَسَلَ وعَادَ مُبْصِرًا.

فَقَالَ الجِيرانُ والَّذينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ قَبْلُ يَسْتَعْطِي: «أَلَيْسَ هذَا مَنْ كَانَ يَجْلِسُ ويَسْتَعْطِي؟».

وكَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «هذَا هُوَ». وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكانَ يَقُول: «أَنَا هُوَ».

فَقَالُوا لَهُ: «وكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاك؟».

أَجَاب: «أَلرَّجُلُ الَّذي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا، ومَسَحَ بِهِ عَيْنَيَّ، وقَالَ لي: إِذْهَبْ إِلى شِيلُوحَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».

فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذَاكَ الرَّجُل؟». قَال: «لا أَعْلَم».

التأمّل

ما دُمتُ في العالَم فَأَنا نورُ العالَم“

أَكثَر ما يَشُدُّ انتِباهَنا، وَيُحَفِّزَنا على السُؤالِ وَالبَحثِ، كُلّ ما نراهُ جَديدًا وَذاتُ علامَةٍ فارِقَةٍ وَمُمَيَّزَة. اندَهَشَ موسى أَمامَ العُلَّيقَةِ المـُشتَعِلَة لِأَنَّهُ رَأى فيها أَمرًا مُختَلِفًا جَديدًا وَمُمَيَّزًا، هيَ أَنَّها لَم تَحتَرِق. هَكَذا هيَ الحالُ مَعَ حُضورِ الرَّبّ يَسوع في صُلبِ حَياتِنا وَقُلوبِنا، هوَ ذاتُ طابِعٍ مُمَيَّزٍ وَخاصّ، لا يَعُد بِاستِطاعَتِنا سِوى أَن نَقولَ كَما قالَ يوحَنَّا لِبُطرُسَ في البُحَيرَةِ “إِنَّهُ الرَّبّ”. يَختَلِفُ حُضورُ يَسوع عَن العالَم بِمِقدارٍ لا يُقاسُ، وَإِن نَحنُ عَرَفناهُ في التَّجَسُّدِ، فَهوَ يَجعَلُ طَبيعَتَنا تَتَمايَزُ عَمَّا كانَت عَلَيهِ قَبلًا، دائِمًا مَعَهُ، هُناكَ فارِقٌ ما بَينَ القَبلِ وَالبَعد. لا يُمكِنُنا أَن نَفهَمَ العالَمَ على حَقيقَتِهِ وأَن نَعرِفَهُ خارِجَ نورِ المـَسيح، فهوَ مِقياسُ الحَقّ الَّذي إِن تَجاوَبنا مَعَهُ على مِثالِ تَجاوُبِ الأَعمى وَالتَّلاميذِ وَمِثلَ موسى أَمامَ العُلَّيقَةِ وَكُلِّ الَّذينَ عَرَفوه وَأَحَبُّوهُ، نَتَحَوَّلُ إِلَيهِ، فَنُصبِحُ عَلامَةً مُميزَةً بِهِ وَفيهِ وَمَعَهُ لِأَنَّنا أَصبَحنا أَبناءَ اللهِ، وَلَنا حُرِّيَّةً طَبيعَتُها وَغايَتُها إِلَهِيَّة. لَقَد افتَقَدَنا بِنورِهِ هوَ النُّورَ فَمَدَّ حَياتَنا بِالمَعنى الحَقّ.

