موقع Allah Mahabba الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 2: 1 – 11
يا إخوَتِي، إِنِّي جَزَمْتُ بِهذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ:
لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ؟
وقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا، لِئَلاَّ أَلْقَى عِنْدَ قُدُومِي حُزْنًا مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وأَنَا عَلى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُم أَجْمَعِينَ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُم جَمِيعًا.
فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة، لا لِتَحْزَنُوا، بَلْ لِتَعْرِفُوا مِقْدَارَ حُبِّي العَظِيمِ لَكُم.
وإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَنِي، فَما أَحْزَنَنِي أَنَا وَحْدِي، بَلْ أَحْزَنَكُم جَمِيعًا بَعْضَ الحُزْن، وأَقُولُ هذَا بِدُونِ مُبَالَغَة!
وَيَكْفِي مِثْلَ هذَا الرَّجُلِ ذَاكَ التَّوبِيخُ الَّذي نَالَهُ مِنَ الأَكْثَرِين.
أَمَّا الآنَ فَٱلأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الحُزْنِ الشَّدِيد.
لِذَلِكَ أُنَاشِدُكُم أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُم.
وإِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا لأَخْتَبِرَكُم إِذَا كُنْتُم مُطِيعِينَ في كُلِّ شَيء.
فَمَنْ تُسَامِحُوهُ بِشَيءٍ أُسَامِحْهُ أَنَا أَيْضًا؛ لأَنِّي إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيء، فقَدْ سَامَحْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُم في حَضْرَةِ المَسِيح،
لِئَلاَّ يَخْدَعَنَا الشَّيْطَان، ونَحْنُ لا نَجْهَلُ مَقَاصِدَهُ.
إنجيل القدّيس متّى 4: 18 – 25
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم.
وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.
التأمّل
”إتبَعاني فَأَجعَلَكُما صَيَّادَينِ للنَّاس“
كَيفَ لأَشخاصٍ أَن يَقبَلوا دَعوَةَ مُعَلِّمٍ للتَّتَلمُذِ لَهُ، ما لَم يَسمَعوا عَنهُ، وَما لَم يَختَبِروهُ؟! كَيفَ لِمُعَلِّمٍ يَختارُ أَشخاصًا لَم يَختاروه مُسبَقًا، وَإذا بِهِ يَقرَعُ على بابِ حُرِّيَّتِهِم، مُخاطِبًا رَغبَةَ قَلبِهِم؟! بَعدَ الظُّهورِ الإِلَهيّ في العِمادِ على نَهرِ الأُردُن، وَبَعدَ التَّجرُبَة في البَرِّيَّة، تُقَدِّمُ لَنا الأَناجيل الأَربَعَة دَعوَةَ التَّلاميذ الأُوَّلين، لِتَكونَ رِسالَةَ يَسوع العَلَنِيَّة مَصحوبَةً بِرِفقَةِ مَن سَيَكونونَ رُسُلًا لَهُ، وَمَن سَيَشهَدونَ لَهُ وَعَلى مِثالِهِ بِأَعمالِهِم قَبلَ أَقوالِهِم. على وَقعِ كَلِماتِ يَسوع المـُوَجَّهَة للتَّلاميذ، نَكتَشِفُ وَعدًا بِالمـَحَبَّة، يوقِظُ الإِيمانَ وَالرَّجاءَ لِمُستَقبَلٍ واعِد. لَم يَقُل يَسوع لِمَن دَعاهُم، أَنا هوَ الرَّبّ الَّذي يَصنَعُ المـُعجِزات، بَل ظَهَّرَ لَهُم، مَن سَيَكونون مَعَهُ، وَماذا سَيُصبِحونَ إِن قَبِلوا دَعوَتَهُ. بِقَبولِهِم الدَّعوَة، عَبَّروا عَن تَسليمِ حَياتِهِم لَهُ، بِثِقَةٍ وَإِيمان، هُمُ صيَّادي الأَسماكِ، صَدَّقوا أَنَّهُ سَيَجعَلَ مِنهُم صَيَّادي بَشَرٍ. همُ الّذينَ يُكافِحونَ في البَحرِ طَوالَ اللَّيلِ لِيَرموا الشِّباكَ وَيَشُدُّوها، سَيَتَعَرَّفونَ عَلى نَوعٍ جَديدٍ مِنَ الصَّيد.