يَا بُنَيَّ، أَنتَ الَّذي لا تَستَطيعُ البَصَر خارِجًا عَن النُّور، وَمِثلَما عَقلَكَ لا يَستَطيعُ الفَهمَ بَعيدًا عَن الكَلِمَة، هَكَذا يَبقى كُلُّ شَيءٍ ناقِصاً ما دامَ لَم يَستَضِف ما يُكَمِّلُهُ. لِكَي تَخرُجَ مِن عَمى الضَّلالِ وَالباطِل، وَتَعرِفَ الحَقّ، عَلَيكَ أَن تَصبو بِكُلِّ كِيانِكَ الإِنسانيّ، مِثلَ العَينِ إِلى النُّور، فَتَنظُرَ مُتَأَمِّلًا بِإِنسانِيَّتي، عِندَئِذٍ تُدرِكُ مَن الإِنسانَ وَمَن تَكون. إِنَّ وُجودَكَ في العالَم مُتَّصِلٌ اتِّصالًا وَثيقًا بِهِ وَإِن لَم يَكُن اتِّصالًا لَحمِيًّا، أَنتَ تَعرِفُ الشَّمسَ بِنورِها، وَمِن دونِها لَما عَرَفتَ النَّهارَ لِتُمَيِّزَ الأَشياء. أَنتَ مُتَّصِلٌ بِالأَرضِ وَالهواءِ وَالسُّحُب وَالماءِ وَالنَّار، فَكُلُّها تَمتَدُّ إِلَيكَ وَأَنتَ تَتَمَدَّدُ فيها. إِن كانَ وجودُكَ يَعني كُلّ هذا الشّكلِ مِنَ التَّواصُلِ، فَمَعي تَواصُلَكَ يَعني تَفاعُلِ قَلبَكَ وَعَقلَكَ مَعَ كَلِمَتي الَّتي تُغَذّيكَ بِالحَقِّ وَالمـَعنى وَالحُبّ، وَعِندَما أُصبِحُ بِكُلِّيَّتي المـَغنَطيسُ الَّذي يَشُدُّ كِيانِكَ إِلى مَجدِ الآبِ وَإِلى مِلءِ أَنوارِ الرُّوحِ القُدُس، عِندَئِذٍ كُن على يَقينٍ، أَنَّ قَلبَكَ قَد عَرَفَ نوري، وَدِفءَ رَحمَتي وَمَحَبَّتي. كُن على يَقينٍ ما دُمتُ أَنا النُّور، لَن تَقوَ علَيكَ الظُّلمَةُ أَبَدًا، وَلا بَردَها القارِص، فَبِعِنايَتي أُظَلِّلُكَ.

يُقالُ عَن المـُثَقَّفِ وَالمـُتَعَلِّمِ وَالحَكيم أَنَّهُ المـُستَنيرُ بِالمـَعرِفَة بَعدَ تَدَرُّجٍ في الدِّراسَةِ وَالعِلمِ وَالخِبرَة. في آيَةِ شِفاءِ الأَعمى نُلاحِظُ أَنَّ قبولَ النُّورِ الإِلَهيّ، لَم يَكُن وَليدَةَ بَرنامَجٍ وَمَنهَجٍ أَكَّاديميّ، إِنَّما كانَ عَطِيَّةَ إِيمانٍ، وَهذا ما أَحدَثَ تَحَوُّلًا مِنَ الجَهلِ إِلى الحِكمَة. لا تَعني الشِّفاءاتُ الَّتي صَنَعَها يَسوع المـَنحى الجَسَديّ، هيَ بِالأَكثَر عَنَت انفِتاحَ الإِنسانِ الرُّوحيّ على الله، عَن طَريقِ اليَقظَة وَاعتِمادَ نَهجَ حَياةٍ جَديدَة تَقومُ على الإِتِّباع. لَقَد نَعَتَ يَسوعُ اليَهودَ بِالعُميانِ، بِسَبَبِ عِنادِهِم وَتَصَلُّبِ قُلوبِهم، أَمَّا المـُستَنيرُ بِالإِيمان لا يَخشَ الإِنفِتاحَ لِأَنَّهُ عَلى يَقينٍ أَنَّ الحَقَّ قَد لَمَسَهُ وَعَرَفَهُ، وَإِن لَم يَكُن بَعدُ قَد استَحوَذَ عَلَيهِ. أُطلُب كُلَّ يَومٍ نورَ المـَسيحِ لِحَياتِكَ، وَاتَّخِذ مَوقِفًا إِيمانِيًّا بانفِتاح.

رَبّي يَسوع، تَعزيَتي الوَحيدَةُ هيَ أَنَّكَ مَعي في العالَم، لِتُبَدِّدَ كُلَّ ظَلامٍ وَظُلم، لِتُنيرَ لي الطَّريقَ، فَأَسيرَ وَراءَكَ. تَعزِيَتي أَنَّكَ المـُتَمايِزُ في العالَمِ بِمَحَبَّتِكَ وَرَحمَتِكَ وَبِها تَجتَذِبُنا إِلَيكَ لِنَقبَلَ خَلاصَكَ. لَقَد أَبقَيتَ لِحُضورِكَ قُدسِيَّةً عَجيبَةً في سِرِّ القُربان، فِبهِ أَستَنيرُ قِيامَةً وَمَجدًا، فَأَرجوكَ رَبِّي أَبقِ عَينَيَّ مَفتوحَتَينَ على نِداءاتِ قَلبِكَ، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!