يا بُنَيَّ، اعتَدتَ في حَياتِكَ عَلى الإِتِّباعِ عَن طَريقِ التَّعَلُّمِ وَالدِّراسَة وَراءَ مَقاعِدِ المـَدرَسَة، وَتَكَوَّنَت لَدَيكَ صورَةَ المـُعَلِّم الَّذي يُلَقِّنُ المـَعلومات وَيَسهَر على فَهمِها وَحِفظِها، وَلَكِنَّكَ لَم تَعرِف الإِتِّباعَ مِن خِلالِ نَهجِ الحَياة، إِلى أَن اختَرتَ ماذا تُريدُ أَن تَكونَ وَتَمتَهِن وَتَعمَلَ في حَياتِكَ. إِنَّ اتِّباعي يَعني أَمرَين: أَوَّلًا، تَتَعَرَّفُ عَلَيَّ بِمِلءِ حُرِّيَّتِكَ كَصَديقٍ حَميمٍ لَكَ، يَسيرُ عَلى دُروبِكَ، وَتَمشي في طَريقِهِ. ثانِيًا، هوَ يُجيبُ على رَغبَةِ قَلبِكَ العَميقَةِ وَالصَّادِقَة. يَكفيكَ أَن تَتَأَمَّلَ بِما اختَبَروهُ تَلاميذي مَعي، لَقَد عاشوا مَعي، فَشاهَدوا حَرَكَةَ أَيَّامي، مِن صَلاةٍ وَسَهَرٍ وَتَعليمٍ وَشِفاءٍ وَحُضورٍ مُصغي. عَرَفوا قُوَّةَ وَكَثافَةَ وَغَيرَةَ مَحَبَّتي على الإِنسان كُلِّ إِنسانٍ، فَكُنتُ الجَوابَ الكامِلِ وَالمـُطلَقِ عَلى رَغبَةِ قَلبِهِم. لَم يَروا فِيَّ مُعَلِّمًا يُلقي نَظَرِيَّاتٍ جَميلَةٌ جِدًّا وَذاتُ مَنحًى مَنطِقيّ وَلاهوتيٍّ عالي، وَالكَلِمَةُ الَّتي عَلى الفَمِ بَعيدَةٌ جِدًّا عَنِ القَلبِ وَالعَمَل. لَم يَتَلَقَّوا وعودًا مِنِّي جميلَة وَلَكِن كاذِبَة، بَل رأوا في الواقِعِ الَّذي عاشَوه مَعي حُضورَ مَلَكوتِ اللهِ في وَسَطِهِم، مِمَّا زادَهُم دَهشَةً وَانفِتاحًا على نِعمَتي حَيثُ عانَقوا رَحمَتي وَمَحَبَّتي لَهُم.
هُناكَ على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، لَيسَ على مَقاعِدِ الرَّابِيّين إِن في الهَيكَلِ أَو في المـَجامِعِ اليَهودِيَّة، بَدَأَت مَسيرَةُ التَّلاميذ الأَوَّلين. كَما اختارَ اللهُ مَريَمَ العَذراءِ مِنَ النَّاصِرَة، هَكذا اختارَ يَسوعُ تَلاميذَهُ مِن شَواطِئِ الجَليل، لِما تَرمُزُ إِلَيه هَذِهِ المـُبادَرَة مِن رَحمَةٍ وَحِكمَةٍ إِلَهيَّة. اختارَ الضُّعَفاء لِيَخزِيَ الحُكَماءَ وَالأَقوِياء. بِكَلِمَةِ “اتبَعني” جَعَلَ حَياةَ مَن قَبِلوا أَن يَكونوا لَهُ تَلاميذ، مُستَقيمَةً وَمُصَوَّبَةً نَحوَ غايَتِها القُصوى، حَيثُ سَتُصبِحُ صورَةُ اللهِ فيهِم مُتَجَلِّيَةً كَحَقيقَةٍ ساطِعَة بِفِعلِ مِرآةِ الحَقّ وَصورَةَ جَوهَرِهِ. لَقَد آمَنوا رُغمَ ما فيهِم مِن ضُعفٍ أَنَّهُ سَيَجعَلَهُم صَيَّادي بَشَرٍ، مُستَخدِمًا ما فيهِم مِن ضُعفٍ بَشَريّ جاعِلًا مِنهُ شِباكًا تَجتَذِبُ الآخَرين. آمِن أَنَّ يَسوعَ يَدعوكَ بِضِعفِكَ لِتَتبَعَهُ.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ الَّذي تُؤمِنُ بي قَبلَ أَن أُؤمِنَ بِكَ. مُذ خَلَقتَني غَرَستَ فِيَّ نِعمَتِكَ، وَيَومَ العِمادِ دَعَوتَني لِأَتبَعَكَ، فَأَعيشَ على مِثالِكَ بِالقَولِ وَالعَمَل. مَعَ سِرِّ التَّثبيتِ جَعَلتَني أَتَّحِدُ بِكَ، فَأَكونَ بِكَ وَلَكَ رَسولًا. وَأَنتَ الَّذي تُغَذّيني مِن جَسَدِكَ في سِرِّ القُربان، حَوِّلني لَكَ بِالمـَحَبَّةِ وَالرَّحمَة، لِأَصيرَ على مِثالِكَ صَيَّادَ بَشَر، آمين..
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!